المحامي نزيه سليمان مصاروة: "أشار وبإسهاب عميق ومقنع إلى تحديات رؤساء السلطات المحلية العربية ومعارك التصدي لمخططات الحكومات الإسرائيلية العنصرية المتعاقبة وكل محاولاتها للاستيلاء على ما تبقى من الأراضي عارضاً أرقاما وإحصائيات لنسبة الاستيلاء على الأراضي العربية والمخططات الصهيونية القاهرة التي يتوجب على كل موطن ومواطنة التكاتف من اجل الوقوف في وجه مثل هذه المخططات، مشيراً إلى مخطط تمرير خط الغاز الذي يتواجد على المحك في الآونة الأخيرة مؤكداً أن مخطط تمرير خط الغاز الجديد يفرض السيطرة على مساحات شاسعة لأراضي عربية الملكية يفرض علينا التعاون والعمل المشترك لإزالة أخطار هذا المخطط على البلدات العربية وسكانها وممتلكي الأراضي"

مها زحالقة مصالحة: "لقد فُتحت صفحة جديدة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، سُجلت بدم ستة شهداء اشتد فيهم نبض الأرض بوقت كان به الجنودُ والشرطيون يوزّعونَ الموتَ , كتب شهداؤنا الوطن الكبير على النوافذ وتعانقت مدن الشهداء بدم الأبرياء الذين سطروا بدمائهم صفحة أخرى مشرقة في تاريخ النضال الفلسطيني،على أجندة المهرجان فقرات ثقافية تثقيفية تصب في عنق عمق قضية الأرض تجسيدا لإيماننا بأن تكون فلسطينيا نعمة لا يقدرها إلا الأحرار، فنحن على هذه الأرض سيدة الأرض باقون ما بقي الزعتر والزيتون، وسنموت ونحيا للأرض والحرية للأرض، لأن الوطن ليس سؤالا نجيب عنه ونمضي، إن الوطن هو الحياة والقضية معاً...درويش...هذه الأرض وتلك الأم الفلسطينية التي تعانق شجرة الزيتون والسنديان وتأبى الركوع...وتدافع عنها بالروح والدم، نحن تلاميذ غسان كنفاني ونيقن حقاً ما خلد لنا بأن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت..إنها قضية الباقين، نحن الباقون هنا وعلينا مسؤولية الحفاظ على الذاكرة والصمود على الأرض وحملة شعلة الصمود والإصرار على حبنا للوطن!"

مع دقات الساعة الثامنة مساءً ووسط أجواء وطنية شامخة من عشق التراب والأرض ومشاعر الوفاء لشهداء يوم الأرض الأبرار الستة، وبحضور المئات من رواد مهرجان يوم الأرض الباسل "هنا باقون..ما بقي الزعتر والزيتون" وهو خاتمة مهرجانات آذار الأرض والوطن في كفر قرع، فقد تم بالأمس تنظيم مهرجان يوم الأرض الخالد تحت رعاية مجلس كفر قرع المحلي، إشراف ومبادرة وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في مجلس كفرقرع المحلي بإدارة السيدة مها زحالقة مصالحة ليكون خاتمة لسلسلة من المهرجانات الوطنية التي امتدت من كانون الثاني حتى نهاية آذار.
افتتحت المهرجان الناشطة الثقافية السيدة مها زحالقة مصالحة والتي حيت بدورها المحامي نزيه سليمان مصاروة، رئيس مجلس كفر قرع، السيد جعفر فرح، رئيس مجلس إدارة مركز مساواة، المؤرخ الدكتور جوني منصور، الفنان إياد شيتي، أعضاء فرقة رباعي الجليل الأخوة الرائعين عمر، طيبة، مصطفى وغاندي سعد من بيت الموسيقى والوالد السيد زهر الدين سعد، كما وحيت جمهور الحضور رواد المهرجان الثقافي الوطني "يوم الأرض الخالد"، الأوفياء للقضية الثقافية وملح هذه الأرض والمكان بالقول :"اجتمعنا هذا المساء لإحياء الذكرى السابعة والثلاثين ليوم الأرض الخالد والمصادف يوم السبت، هذا المساء نختتم وإياكم مهرجانات آذار الثقافة ..الأرض والوطن التي إنطلقت مع مسرحية المتشائل للرائعين محمد بكري وإميل حبيبي، ومن ثم كان لنا لقاء ثقافي مميز مع مهرجان "لا منفى لا وطن..وحبوب سنبلة تموت تجف تملأ الوادي سنابل"، لنعرج على مهرجان سيد الكلمة يوم الجمعة المنصرم واثر الفراشة لا يرى اثر الفراشة لا يزول بكل فخر واعتزاز، لنصل وإياكم إلى مهرجان الوفاء لشهداء يوم الأرض الأبرار..وعلى أجندة المهرجان فقرات ثقافية تثقيفية تصب في عنق عمق قضية الأرض تجسيدا لإيماننا بأن تكون فلسطينيا نعمة لا يقدرها إلا الأحرار، فنحن على هذه الأرض سيدة الأرض باقون ما بقي الزعتر والزيتون، وسنموت ونحيا للأرض والحرية للأرض، لأن الوطن ليس سؤالا نجيب عنه ونمضي، إن الوطن هو الحياة والقضية معاً...درويش... هذه الأرض، سيدة الأوطان، وتلك الأم الفلسطينية التي تعانق شجرة الزيتون والسنديان وتأبى الركوع...وتدافع عنها بالروح والدم، نحن تلاميذ غسان كنفاني ونيقن حقاً ما خلد لنا بأن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت..إنها قضية الباقين، نحن الباقون هنا وعلينا مسؤولية الحفاظ على الذاكرة والصمود على الأرض".

