تعد اسرائيل واحدة من الدول المتطورة على مستوى هذا العالم ، حيث تعتبر، اسرائيل نفسها، واحدة من الدول الديمقراطية التي تحافظ على حقوق الإنسان وتحميه انطلاقًا من ايمانها القاطع بأن "الإنسان هو أغلى ما نملك.

وبما أننا جميعًا سمعنا هذه الشعارات التي لا تكف "ترنُّ" في كل مناسبة سياسية ، اجتماعية أو اقتصادية حتى .. ، ارتأينا أن نسلط الضوء اليوم وخلال "حصادنا" لأهم المجريات في عام 2012، على ظاهرة قتل النساء على خلفية ما يسمى "شرف العائلة" أو حتى على خلفيات أخرى.
ومن الجدير بذكره أن معظم ملفات التحقيق بهذه الجرائم، التي ستجدونها في التقرير، تم إغلاقها بحجة "عدم كفاية الأدلة" ، ولا بد من التنويه أيضًا أن العدد الكلي للنساء اللواتي قتلن منذ عام 1991 حتى اليوم هو 150 امرأة ، واختيارنا للعام 1991 لم يأتِ صدفة فهو العام الذي وقّعت فيه اسرائيل على اتفاقية "سيداو" وهي اتفاقية اطلقتها الأمم المتحدة بهدف الحفاظ على حقوق النساء وحمايتهن...!

على اي حال ، انطلاقًا من أملنا بأن يكون العام المقبل، 2013، أفضل علينا في هذا المجال ،ها نحن نذكر أنفسنا بمأساتنا وبكل النساء اللواتي خسرن الحياة وخسرناهن بدورنا بسبب "الجريمة".

غالية خليل، وجدت جثتها "محروقة" في أحد الأحراش!

اليوم الأول من أيار 2012 حمل خبرًا مفجعًا لعائلة خليل العكيّة، حيث أبلغت شرطة عكا العائلة نبأ تأكدها ان الجثة التي عثر عليها محروقة في احراش "كيبوتس شومرات" هي للسيدة غالية خليل ام ادهم، 65 عامًا، حيث امتلأت قصة غالية بالتفصيلات الغامضة فالسيدة التي اختفت في أحد أيام الجمعة دون أن تترك أثرًا لتشعل فتيل القلق في قلوب عائلتها ومحبيها وجدت "جثة" في أحد الاحراش القريبة مقتولة على يد "مجهولين".

سميّة خاسكيّة، سرق"اللصوص" بيتها وقتلوها...

في الخامس والعشرون من حزيران 2012، فجعت مدينة الطيرة بنبأ مقتل ابنتها سميّة خاسكية، في السبعينات من عمرها، والتي وجد داخل بيتها والخلفية كما اعلنت الشرطة هي سرقة تعرض لها بيتها، ولا تزال التحقيقات جارية بهذا الملف حتى الآن، حيث اعتقل عدة مشتبهين وتم الإفراج عنهم لأسباب عدم كفاية الأدلة، حسب الإعلان الأخير للشرطة.

نسرين مصراتي...ماتت رميًا بالرصاص على باب ملجأ!

الآن نصل إلى قصة لا تقل ألمًا بتفصيلاتها، قصة نسرين مصراتي، 26 عامًا، التي تم قتلها في الثامن والعشرين من أيار 2012، بفارق 7 سنوات على مقتل أختها الثانية أمل مصراتي، على خلفية ما يسمى بشرف العائلة، حيث تعرضت نسرين قبل حواليّ الشهر من التاريخ المذكور إلى إطلاق للنار في ملجأ النساء الذي تتواجد به بعد أن قدّمت شكاوى للشرطة عن عنف في العائلة.
وأكدت هدى، شقيقة المغدورات، بصرختها، في إحدى التظاهرات التي تم تنظيمها اعتراضًا على تقاعس الشرطة في البحث غن القتلة، أكدت على أن أخواتها "شريفات" محاولة منها إلى الرد على إتهام المجتمع لهّن! ولامت في حديثها الشرطة التي لم تستطع حمايتهّن رغم كل الشكاوى التي قدّمت.

إيمان قتلت "طعنًا" فوقفت "صبايا" الطيرة...اعتراضًا!

في أيلول عدنا لنسمع وجع مدينة الطيرة التي شارك عدد من اهلها بتظاهرة رفع الشعارات العفوية التي دعت إليها مجموعة من "صبايا" المدينة، وذلك "إحتجاجاً على جريمة القتل التي وقعت صباح الاحد الذي وافق اليوم التاسع من أيلول 2012 والتي راحت ضحيتها المرحومة ايمان عبد الحي ابنة الثانية والعشرون عامًا، طعنًا.

فتاة من تل السبع يقتلها أخوها لأنها "بتحب"!

ولم نكتف بهذا القدر من الوحشية في تعاملنا مع الإنسانية بشكل عام والنساء بشكل خاص فقد بدأ نهارنا صباح اليوم السابع والعشرين من تشرين الثاني 2012 بخبر وقوع فتاة من بلدة تل السبع ضحية لجريمة قتل يُشتبه انها على الخلفية المسماة "شرف العائلة" إذ اتصل شقيقها بالشرطة للتبليغ عن انه قتلها لأنه كان لها علاقة حب "لم يرضَ عنها"،ووفقًا للشرطة، كانت الفتاة غائبة عن البيت منذ فترة وجيزة، وبعد تبليغ العائلة للشرطة تم العثور عليها في محيط سكناها وجرى التحقيق معها، وعلى الرغم من توصية خدمات الرفاه الاجتماعي، والشرطة نفسها، بعدم عودتها حاليا الى العائلة فقد مكثت لدى اقرباء لها ثم عادت لبيتها حيث وقعت جريمة قتلها، وفقا للشبهة.

وقال ضابط التحقيقات والاستخبارات في لواء النقب "دفيد شريكي" ان الشقيق المشتبه به اعترف بالجريمة وبأن الخلفية هي تلك المسمّاة "شرف العائلة"، وادعى الضابط ان الشرطة اوصت بعدم عودتها الى بيتها خشية ان تتعرض لسوء، مع ذلك لم يتم على ما يبدو بذل جهود حقيقية لحمايتها، على الرغم من الاشتباه بوجود خطر محدق بها – كما يتضح من تصريحات الضابط المذكور.
واللافت في القضية أن الشرطة اعتبرت في بيانها الخاص باللغة العربية أن خلفية القتل هي "خلاف عائلي" دون توضيح ودون ايراد تفاصيل ذات صلة!

بلدات قلّت نسبة الجريمة فيها...

بقي ان نشير، بالإضافة طبعًا إلى أسفنا على أننا ما نزال مضطرين أن نشهد مثل هذه الجرائم بمجتمعنا، الى ان عدد حوادث القتل في منطقة المثلث الجنوبي (عدا الطيرة) قد تراجعت، فعلى سبيل المثال، الطيبة والتي كان لها في كل عام الحصة الاكبر من عدد حوادث القتل، سجلت فيها حادثي قتل فقط منذ بداية العام كان ضحيتاها هلال تلي وامير مصاروة (قتل بنيران الشرطة)، في قلنسوة لم تسجل اي حالة قتل كما هو الحال في كفر قاسم، جلجولية قتل فيها شابين هما هاني عبد الغافر وتامر قطوان، وكفر برا -كما هي العادة- مغيبة عن القائمة في هذا المجال.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]