أميمة مصالحة ناشطة نسوية تجمعية، تحمل اللقب الأول في التربية الخاصة واللقب الثاني في إدارة وحل نزاع وحاليًا تشارك في دورة قيادة محلية في مدرسة مندل للتربية.

بدأت أميمة مصالحة نشاطها السياسي منذ كانت بعدُ في (الرابعة من العمر)، حيثُ كانت تُشارك في مخيمات (أبناء البلد)، ومن هناك تربّت على النهج الوطني، والأغاني الوطنية، وانقطعت حتى عادت إلى السياسة في المرحلة الجامعية، ففي السنة الثانية من تعليمها الجامعي انتسبت لعضوية التجمع ولم تزل، كما عرفت العمل النسوي عندما تمّ إقامة اتحاد المرأة التقدمي في التجمع، ومن هنا بدأت علاقتها المباشرة بالعمل النسوي إلى جانب السياسة.

تتحدث مصالحة عن تجربتها كمدرِّسة قائلة: "خلال عملي في التدريس اكتشفت كم هو سيءٌ وضع مدارسنا العربية، الأمر الذي يجعلك تُقحم السياسة إلى التربية، ففي كلِ جزءٍ من حياتك يكون للسياسة الإسرائيلية ومؤسساتها دورٌ في أوضاع مجتمعنا السيئة، وبينها بطبيعة الحال مدارسنا، فالمدارس بلا مختبرات، وتنقصها أمورٌ أساسية كثيرة، ولا أستبعد أن تكون مدارسنا وجهازنا التعليمي مستهدفا ليتم إضعافه، حتى لا نتطور، وهذا الأمر يحفزني شخصيًا أن أكون أقوى وأن يكون انتمائي لأبناء شعبي أقوى، هذا الوضع المتقهقر في مدارسنا، يفرض إشراك قياديين محليين في هذا الهم المشترك".

تضيف أميمة: "وكما هو الحال في العمل والتعليم الذي أرى فيه تحديًا مِن أجل الوصول إلى النجاح، فإنّ هناك تحديًا آخر هو الإرتباط العائلي والمجتمع والوجود الذكوري في كل مكانٍ نصادفه، فالتحديات في حياتنا تبدأ من بيوتنا، وأولُ نجاحٍ لك في تأكيد خصوصيتك، فإنّ الأمر يعطيك دفعة للاستمرار في النجاح، ويكفي وجودك في إطارٍ إجتماعي أو وطني، يكون مصدرًا للثقة بين الناس، لتكون أنتَ أهلاً للثقة، وبالتالي تكسب شحنة إضافية من القوة بمساندة أبناء مجتمعك".

أما علاقة أميمة مصالحة بيوم المرأة فإنّها تعتبر أنّه يومٌ آخر من التحدي الذي تعيشه المرأة الفلسطينية في الداخل، وتشرح مقصدها بالقول: "أشعرُ كفلسطينية أنّ خروجنا إلى المدارس وإلى التعليم وإلى الجامعات أو إلى العمل وإدارتنا لبيوتنا، هو نوعٌ من التحدي، وليس أيُ تحدٍ، فأن تكوني مسؤولة عن بيتٍ وأولادٍ وعملٍ وعن كل شيء هو أمرٌ ليس سهلاً، يتطلبُ ذكاءً ومسؤولية، ولذلك تحتاجُ المرأة الفلسطينية إلى تضامن وإلى مساندة مجتمعها، كي تواصل مسيرتها وإنجازاتها في ظل هذه التحديات الكبيرة".

ووجهت مصالحة رسالة إلى مجتمعنا قائلةً: "هناك حاجة للإيمان بقدرة المرأة، ودعمها، فالمرأة مضطرة في كثيرٍ من الأحيان إلى مضاعفة جهدها كي تنجح، خوفًا مِن أن يُنسب لنوعها الجندري سبب فشلها، لا زال مجتمعنا غير واثقٍ بقدرات المرأة، وبقوة شخصيتها، وبقيادتها الحكيمة، إن هي كانت في موقع صنع القرار، لذا نود لو كانت هناك نظرة جديدة وجديّة في التعامل مع النساء".

سألتها: ما مدى حضور المرأة العربية والفلسطينية في الساحة السياسية؟!

محليًا الحضورُ السياسي مُرضٍ، لكنه غير كافٍ، وكان مُثريًا لنا في الانتخابات الأخيرة أن يكون النجاح في التجمع مشتركًا، نساءً ورجالا، وأن تُدار بعض الحلقات النسائية على يد رجال، وهذا جزءٌ لا يتجزأ من معركة النضال في مجتمعنا. وتختلف انجازاتنا المحلية عن انجازات النساء في العالم العربي خاصة في مصر، فالتحدي مختلف، المرأة المصرية موجودة في دولة غير محتلة وهذا هو الفارق. وإضافة إلى تحدينا للمحتل فإنّ التحدي الأكبر هو مع مجتمعنا، بأن نكسر المسلمّات ونبدأ بتغيير النظرة تجاه المرأة ومساواتها بالرجل.
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك  
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]