وعلى غير عادتها وفي خطوة رمزية لتوحيد كل البلدان الفلسطينية في بوتقة حب الوطن والأرض فقد أكدت عريفة المهرجان:"ضيوفنا الكرام من كل بلدان فلسطين وربما لا نعد أسماء البلدان على غير عادتنا وبقصد، ونكتفي بالقول أهلا وسهلا بكل من قدم من الأرض إلى الأرض وفاءً لشهداء يوم الأرض الخالد،حضوركم الواثق والشامخ هو الذي يصنع التلاحم الثقافي والروح الفلسطينية الواحدة وفاءً لشهداء يوم الأرض الأبرار والتمسك بالشعلة الوطنية الملتهبة بدم أرواحهم وروح بسالتهم".

وفي لمحة مقتضبة وتعريفية عم الجوهر النضالي ليوم الأرض الباسل فقد أشارت زحالقة مصالحة إلى دلالات وانعكاسات هذا اليوم التاريخية مؤكدةً:"يشكل يوم الأرض معلماً بارزاً في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل التي كانت ـ وما زالت ـ تمارسها السلطات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه، فقبل أكثر من ثلاثة عقود ونصف، في ثلاثين آذار من العام 1976 هبت الجماهير العربية وأعلنتها صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والإقتلاع والتهويد. فبعد سنوات من التهجير وبعد أن تحولت من شعب إلى أقلية محاصرة في وطنها، كان اليوم الموعود الذي غير خارطة التاريخ من الداخل وأكد لإسرائيل أن الأقلية العربية بداخلها لم ولن تكون أبداً رقماً سلبياً في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، في هذا اليوم، أكدت الأقلية العربية انتماءها للأرض وعبرت عن رفضها لمصادرة ما تبقى منها ووجدت نفسها مضطرة للانتقال من خانة الصمت والعزلة والخوف إلى التخندق في خانة المواجهة والتسور في قلب قلعة التصدي، ولذا لم تعد أقلية معزولة خاملة منسية مهملة بل صارت تاريخاً مُشرفاً وحاضرا ومستقبلاً ورقماً صعباً في معادلة الصراع ، ولخصت فحوى الصراع ألا وهو قضية الأرض والوجود."
وفي تطرق مباشر لأسماء البواسل الشهداء الستة الذين صنعوا يوم الأرض فقد استطردت العريفة بالقول:" لقد فُتحت صفحة جديدة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، سُجلت بدم ستة شهداء اشتد فيهم نبض الأرض بوقت كان به الجنودُ والشرطيون يوزّعونَ الموتَ , كتب شهداؤنا الوطن الكبير على النوافذ وتعانقت مدن الشهداء بدم الأبرياء الذين سطروا بدمائهم صفحة أخرى مشرقة في تاريخ النضال الفلسطيني، فالشهداء الستة خير محمد ياسين من عرابة، رجا حسين أبو ريا من سخنين، خضر عبد خلايلة من سخنين، خديجة شواهنة من سخنين، حسن طه كفر كنا، ورأفت الزهيري من مخيم نور شمس، أسقطوا الأوهام وتبددت كوابيس الخوف وخطوا بدمائهم أنشودة البقاء بكرامة".
ثم طلبت زحالقة مصالحة من الحضور الوقوف دقيقة حداد إجلالا وإكبارا لأرواح شهداء يوم الأرض الأبرار... لقراءة الفاتحة لأرواحهم الباسلة.
