أورنا عقاد هي كاتبة ومخرجة مسرحية، ولدت لعائلة زعير الارستقراطية في رحوفوت ودرست المسرح في لندن، ثم تابعت عملها في هذا المجال حيث تعمل مرشدة قطرية لتعليم المسرح في المدارس العربية. وقد كتبت وأخرجت عدة مسرحيات، من اهمها "يافتي". بالإضافة لعملها المسرحي، تعتبر عقاد ناشطة في مجال النضال العمالي.....

"بكرا": ما الذي يدفعك لخوض موضوع النكبة في عملك؟ لماذا الآن بالذات؟ وما علاقة العمل بالوقت الراهن؟
عقاد: "الجيل الذي عايش النكبة، آخذ بالإختفاء- بعد وقت قصير سوف لن يبقى أناس يروون هذه القصة... لذلك فإن هذا هو الوقت هو الوقت المناسب، قبل أن يفوت الآوان. صلاحية قصة النكبه لا تنتهي- حتى لو حل السلام العالمي. اذا لم نتصالح مع الماضي، كيف سنبني مستقبلا زاهرا؟".

"بكرا": ما المميز في مسرحية "يافتي" وفي وصف الأحداث التي تم تناولها كثيرا؟
عقاد: "(يافتي) هي قصة امرأه فقدت ولدًا، حبًا ومكانا، والجزء الثاني من حياتها بنته في الإغتراب في عَمّان وهناك أيضا فقدت. تعود إلى يافا من أجل ان تجد، فلا تجد. كل موضوع تم تناوله العديد من المرات. كم من المرات تناولوا موضوع الحب، ومع ذلك فالناس لا يملون الاستماع ويريدون الاستماع أكثر وأكثر. ما يهم الناس هو القصة ومن خلالها يجدون الرابط. لست واثقة من أن الناس سمعوا كثيرًا عن قصص الاغتراب الفلسطيني. عن (أيلول الأسود) وخصوصًا من وجهة نظر امراه فلسطينية؟ لست متأكدة".

"بكرا": موضوع المرأه العربية يشغلك بشكل بارز في أعمالك، في الكتب والمسرحيات، لماذا؟
عقاد: "موضوع المرأه يشغلني، كما هو متوقع لأنني امرأه. موضوع مكاني ومكانتي، الحرية وحدود الحرية كأإسان عامةً وكامرأه خاصةً. للمرأه العربية... كتلك التي تم إغراقها قبل أيام في بئر بالقرب من الكسيفة، لا يوجد صوت. كادت تختفي دون أن يعلم أحد بأمرها. هذه الأمور مقلقة جدًا. بحسب علمي نحن نعيش مرةً واحدة- وهنالك نساء محجوبات عن العالم الخارجي، محرومات من الثقافة، الحياة الاجتماعية.... الذهاب لفيلم واشياء كثيرة. اشياء بسيطة بالنسبة لي. الفرق بين الحلم والواقع. تربيت على انه بامكاني تحقيق كل هدف، اذا ما اجتهدت. وتلك فتاة البئر من الكسيفة على ماذا تربت؟ أن عليها أن تخدم أباها؟ أخاها؟ أن تتزوج شخصا لا تعرفه؟ ان تنجب الأولاد؟ ماذا فعلت؟ تكلمت مع شاب؟ أحبت؟ من أجل ذلك دفعت حياتها ثمنًا؟".

