تسود إسرائيل في الآونة الأخيرة حالة تأهب سببها مصير الأسلحة الكيماوية في سوريا، واحتمال سقوطها في أيدي منظمات إرهابية – جهادية تحارب في سوريا منذ وقوع البلاد في حرب أهلية، أو نقلها إلى المنظمة الشيعية حزب الله، إلى مقرها في لبنان. ويزداد مستوى التأهب في أعقاب أنباء عن معارك قاسية تدور بين الجيش السوري النظامي، والجيش السوري الحر، على مقربة من مستودعات الأسلحة الكيماوية ، في جوار مدينة حلب ومدينة دمشق.

تطورات الوضع السوري
 
وأرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد أن تطرق أمس في مستهل الجلسة الحكومية إلى الملف السوري، مستشاره للأمن القومي، الجنرال (المتقاعد) يعقوب عميدرور إلى روسيا. ومن المتوقع أن يجتمع عيمدرور بنظيره الروسي، وكذلك بوزير الخارجية الروسي، سريغي لافروف، لمشاورات حول تطورات الوضع السوري، ولا سيما نقل المخاوف الإسرائيلية للجانب الروسي، والذي تُعده إسرائيل ذا نفوذ في الساحة السورية.

وقد أدخلت تصريحات وزير الحكومة الروسي، ديمتري مدفيدف، يوم أمس، دول المنطقة في حالة تأهب قصوى، بعد أن صرح للإعلام الأمريكي بأن نظام الأسد يقترب من نهايته.

وفي ذلك، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، المنتهية ولايته قربيا، عاد إلى البلاد من المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (سويسرا)، ونسبت بعض المواقع عودته المبكرة إلى تطورات الوضع في سوريا.

وضع الأسلحة الكيماوية

وقام رئيس الوزراء نتنياهو، في الأسابيع الأخيرة، بعقد اجتماعات طارئة تتعلق بالملف السوري، ولا سيما وضع الأسلحة الكيماوية. وعُقد أحد هذه الاجتماعات بعد يومين من إجراء الانتخابات البرلمانية في إسرائيل، في خطوة وصفها بعض الوزراء بأنها طارئة.

وبموازاة للحديث الإعلامي عن الوضع السوري، نشر جيش الدفاع الإسرائيلي يوم أمس، بطاريتين من منظومة "قبة حديدية"، في المناطق الشمالية من إسرائيل، قرب مدينة حيفا. وأشار مراقبون في إسرائيل إلى أن التوقيت مرتبط بالشأن السوري، إلا أن جيش الدفاع أفاد بأن نقل المنظومة يتعلق بمناورات عسكرية مخططة.

إسرائيل تراقب تطورات الوضع في سوريا عن كثب

وقال وزير الشؤون الاستراتيجية، ونائب رئيس الحكومة الإسرائيلي، موشي يعلون، صباح اليوم للإذاعة العسكرية، إن " إسرائيل تراقب تطورات الوضع في سوريا عن كثب. لسنا وحيدين في هذا، الدول العظمى كذلك تتابع الوضع"، وأضاف " عدم الاستقرار في سوريا ينتشر يوما بعد يوم، إذ يفقد بشار الأسد سيطرته على البلاد".

وتابع يعلون "قلقنا طبعا يتعلق بمصير الأسلحة الكيماوية والاستراتيجية الموجودة في سوريا". وحين سئل الوزير، المرشح لأن يكون وزير الدفاع القادم في إسرائيل، عن إمكانية ضربة عسكرية إسرائيلية لمواقع الأسلحة الكيماوية في سوريا أجاب أن إسرائيل "تتصرف حين تشعر أنها مهددة. لكننا غير معنيين بالتدخل في سوريا".

منظمة حزب الله أقامت مخيمات لعناصرها على مقربة من مستودعات المواد الكيماوية القتالية في سوريا

وكتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن منظمة حزب الله أقامت مخيمات لعناصرها على مقربة من مستودعات المواد الكيماوية القتالية في سوريا. وحسب تقديرات أمنية في إسرائيل، يملك الجيش السوري نحو ألف طن من المواد الكيماوية القتالية، ويكفي أن "تتسرب" كمية ضئيلة من هذه المواد إلى منظمات إرهابية في المنطقة حتى يصبح تهديدها غير مسبوق.

وكتب محللون عسكريون أن الإدارة الأمريكية عقدت جولة مشاورات مع دول الجوار لسوريا، وتقوم بالتنسيق مع الأردن وإسرائيل وتركيا في هذا الشأن. وجاء أن الولايات المتحدة تملك خططا حربية لمواجهة سيناريوهات وقوع الأسلحة الكيماوية في أيد غير مسؤولة. يذكر أن تركيا نشرت قبل مدة قصيرة صواريخ "باتريوت" تابعة للحلف الأطلسي، قرب حدودها مع سوريا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]