ومن ثم اعتلى المحامي نزيه سليمان مصاروة، رئيس المجلس المحلي المسرح، وحيى جميع الحضور الذين وصلوا للمشاركة في مهرجان يوم الأرض الخالد السنوي على ارض الحوارنة، مشيراً وبإسهاب عميق ومقنع إلى تحديات رؤساء السلطات المحلية العربية ومعارك التصدي لمخططات الحكومات الإسرائيلية العنصرية المتعاقبة وكل محاولاتها للاستيلاء على ما تبقى من الأراضي عارضاً أرقاما وإحصائيات مريبة لنسبة الاستيلاء على الأراضي العربية والمخططات الصهيونية القاهرة التي يتوجب على كل موطن ومواطنة التكاتف من اجل الوقوف في وجه مثل هذه المخططات والتي تشكل عبئاً قاهرا لكل رئيس مجلس محلي، مشيراً إلى مخطط تمرير خط الغاز الذي يتواجد على المحك في الآونة الأخيرة مؤكداً أن مخطط تمرير خط الغاز الجديد يفرض السيطرة على مساحات شاسعة لأراضي عربية الملكية يفرض علينا التعاون والعمل المشترك لإزالة أخطار هذا المخطط على البلدات العربية وسكانها وممتلكي الأراضي كما جاء في خطابه للجمهور الحاضر في المهرجان.
كما وأشار السيد مصاروة إلى أن كفر قرع بادرت إلى اجتماع بهذا السياق بالأمس بالتعاون مع اللجنة الشعبية في وادي عارة لبحث إستعراض المشروع أمام الجمهور والسكان وزيادة المعرفة بالمخطط في سبيل تقديم إعتراضاتهم وملاحظاتهم وآرائهم لهذا المشروع، مؤكدا أنه "على الجميع أن يدرسوا هذا المشروع، وهناك ضرورة للعمل المشترك في سبيل مصلحة قرى المثلث وادي عارة وسكانها"، كما وأضاف رئيس المجلس في هذا السياق بأن "مخطط تمرير خط غاز جديد يفرض السيطرة على مساحات شاسعة لأراضي عربية الملكية، يفرض علينا التعاون والعمل المشترك لإزالة أخطار هذا المخطط على البلدات العربية وسكانها وممتلكي الأراضي". وفي ختام كلمته فقد أكد رئيس المجلس المحلي أن المخططات لسلب الأرضي وتحويل رقعة كبيرة منها إلى أراضي خضراء هي عنصرية من الدرجة الأولى والمسؤولية عظيمة في وجه التصدي لها وهو لا يرضى بها أبداً.
ومن ثم طلبت عريفة المهرجان من السيدات والسادة الحضور الوقوف لنشيد موطني لإبراهيم طوقان الذي لا يفارق الأعمال الوطنية الثقافية في كفر قرع لتنشد الجماهير موطني في فضاء المكان لنهبها إلى شهداء الأرض الذين رووها بالدم الصادق.

وقبل الانتقال إلى الفقرة الأولى من المهرجان فقد أكدت عريفة المهرجان زحالقة مصالحة انه لا يمكن أن نرى يوم الأرض دون المرور بين الكلمات الخالدة والمواقف النضالية لتوفيق زياد الذي ساهم بشكل عظيم وتاريخي في مأسسة يوم الأرض في الذاكرة الفلسطينية ، موجهة أعظم تحية وفاء لأبي الأمين/ مستنيرة ببضع ما جاء في قصيدته الشهيرة باقون..باقون
كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل
هنا .. على صدوركم , باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج , كالصبار
وفي عيونكم
زوبعة من نار
هنا .. على صدوركم , باقون كالجدار
نجوع .. نعرى .. نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال .. جيلا ثائرا .. وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد , والرملة , والجليل

