*انخرط في العمل الوطني ضد الاستعمار البريطاني والمؤامرة على فلسطين منذ سنوات شبابه الأولى *في منتصف سنوات الخمسين كان من الشيوعيين الملاحقين من الحكم العسكري وفصل من جهاز التعليم *تولى مناصب قيادية في الحزب متمسكا بالمبادئ الماركسية اللينينية *رئيس مجلس كفر ياسيف المحلي على مدار عشرين عاما وكان عنوانا وطنيا في لجنة الرؤساء للنضال من أجل الحقوق والمساواة*

ينعى الحزب الشيوعي، الى جماهير شعبنا، والى قوى التحرر والتقدم في البلاد والمنطقة والعالم، القائد الشيوعي العريق والشخصية الوطنية، ورئيس مجلس كفر ياسيف السابق، نمر الياس مرقص، الذي رحل عنا ظهر اليوم الثلاثاء 29 كانون الثاني 2013 عن عمر ناهز 83 عاما، أمضاها في النضال من أجل شعبه وحقوقه، ومن أجل تحرر العالم من الظلم والطغيان والاستبداد، وإحلال العدالة الاجتماعية، متمسكا بالمبادئ الاممية الماركسية اللينينية، كبوصلة لبعد الرؤية، وهو يخوض درب النضال في أحلك الظروف التي مر بها شعبنا منذ قبل النكبة وحتى أيامنا هذه، ودفع ثمنا من الملاحقة السياسية والطرد من جهاز التعليم، إلا أن هذا زاده تصلبا في درب النضال الذي كان قائدا بارزا فيه.

على درب النضال

ولد رفيقنا الغالي في 15 شباط العام 1930، في قرية كفر ياسيف، التي عاش فيها طوال حياته، وتلقى تعليمه المدرسي في مراحلها المختلفة، وتنقل في ظروف الاستعمار البريطاني بين عدة قرى منها قريته كفر ياسيف، ومنذ سنوات شبابه الأولى انخرط في النضال ضد الاستعمار البريطاني في مواجهة المؤامرة التي كانت تحاك على فلسطين، وعاش النكبة بكل مآسيها، مناضلا داعيا أبناء شعبه للتشبث ومقاومة موجات الترحيل.

وبعد النكبة، واصل رفيقنا ابو نرجس، النضال ضد الحكم العسكري، وكان مربيا على الروح الوطنية من خلال مهنة التعليم التي زاولها منذ ما قبل النكبة وبعدها، وانخرط في صفوف الحزب الشيوعي في العام 1953، وكان هذا مقدمة ليدفع ثمنا، بفصله من جهاز التعليم في العام 1958، بسبب انتمائه الحزبي والسياسي ومواقفه الوطنية، خاصة وأنه بادر الى تأسيس كتلة المعلمين الديمقراطيين، لتبدأ موجة جديدة من الملاحقات السياسية، التي زادت رفيقنا أبو نرجس تمسكا وتصلبا بمواقفه السياسية الوطنية ومن أجل العدالة الاجتماعية.

وشغل رفيقنا نمر مرقس عدة مناصب حزبية، على مستوى الفرع والمنطقة وقطريا، إذ كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب، وكان في العام 1975 عضوا في لجنة الدفاع عن الأرض.

وفي العام 1978 انتخب نمر مرقس رئيسا لمجلس كفر ياسيف المحلي، وبقي أهالي القرية يجددون ثقتهم في اربع انتخابات متتالية، الى أن قرر في العام 1998، عدم خوض الانتخابات، بعد عشرين سنة في رئاسة المجلس، وشغل خلال تلك الفترة منصب سكرتير لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، وكان ممن قادوا نضال المجالس البلدية والقروية، ضد سياسة التمييز العنصري.

مُثقِفا فكريا ووطنيا

التصق ابو نرجس على مدى سنوات حياته ونضاله، بقضايا الشغيلة والناس الفقراء والدفاع عن حقوقهم، وليس صدفة أنه لُقب بأبو الفقراء، وتشعبت مجالات النشاط النضالي لرفيقنا، إذ كان من مؤسسي لجنة متابعة قضايا التعليم، وكان كاتبا ومحللا سياسيا، كتب الكثير من المقالات السياسية والفكرية في صحيفة الاتحاد الحيفاوية، وفي صحافة الحزب، وتولى تحرير مجلة "الغد" الصادرة عن الشبيبة الشيوعية على مدى 15 عاما، وفي العام 2000، أصدر كتابه "أقوى من النسيان"، الذي يستعرض فيه محطات نضالية في تاريخ جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية في وطنها، بأسلوب أدبي شيق، وبنظرة سياسية ثاقبة.

إن كوادر الحزب الشيوعي، ينحنون اجلالا لذكرى رفيقنا الغالي، الشيوعي الأصيل العنيد، ويشاركون العزاء عائلته، الرفيقات، رفيقة دربه نبيهة مرقس ام نرجس، ونرجس ونسرين وروضة وعبير وامل ورابعة، وعائلاتهن.

إن ذكرى رفيقنا نمر مرقص ستسجل في صفحات تاريخ شعبنا وقوى التحرر الناصعة، وستبقى خالدة طيبة في نفوس رفاقه.

النائب بركة ينعى القائد الشيوعي نمر مرقس

*عرفناه معلما للأجيال الناشئة في درب النضال *متمسكا بالمواقف الوطنية الصادقة، والأممية العنيدة في مناهضة الامبريالية والطغيان واستغلال الشعوب*

 نعى النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الى جماهير شعبنا الشخصية الوطنية العريقة، والقائد الشيوعي نمر مرقس، أحد القادة المؤسسين في مسيرة الحزب الشيوعي، ومن مؤسسي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ورئيس مجلس كفر ياسيف المحلي السابق على مدى عشرين عاما.

وقال النائب بركة، لقد عرفنا رفيقنا الغالي، معلما للأجيال الناشئة على درب النضال، متمسكا بالمواقف الوطنية الصادقة، والأممية العنيدة في مناهضة الامبريالية والطغيان واستغلال الشعوب، وكان من القادة الأوائل في مسيرة البقاء وترسخ شعبنا في وطنه، وكان نموذجا للتضحية من أجل مجتمعة وشعبه، وفي مواجهة كل أشكال الظلم والاستبداد، وبسبب مواقفه السياسية الوطنية فصلته وزارة التعليم من عمله معلما، فنذر حياته لشعبه والقضايا الاممية ولحزبه، الذي كان احد أبرز وجوهه وقياداته. انتخبه أبناء قريته العزيزة رئيساً لمجلسها المحلي. وكانت مواقفه حازمة تنطلق من رؤية مبدئية لا يملك أيا كان الا ان يحترم صدقه مع مبادئه ومع نفسه.

وقال بركة، إن كوادر الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وجماهير مؤيديها، يودعون رفيقنا أبو نرجس، الشخصية الوطنية العريقة، حاملين تاريخه النضالي المشرّف، وذكراه الطيبة في نفوسهم، فأمثال أبو نرجس تبقى ذكراهم عطرة، ودروسهم النضالية تجربة غنية نربي عليها الأجيال الناشئة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]