"بكرا": كيف تبدئين بالتعامل مع هذه المواد، على ضوء الانعزالية السائدة؟ كما هو معلوم التعامل مع موضوع المرأه العربية يضم مواضيع كثيرة تعتبر محظورة. هل كونك يهودية في الواقع قد يسهّل عليك العمل؟ ما هي ردود الفعل التي تتلقينها من المجتمع العربي والمجتمع اليهودي عن مسرحية "يافا"، وعمومًا للشكل الذي تطرحين به موضوع المراه العربية؟
عقاد: "بالنسبة للمجتمع العربي، أرفقت مقال لزميلي في المهنة كايد ابو لطيف، الذي كتب مقالا عن كتابي (وادي ملح).
في الفقره الاولى من المقال، هنالك إجابة. قبل سنوات، في ندوة نقاش حول النساء، وقفت ناشطة فلسطينية وصرخت عليّ، "مسرحيتك يجب أن تكتبها مراه عربية وليس انت. أنت محتله. وبالامكان ملاحظة ذلك بين السطور". أجبتها انني لا أمنعها من الكتابة وأنني أقص قصة، وإذا حصل في هذه القصة تغيّر، لن تجدي أسعد مني. وفجأة، قفزت بين الجمهور، شخصية جماهيرية معروفة وقالت للمتحدثة الفلسطينية" عذرًا لانني أقول لك، ولكنني تعاطفت بشدة مع الشخصية في المسرحية ("رسالة من مراة غبية") ولا يهمني إن كانت عربية أو لا. او ان كانت كتبتها يهودية ام لا".

"بكرا": ما هي أهم الاعمال الفنية التي قدمتها؟ 
عقاد: " كتاب (صندوق أسود) لعاموس عوز، (موت الامير) (للأولاد والشبيبة)، (رسالة من مراه غبية)، (المدينة الفاضلة)، (الفستان القصير وُجد من أجل ساقيها)، (السحاب في طريق جبلية)، وغيرها...
مسرحية (رسالة من مراه غبية) فازت بجائزة العرض في مهرجان عكا. مسرحيتي (المدينة الفاضلة) فازت بجائزة أكوم. المسرحية (سحاب في طريق جبلية) عُرضت بثلاث لغات: بالعبرية في مهرجان عكا، بالعربية في مسرح الميدان وبالانجليزية في مسرح ربرتوار في شمال ايرلندا (بتقديم طاقم ايرلندي محلي قام بالعمل على مشروع صوت الجماهير مع جامعة بلفست، ايرلندا في اعقاب احداث اكتوبر 2000.
في السنه الاخيرة (2013/2012) إنطلقت مسرحية (يافتي)- إفتتاحية مهرجان (مسرحيد). في نهاية العام 2012، نشر كتابي (وادي ملح) من إصدار هكيبوتس همؤحد، ويعد واحدا بين 12 كتابا تم ترشيحها لجائزة سبير. في السنة القريبة سيصدر الكتاب باللغة الألمانية في برلين.
حاليًا أعمل على مسرحية التي ستنطلق في بداية أبريل 2013، (اربع نساء) للكاتب بام جيمس- باللغة العربية- وذلك في اطار (الاكاديمية لقنون المسرح)".

"بكرا": في الانتخابات الأخيرة كنتِ مرشحة من قِبَل حزب سياسي -"دعم"- هل تعتقدين ان على الفنان ان يكون ناشطا سياسيا؟ أين الحد بين الفن والفن المجند؟ كيف ترين عمومًا موضوع" الفن المجند"؟
عقاد: "لا أحب مصطلح (الفن المجند). فهاتان كلمتان لا ترتبطان معا. كل دخول للقاموس العسكري في اللغه هو مثير للإستياء. الابداع هو شيء شخصي ومكانه داخلي ومخفي. عندما يقرر الفنان انه بنيته ان يبدع (إنتاج سياسي)، بنظري هذا الامر سيثير علامة استفهام حول جودة إنتاجه، وفي احيان كثيره يحول نتاجه الى إعلان، ولكن اذا كان الفنان مستاءً من مشكلة ما، وفي هذه الحالة قد تكون هذه المشكلة هي الوضع السياسي، ويحاول ان يبحث عن بصماته وعن نفسه في داخل هذا الوضع، ومن خلال البحث بالإمكان ان يولد الانتاج الفني...
طبعا بعد كل ما قلته لا توجد (قوانين إبداع). في نظري، الفنانون مضطرون لإتخاذ موقف سياسي. وخصوصا اذا كان إنتاجهم يشكل مركز تأثير وهنالك صدى واسع لعملهم الفني".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]