كانت انطلاقة الفقرة الأولى للمهرجان مع كونسرفتوار رباعي الجليل، فرقة موسيقية مكونة من الأخوة الرائعين عمر، طيبة، مصطفى وغاندي سعد من المغار والموشحين بالحطة الفلسطينية على أعناقهم، يعزفون الموسيقى الكلاسيكية ويشكلون رباعي كلاسيكي فريد من نوعه، يتدربون بإشراف الأستاذ ليونيد كوبرمان في معهد بيت الموسيقى في شفاعمرو، وفي توضيح عن سبب استضافتهم تحديداً هذا المساء في مهرجان يوم الأرض فقد أكدت عريفة المهرجان للحضور:"نرى بوجود رباعي الجليل القادم إلينا من المغار جسداً وشفاعمرو فكراً موسيقياً صفعة للواقع الإسرائيلي الذي يفرض التجنيد والخدمة العسكرية على أخواننا الدروز، ونعتز بك عمر لأنك تدفع ثمن رفضك للتجنيد ترجمةً لانتمائك وحبك لوطنك فلسطين ورسالتك الشامخة التي بعثت بها لرئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو حول رفضك للخدمة العسكرية، والأخوة مصطفى وغاندي الحائزين على مسابقة جائزة فلسطين في الموسيقى،مسابقة مرسيل خليفة في القدس وكرباعي حاز الأخوة على عدة جوائز قيمة في عالم الموسيقى، كما أن الأخوة عمر ومصطفى هم أعضاء في الاوركسترا الفلسطينية الشابة وقد مثلوا فلسطين في عدة بلدان أوروبية في العالم.
وقد تطرق عمر سعد الموشح بالحطة الفلسطينية قلباً وقالباً إلى قراره الصامد برفض الخدمة المدنية موصياً جيل الشباب بالحفاظ على الأرض والمكان والمسكن والكرامة، لان الأرض هي الوطن واعز ما لدينا، وقد أبدع الأخوة الأربعة في أجمل معزوفة موسيقية كلاسيكية، ومن ثم وعلى ألحانهم المميزة لمنتصب القامة امشي غنت الجماهير والتحمت الحناجر وصدحت الأرواح بأجمل أشعار شاعر العروبة سميح القاسم والموسيقار مرسل خليفة لشحذ الهمم وتوطيد الذاكرة.

ثم انتقل الجمهور للاستماع إلى السيد جعفر فرح، رئيس مجلس إدارة مركز مساواة ومدير التلفزيون العرب هلا، من قيادات الحركة الطلابية الجامعية في سنوات الثمانيات، ورئيس لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا في أواخر سنوات الثمانين، من مؤسسي لجنة المتابعة التعليم العربي والمركز العربي للتخطيط البديل والعديد من المؤسسات الوطنية التي تخدم قضايا شعبنا،

وفي مستهل كلمته المميزة فقد أكد السيد فرح غبطته وحبه للمشاركة في الأعمال الثقافية التثقيفية الوطنية في كفر قرع والتي تثلج الصدر، لأننا نود الخروج من بوتقة التقوقع في معضلات البُنى التحتية فقط كيفما يريدون لنا، وإنما علينا أن نحلق في فضاءات الثقافة والفكر أيضا،وفي سياق المهرجان فقد أشار الأستاذ جعفر فرح إلى المعنى والمضمون النضالي ليوم الأرض والدروس المستفادة من أحداث 30 آذار عام 1976، مؤكداً أن معركة يوم الأرض قد أدت إلى انتصار الجماهير العربية على سياسة المصادرة ومنعت مصادرة 21000 دونم من أراضي المل، ولاحقاً أدت إلى الاعتراف في غالبية القرى الغير معترف فيها بالشمال والى إجبار الحكومات الإسرائيلية إلى تخصيص أراضي قد صودرت في الخمسينات والستينات، مشيراً إلى أن المعركة على الأرض تستهدف الإنسان الذي يعيش على هذه الأرض.
كما وأشار إلى أهمية تفعيل كل الأطر الجماهيرية والسلطات المحلية لتوعية جماهير شعبنا إلى المخططات العنصرية التي تستهدف ما بقي لنا من الأرض بفعل الاحتلال والمصادرات الغاشمة، كما ودعا رؤساء السلطات المحلية إلى تنشيط تجنيد الجماهير للتصدي لهذه المخططات التي تنخر في عظم الأراضي الفلسطينية، منبهاً من مغبة وخطر الانغماس في قضايا أساسية أولية والابتعاد عن التفوق والتميز، موضحاً أن على الأقلية الفلسطينية إدارة معركة الحفاظ على ما تبقى من الأراضي وأيضا الاستثمار في الطاقات الفكرية البشرية والتعلم والتميز وليكون منا الباحث والعالم والمخترع والمدافع عن أرضه في ذات الآن دون التخلي عن أي منهما، لأنهم يريدون لنا الاحتلال الثقافي والتقوقع في زاوية مظلمة. كما وأكد السيد جعفر فرح أن على الفلسطيني الحر العمل على ترسيخ إيمانه بأن الإنسان،الأرض والحرية كانت ولا تزال موضوعات الثقافة الفلسطينية الأولى وتمرير هذه الرؤى للجيل القادم، كما وأكد لصفوف الشباب في القاعة على أهمية الأرض ومعنى الأرض والكرامة، موجهاً نداءً للجماهير في القاعة وخارجها بالوقوف في يوم الأرض إلى جانب أخواننا في النقب والعراقيب والذين يمرون بأبشع حالات الغبن والعنصرية وهدم البيوت ومصادرة الأراضي والتشريد القاهر.

