وسط أجواء تراثية ونكهات الزعتر والزيتون وعلى الحان وكلمات الاغاني الشعبية الاصيلة، وتخليدا ليوم الارض، نظمت أمس الجمعة، جمعية "بسملة" يوم التراث "الجسرواي" الفلسطيني الأول، بالتعاون مع اللجنة الشعبية ومركز مساواة.

وشارك في اليوم الذي احتضنته قرية الصيادين على شاطىء البحر، المئات من أهالي جسر الزرقاء، ومواطنين عرب من قرى الساحل ووادي عارة وعشرات من الوزار اليهود.

واستهل اليوم بجولة ارشادية في ارجاء القرية، ومن ثم انطلقت فقرات وأعمال يوم التراث، وافتتح اليوم وأدار البرنامج الصحافي سامي العلي، رئيس اللجنة الشعبية، مرحبا بالحضور والمشاركين من القرية وخارجها، وتحدث العلي عن إحياء يوم الأرض وعن تاريخ وواقع قرية جسر الزرقاء بين الماضي والحاضر، والتحديات والازمات التي تعانيها القرية من حصار وإجحاف وغبن على مدار سنوات. وأكد على أهمية التضامن مع عرب النقب في معركتهم ضد مخطط برافر-بيغن التهجيري.

وقال سامي العلي، متطرقا الى هدف وأهمية يوم التراث:"نستذكر للتراث يوما احتفاءا واحتراما بما قدموا أجدادنا ,وما نقدم نحن لحاضرنا ومستقبلنا, وقد أقيم هذا اليوم على شرف ذكرى يوم الارض، فالارض بخصوبتها أنثى تحمل لتنجب الحضارة والتراث, ولعل قرية جسر الزرقاء مثالا حيا لأرض لم تنزع من اهلها انما صمدت بشموخ، علنا حينما نقول كلمة تراث أن نستحضر الارض والأم والحب والعامل والمعلم، ملح البحر وملح الزاد وملح الارض، فتراث جسر الزرقاء مرتبط بأرض فلسطين وبحرها ولا يمكن ان تحيا جسر الزرقاء بدون البحر، فهو بمثابة قلبها".

وأضاف العلي:" لذا ارتأينا في القرية، احياء يوم الارض ال-37 بصورة مميزة بعيدا عن التقليد، وذلك من خلال التشديد على أهمية التراث الجسرواي الفلسطيني والحفاظ علية من جيل لآخر، والتراث يشمل بداخلة كذلك الاشكال التراثية التي تربطنا بأرضنا ووطننا وقريتنا، لان وطنا بلا تراث هو وطن بلا حضارة, فمنظومة التراث هي اهم الشواهد الحقيقة على اثبات الهوية والثقافة للشعوب".

من جهته استعرض الاستاذ عبد الرؤوف حيدر جربان، اوضاع التعليم في القرية، وسرد العوائق في جهاز التعليم والمراحل التي مر بها، وتحدث عن العقبات التي تواجه الطالب الجسرواي، وأشار الى الانجازات الممتازة التي حققها جهاز التعليم رغم النواقص، منوها الى ارتفاع نسبة الاكاديميين والتحاق الخريجين بمؤسسات التعليم العالي في السنوات الاخيرة. وتطرق عبد الرؤوف أيضا الى الحراك الجماهيري والسياسي والاجتماعي التي تشهده القرية بفضل ارادة الحركات الشبابية والنسائية، واللجنة الشعبية وجمعية بسملة، ونشاطها الدؤوب لاحداث تغيير جذري في كافة مجالات الحياة.

وتخلل البرنامج فقرات فنية وشعرية وتراثية، حيث قامت فرقة التراث الشبابية بتقديم عرس فلسطيني يجسد تراث جذورنا الفلسطينية، وأتحفت الشابة أسيل تايه ابنة قلنسوة، بصوتها العذب الحضور بأغان وطنية وشعبية، وقدم شاعر الوادي محمود صادق عماش قصائد من ابداع قلمه بعنوان "جسرواي" و "الوادي المقدس". وعرضت فرقة الدبكة المحلية، رقصة شعبية وتراثية، كما القى عضو القيادة الشابة عبد الرحمن عماش قصيدة حديـث الهيل للشاعر عمر الفرا، وسرد الحكواتي عبد الحكيم سمارة، بعض القصص والروايات التراثية والتاريخية. واختتم اليوم بعرض فيلم وثائقي عن القرية، والذي أعده وأخرجه الصحافي والسياسي الراحل، محمد وتد، في أواسط السبعينات.

وقالت سائدة علي- شهاب، مديرة جمعية بسملة، بعد أن شكرت كل من حضر وشارك وساهم في انجاح اليوم:"جسر الزرقاء كانت وما زالت تعاني الاجحاف والإهمال والتقصير كعقوبة بقاء على شاطئ البحر . وكما يقال من وحي الالم يولد الأمل، وهذا الالم هو ما دفع مجموعة نسائية لإشعال بصيص من الامل والمضي نحو اقامة جمعية اجتماعية نسائية لتكون اول جمعية نسائية في القرية, هدفها تحسين الوضع الاجتماعي الثقافي لنساء القرية خاصة وشبيبتها واطفالها عامة , ومازالت الجمعية تشق طريقها وسط جميع الحواجز والعثرات والصعوبات التي تواجهها كجمعية خيرية في قرية فقيرة تنقضها الموارد والدعم وكجمعية نسائيه ثانيا الا اننا نؤمن كل الايمان بان أهدافنا وغاياتنا وطموحاتنا نحو حاضر ومستقبل أفضل لجسر الزرقاء ستحقق باذن الله بدعم أهلنا وأبناء شعبنا, عطائنا سيدوم منكم واليكم وبكم".

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]