في ظلّ المشهد الإقليمي الذي يعصف في منطقة شرق الأوسط متعدد المحاور، وأهمّها المشهد السوري والنووي الإيراني، وفي ظل استمرار ما يسمّى بـ "الربيع العربي" الذي لا تزال رياحه تؤثر على مجمل العلاقات الإقليميّة في المنطقة، هذا الى جانب العلاقات الإسرائيليّة مع العالم، خاصة وأن اسرائيل قد عانت من عزلة دوليّة بسبب وزير خارجيّتها السابق ليبرمان، وأيضا التوتّر المفضوح على الملأ بين رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس الأمريكي أوباما، وأيضا القضيّة الفلسطينيّة والاعتراف بفلسطين دولة عضو غير مراقب في هيئة الأمم المتحدة، ينعقد مؤتمر هرتسليّا الثالث عشر خلال الفترة القليلة القادمة، الذي يهدف بصفة أساسية الوصول إلى استراتيجية متكاملة وشاملة للأمن القومي الإسرائيلي ومناقشة قضايا إسرائيل الداخلية وعلاقاتها الإقليمية والدولية، وبخاصة مع الاتحاد الأوروبي والدول الآسيوية وصولاً إلى وضع السياسات العسكرية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية. ويعقد المؤتمر منذ عام 2000 ليناقش المستجدات وطرق مواجهتها، ويطلع على ما تم تنفيذه من مقترحاته السابقة والأسباب التي أعاقت التنفيذ.

بدون أي متحدث عربي حتى الآن

في المؤتمر الذي يموّله الرأسمالي داني روتشلد والذي من المتوقّع أن يدرس المستجدات على الساحة العربية والدولية والاقليميه وانعكاساتها على الأمن القومي الإسرائيلي ، تشارك شخصيّات على أعلى المستويات في المجال السياسي والأمني، وبحضور رئيس الوزراء ورئيس الدولة، ومسؤولين أمنيّين مختلفين، إلا أن العام الحالي لا يضم أي مشارك عربي من بين 150 متحدّث مشارك في المؤتمر، علما أنّ المؤتمر الثاني عشر تضمنّه ممثلا عن الوسط العربي!.

محمد دراوشة، تمييز وسنعلن المقاطعة


وبعثت مبادرات صندوق إبراهيم برسالة الى رئيس المؤتمر، ونسخة منها لرئيس الدولة شمعون بيرس، تتج فيها على عدم ضمان ممثّل عن الوسط العربي في هذا المؤتمر الذي يعتبر من أهم المؤتمرات في اسرائيل، وأكّدت مبادرات صندوق إبراهيم في رسالتها أنّهم بادروا منذ سنوات إلى تحضير قائمة بأسماء عدد من الشخصيات العربيّة في المجالات الحياتيّة المختلفة في اسرائيل. وتلخّص البيان بالتأكيد على أنّه من غير المنطقي أن يتم استثناء المواطنين العرب في اسرائيل من هذا المؤتمر والذين يشكّلون خمس سكّان الدولة.

وعقّب محمد دراوشة – مدير مبادرات صندوق ابراهيم في حديث خاص لمرالسنا أنّ استثناء العرب من هذا المؤتمر العام هو ضمن مأسسة التمييز ضد المواطنين العرب، مشيرا الى أنّه في كثير من المؤتمرات المختلفة يتم خلاله استثناء المواطنين العرب في اسرائيل، وهذا النهج يدل على انّ هذه المؤسسات لا زالت تستند للتقوقع اليهودي وعدم النظر الى المجتمع العام في اسرائيل الذي يشمل المواطنين العرب، مضيفا: "نتوقع بحدث مثل هذا الحجم ويدرس مستقبل الدولة في قضايا عديدة ان يشمل نظرة المواطنين العرب، لا يوجد نقص خبراء عرب بكل المواضيع التي يبحثها المؤتمر، وهناك العشرات من الخبراء العرب في المجالات المختلفة، وحضورهم يشرف مؤتمر هرتسليا، لكن عدم شمل العرب هو قرار نحتج عليه ونطالب ان يكون قرار اخر".

وأكّد دراوشة أنه في السابق تم عرض موضوع استثناء المواطنين العرب أمام مؤتمر هرتسليا، وتم فيما بعد بدعوة ممثلين عرب كمتحدثين في المؤتمر، مضيفا: "لكن هذا العام نلحظ تراجع خطير واستبعاد متحدثين عرب عن المؤتمر، ومن هنا أعلن أنّني لن اشارك اذا لا تضمّن المؤتمر متحدّثين عرب، وهنا أعلن أنّنا لن نشارك في أي مؤتمر آخر لا يضمن متحدّثين عرب حتى لو كان مؤتمر رئيس الدولة، نحن بدورنا أبلغناهم بهذا الموقف، وباعتقادي موضوع استثناء المواطنين العرب يستحق عدم المشاركة في المؤتمرات بشكل احتجاجي، حتى تتعود المؤسسات باعطاء المواطنين العرب الحق كممثّلين حقيقيين للبحث في المضامين، وليس من منطلق شكلي وصوري، بل حقيقي، فلنا الحق من خلال المشاركة الفعلية في المضامين وليس الصوري، هذا الموقف الصحيح، واذا المسؤولين في مؤتمر هرتسليّا لن يتجاوبوا مع مطلبنا، اقول كمدير انني شخصيا لن اشارك في المؤتمر".

إدارة المؤتمر ...قررنا أن ندمج عربيّ

يشار إلى أننا توجهنا إلى إدارة المؤتمر حيث لم يتم الاستجابة بداية لتوجهنا، لكن وبعد محاولة أخرى ردت سكرتيرة المكتب بالقول على أنه كافة المنظمين للمؤتمر في إجتماع وعلى ما يبدو سيتم دمج متحدث عربيّ، رافضة التطرق إلى أي استفسار آخر حول المؤتمر 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]