فيما ستشهد البلاد خلال الايام القليلة القادمة انتخابات للكنيست التاسعة عشرة، تشير استطلاعات الآراء أنّ اليمين بقيادة نتنياهو سيعود للحكم مجدّدا، الا انّ استطلاعات الرأي تشير الى معطيات تثير التساؤل حول المتردّدين في التصويت والتي تصل نسبتهم 18% من اصحاب حقّ الاقتراع، وهو ما يعادل 21 مقعدا في الكنيست!. وتشير الاحصائيات الى ان قائمة المتردّدين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون، الا انهم سيدلون بصوتهم بالتأكيد، فهل ستعكس هذه الاصوات واقعا جديدا في تركيبة الكنيست القادمة؟ عن هذا مراسلنا حاور الخبير في الشؤون السياسية الاسرائيليّة أنطوان شلحت!.

قد نشهد نسخة أخرى من الحكومة الحالية لكن أكثر تطرّفا من الليكود

في البداية قال شلحت أنّ الاحتمال في ان تغيّر هذه النسبة من المصوتين المترددين من واقع نجاح اليمين بقيادة نتنياهو وليبرمان هو ضعيف، حيث ان هذه النسبة لا تستطيع حسم الفجوة الكبيرة القائمة وفق استطلاعات الرأي بين اليمين والحريديم، وبين كتل اليسار والوسط. وأضاف: "ما يمكن تغييره وفق هذه النسبة من المتردّدين هو ميزان القوى داخل الكتلتين، بمعنى أن يكون تحالف اليمين أكبر أو أصغر، وبالعكس، أي ان يكون تحالف اليسار والوسط اقل أو اكثر، لكن بالمجمل العام الصورة حتى الان غير واضحة، لكن يبدو جليّا أنّ الكفة تميل لصالح كتل اليمين والحريديم، وقد نشهد نسخة أخرى من الحكومة الحالية لكن أكثر تطرّفا من الليكود، خاصة وان حزب الليكود الذي اعتبر نفسه يمينيا ليبراليا، أصبح اليوم أقرب الى الفاشي، وكذلك الامر للبيت اليهودي الذي كان في السابق حزب المفدال، وايضا عند الحريديم، وتحديدا حزب شاس الذي كان يهتم اكثر باليهود المتديّنين الشرقيين، فإننا نراهم اليوم اكثر عنصرية وتشدّدا"!.

استمرار اليمين في السيطرة على الحكومة

وفي سياق آخر، وعن العجز المالي الذي بلغ ما يقارب ال 40 مليار شاقلا في الدولة، قال شلحت أنّ ردود الافعال على هذا التقرير لن تؤثر سياسيّا، ولن تؤثر على استمرار اليمين في السيطرة على الحكومة، مشيرا الى انه يمكن لنتنياهو أن يسعى لاستقطاب حزب أو اكثر من احزاب الوسط واليسار حتى يتمكن من مواجهة هذا العجز المالي الكبير، ويشكّل غطاءً للسياسة العامة للحكومة المقبلة. وأضاف: "من الواضح أنّ اليسار والوسط يحاول محورة المعركة حول القضايا الاجتماعية والاقتصاديّة، لكنّهم يحيّدون الواقع الامني، خاصة وأنّ المجتمع الاسرائيلي هو مجتمع تدغدغه القضايا الامنيّة، وهنا حاول اليسار والوسط خوض معركة انتخابية حول الاقتصادي بدون التطرّق للقضايا السياسيّة والامنيّة، وكأنّها هذه القضايا غير مرتبطة بالسياسات العامة!.

قضايا انتخابات الكنيست ودور الجماهير العربية في البلاد

وحول قضايا انتخابات الكنيست ودور الجماهير العربية في البلاد، أكّد شلحت أنّ الجماهير العربيّة لا تزال تتميّز بالحس الوطني وعدم الالتصاق بالاحزاب الصهيونيّة، مضيفا: "لا اتوقع ان تكون نسبة التصويت بين الجماهير العربيّة عالية، وهنالك لم يقرر بعد لمن سيمنح صوته، لكن عدم رفع نسبة التصويت بالوسط العربي ناتجة عن عدد من الاسباب الموضوعيّة، منها اللامبالاة، واليأس وانسداد الافق السياسي، وايضا انعدام وجود تغيير في تركيبة الاحزاب التي تخوض انتخابات الكنيست، وايضا بسبب موضوع عدم تحالف الاحزاب بقائمة واحدةوهذا ما يفقد الجماهير العربية الزخم المطلوب لصد النزوح اليميني نحو الكنيست".

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]