لم تنجح ابتسامات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في إخفاء شعوره بالخيبة، نتيجة عدم تمكنه من تشكيل الحكومة خلال الـ28 يوماً الماضية

فشل محاولات الذهاب نحو حكومة ائتلافية واسعة

شكّل فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة خلال الـ28 يوماً الماضية مفاجأة للعديد من المراقبين والمقربين، بعدما كانت التقديرات الأولية، في أعقاب إعلان نتائج الانتخابات، أنه لن يواجه الكثير من الصعوبات في تشكيل حكومته المقبلة، والذهاب نحو حكومة ائتلافية واسعة تمنحه استقراراً وأغلبيات متغيرة، تمكنه من إمرار الكثير من القرارات.
التحالف الصلب بين رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت ورئيس «يوجد مستقبل» يائير لابيد، أعاد خلط الاوراق وأسقط الرهانات والكثير من السيناريوات المرجحة، وخصوصاً بعدما وضع هذا التحالف نتنياهو أمام خيار من اثنين، إما حكومة من دون المتدينين (الحريديم) تضمهما معاً، الى جانب كديما والحركة، أو مع الحريديم تستثنيهما معاً.

خيار إعادة الانتخابات

ولما كان الخيار الأخير يستوجب موافقة العمل على الانضمام الى الحكومة، وهو ما رفضته بشدة رئيسة الحزب شيلي يحيموفيتش، بات نتنياهو أمام خيارين: إما الخضوع لشروط لابيد _ بينيت، أو الذهاب نحو خيار إعادة الانتخابات الذي ينطوي على مخاطر انتخابية باتت مؤشراتها أكثر بروزاً.

رفض مشاركة الحريديم في الحكومة

في المقابل، لم يُخفِ نتنياهو موقفه المتذمر من إصرار لابيد وبينيت على رفض مشاركة الحريديم في الحكومة، عندما برر فشله في تشكيل الحكومة حتى الآن «بسبب وجود قطيعة مع جمهور من دولة إسرائيل»، لافتاً الى أن هذا الأمر لا يتلاءم مع تصوره العام، وأنه كان يسعى الى تشكيل أوسع حكومة. كذلك استغل نتنياهو جلسة الحكومة لتوجيه انتقادات قاسية أيضاً لرئيسي البيت اليهودي و«يوجد مستقبل»، عندما رأى أن التهديد النووي الايراني والأخطار الاقليمية دفعاه إلى السعي من أجل «التكتل وتوحيد القوى وصدّ هذه الأخطار، لكن للأسف لم يحدث هذا الامر».

محاولة توحيد القوى الكبرى

الى ذلك، رغم تعهد نتنياهو بأنه سيواصل في الأيام المقبلة «محاولة توحيد القوى الكبرى» من أجل تشكيل حكومة جديدة، وبعد تقارير إعلامية عن نيته عرض فكرة بقاء الأحزاب الحريدية مؤقتاً خارج الحكومة، أبلغ قادة حزب شاس الحريدي، الذي يترأسه إيلي يشاي، أنه لم ينجح في تفكيك التحالف بين لابيد وبينيت، الذي يعني ضمناً عدم مشاركتهم في الحكومة المقبلة.

تشكيل ائتلاف يضم البيت اليهودي ويوجد مستقبل في مرحلة أولى

وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «معاريف» أن الصيغة المتداولة لدى نتنياهو هي أن يوافق على تشكيل ائتلاف يضم البيت اليهودي ويوجد مستقبل في مرحلة أولى، على أن يعلن بعد عدة شهور نيته دفع المسار السياسي مع الفلسطينيين، إما عبر تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، أو عبر المفاوضات نفسها، الأمر الذي سيؤدي الى دفع البيت اليهودي خارج الائتلاف، وبعد ذلك يضم نتنياهو الأحزاب الحريدية بدلاً من البيت اليهودي.

التحالف بين بينيت ولابيد

وتستند هذه الفرضية الى أن التحالف بين بينيت ولابيد لن يتواصل بعد دخولهما الى الحكومة، وخاصة أن الاخير لن يتمكن من معارضة موقفه بدفع المسار السياسي على المسار الفلسطيني كما أعلن في برنامجه الانتخابي.

الحكومة الجديدة لن تجد مفراً من تجميد البناء في المستوطنات

الى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن كبار مستشاري نتنياهو قدروا أن الحكومة الجديدة لن تجد مفراً من تجميد البناء في المستوطنات، خلال الأشهر القليلة المقبلة، خارج القدس والكتل الاستيطانية الكبرى، معاليه أدوميم وغوش عتسيون واريئيل، إضافة الى أن نتنياهو ورجاله يعتقدون بأن الضغط الدولي الذي سيمارس على إسرائيل سيستوجب منه اتخاذ خطوات سياسية حتى لو لم تؤدّ الى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وهو ما سيساعد على الأقل في ترميم مكانتها لدى أصدقائها الغربيين.
ونقلت «هآرتس» عن مصدر مقرّب من نتنياهو قوله إن مستشار الأمن القومي يعقوب عميدرور والمبعوث الخاص إسحاق مولخو عبّرا عن تأييدهما لتجميد جزئي للبناء في المستوطنات، أمام نتنياهو. لكن هآرتس عادت وأكدت أن رئيس الحكومة لم يتخذ قراراً في هذا الشأن حتى الآن.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]