تمّ في الآونة الأخيرة إغلاق "منتدى زرياب للموسيقى والغناء الشرقي الكلاسيكي" الذي ينشط على شبكة الانترنت من الكويت منذ العام 2005 ، بعد أن قامت الآنسة ريما الرحباني بنت السيدة فيروز بتقديم شكوى الى إدارة الخادم الذي يحتضن المنتدى ، مدّعية خرق حقوق نشر أغاني والديها من على صفحات المنتدى بدون إذن شرعيّ منها . وقد أقدمت الشركة الأمريكية الحاضنة على إغلاق المنتدى برمّته رافضة الافراج عن الملفات التي رفعها أعضاء المنتدى على مدار السنين ، حتى تلك الملفات التي لا علاقة لها بالسيدة فيروز أو بالاخوين رحباني.

وكان المنتدى قد أفرد منذ انطلاقته باباً خاصاً للسيدة فيروز ساهم أعضاء المنتدى برفده بنوادر تسجيلات السيّدة منذ أن راحت تغني أوائل الخمسينات ، منها أغنيات صادرة على اسطوانات ومنها التي لم تصدر على اسطوانة أبداً. ويذكر أن الإذاعات العربية ، والسورية منها على وجه الخصوص ، كانت تبث أغاني فيروز المسجلة في استوديوهاتها فيقوم عشاقها بتسجيلها من على أمواج الأثير والاحتفاظ بها في أرشيفاتهم الخاصة عقوداً طوال، حتى جاء عصر الانترنت فأتاح لهم تبادل تسجيلاتهم . وقد كان لمنتدى زرياب دور الريادة في تزويد عشاق الموسيقى الشرقية الكلاسيكية بنوادر التسجيلات وتعريف أعضائه بمطربي القرن الماضي ممّن طواهم النسيان ، فأغنى المكتبة الموسيقية العربية بروائع القرن الماضي وقام بتعريف جيل الشباب بمطربي العصر الماضي وبأغانيهم .

وفي حديث لبكرا مع الأستاذ احمد الصالحي صاحب المنتدى المقيم حالياً في لندن أفاد أنّ جميع الجهود المبذولة منذ انصرام العام الماضي للافراج عن محتويات المنتدى التي لا تمتّ لآل الرحباني بصلة ، قد باءت بالفشل إزاء أصرار الشركة الأمريكية الحاضنة على موقفها في التحرّز على كافة الملفات والمشاركات بلا استثناء . وأفاد الصالحي أنّ المعركة مع الشركة الأمريكية تحتاج الى تمويل كبير للخوض في معركة قضائية لا طاقة له عليه وحده ما لم تتضافر جهود المنتدين جميعاً للتجنّد في هذه الحرب الضروس. وأضاف أنّ إغلاق المنتدى يعتبر أكبر كارثة موسيقية مني بها العالم العربي منذ انطلاق عصر الانترنت ويعتبر آخر مسمار يدقّ في نعش الموسيقى العربية الأصيلة في عصر الغناء العربي الهابط والجلبة الموسيقية الكهربائية.

من ناحية أخرى قام "منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل" بإغلاق باب فيروز وحجبه عن أنظار أعضائه بعد أن تلقّى فيما يبدو إنذاراً مشابهاً من الآنسة ريما . وكان "سماعي" قد أفرد هو الآخر باباً خاصاً للسيدة فيروز ساهم أعضاؤه على مدار السنتين الأخيرتين برصد مسيرة السيدة فيروز وضبط كلمات أغنياتها وتبادل الآراء حول تاريخ تسجيل الأغنية الرحبانية ومسيرة الأخوين رحباني والسيدة فيروز. 
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك



 
 
 
 


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]