قصفت أمس القوات الإسرائيلية العمق السوري وفقا لمعلومات أقرتها جهات سورية ومصادر أوروبية وأمريكية وألمح إليها الإعلام الإسرائيلي ، وكان قائد الطيران الإسرائيلي قد تحدث أن "سوريا هي الفناء الخلفي للمؤسسة الإسرائيلية وأنه لا يمكن ترك هذا الفناء دون مراقبة ومتابعة " .

اعتادت المؤسسة الإسرائيلية الاعتداء على شعوب الجوار

عمليا منذ أن تولى نظام البعث مقاليد الحكم في سوريا ووقع اتفاقية وقف إطلاق النار مع المؤسسة الإسرائيلية عام 1973 لم تطلق أية رصاصة على الحدود الإسرائيلية السورية واعتبرت هذه الحدود الأكثر هدوءاً مع دول الجوار .ومع ذلك فقد اعتادت المؤسسة الإسرائيلية الاعتداء على شعوب الجوار وذلك تحت غطاء الحفاظ على أمنها ، وما من عمل عدواني قامت به إلا والولايات المتحدة على علم بتفاصيل العدوان فضلا عن دول أخرى . وفي عدوانها على أراضي وشعوب المنطقة تعلم يقينا ان رد فعل هذه الدول لن يكون على مستوى الحدث .

عمليات القرصنة العسكرية

هذا الاعتداء على الأراضي السورية ليس الأول وطبعا كما يبدو لن يكون الأخير ، وفي عمليات القرصنة العسكرية التي تمارسها المؤسسة الإسرائيلية تعميق لجراح الشعب السوري وفي ذات الوقت هي رسالة لهذا الشعب العظيم الذي هو المالك الشرعي لهذه المقدرات , وما كان للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية ان تجرؤ على قصف سوريا لو تصالح هذا النظام العبثي مع الشعب السوري بكل مكوناته منذ أن تقدم السوريون بمطالبهم الشرعية ، لكنها لا تعمى الأبصار ولكنها تعمى القلوب التي في الصدور.

يستهدف إضعاف قوته وتحطيم معنوياته وتركه مستقبلا ينزف حتى يترك أراضيه المحتلة عام 1967

إنَّ الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي والمقدرات السورية هو أولا وقبل كل شيء اعتداء على الشعب السوري ، على حاضره ومستقبله ، ويستهدف إضعاف قوته وتحطيم معنوياته وتركه مستقبلا ينزف حتى يترك أراضيه المحتلة عام 1967 ، في سياق لملمة الجراح وتضميدها ، حيث تكون الأولويات ، الصعود قدما وترك مخلفات الماضي والاهتمام بالشأن المحلي الداخلي المخصوص على حساب القضايا الكبرى وبذلك تكون المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تمارس إلى جانب الأدوار الكثيرة دورا آخر مهمته إعاقة عملية التحرر والنهضة لبلد يعمل شعبه جادا على التخلص من نظام استبدادي فاشي يذكرنا بطواغيت العصور السالفة أمثال نيرون وجنكيزخان وهولاكو .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]