واختتم السيد فرح خطابه بتوجيه نداء للشعب السوري في الحفاظ على ارضع ووحدته ومحذراً من تحويل الشعب السوري الى شعب لاجئين اسبه بالشعب الفلسطيني.

وبعد ذلك استمعت الجماهير إلى محاضرة مقتضبة وعارضة توضيحية من المؤرخ الدكتور جوني منصور والذي تحدث في محاضرته عن جذور سلب ونهب الأراضي الفلسطينية من خلال الاستناد على طروحات آباء الصهيونية أمثال جابوتنسكي وزنجويل وغيرهما اللذين أيدا طرد وترحيل واقتلاع العرب من فلسطين وباعتبار هذه العملية أخلاقية. في حين أن الحركة الصهيونية قد حصلت على دعم من بريطانيا متمثلا بتصريح بلفور الذي منح اليهود حقا في إقامة وطن لهم في فلسطين وبسعي بريطاني لدعمه. ومن ثم لما أصبحت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني ساهمت بريطانيا في تسريب أراض للمستعمرات الصهيونية ودعمت بكل قوة الهجرات الصهيونية من كل أنحاء العالم إلى فلسطين. وبالمقابل نمت الحركة الصهيونية على أسس ترحيل - ترانسفير العرب منن فلسطين، ولما أزفت الساعة بعد اعتراف الأمم المتحدة بقرار تقسيم فلسطين. انطلقت العمليات العسكرية لطرد الفلسطينيين من قراهم ومدنهم والاستيلاء على أراضيهم ونهب أملاكهم وتحويلهم غلى لاجئين. وتابعت إسرائيل بمشروع مصادرات الأراضي والاستيلاء على اكبر مساحة منها، من خلال استعمال أدوات الحكم العسكري، ثم ذرائع تطوير الجليل، ولكن في الواقع كان ذلك تهويد الجليل. فانطلقت الجماهير العربية في 1976 نحو إضراب شامل للحد من الهجمة الصهيونية الشرسة على الأراضي الفلسطينية. وبالمقابل قمعت السلطات الإسرائيلية مظاهرات وإضراب الجماهير العربية من خلال إطلاق النار على المتظاهرين فأردت ستة شهداء، هم شهداء يوم الأرض. سرعان ما تحول يوم الأرض الفلسطيني إلى يوم الأرض العربي لكشف عيون العالم اجمع على ما تقوم به إسرائيل من اقتلاع وترحيل لأصحاب البلاد الأصليين. لهذا فإن يوم الأرض هو رمز للنضال والكفاح من اجل البقاء والحفاظ على الأرض في وجه الغازي المستعمر حسبما جاء في المحاضرة القيمة.

ومسك الختام مع المسرحيدية "حرية" والفنان المبدع إياد الشيتي وإخراج الدكتور ناظم الشريدي ومرافقة صوتية موسيقية للفنان رائد كبها، وهذه تعتبر الاستضافة الرابعة لمسرحية حرية على ارض الحوارنة، إذ افلح الفنان إياد شيتي بالتنقل بين عدة شخصيات بإبداع هز الجماهير في القاعة، من خلال مسرحية تعرف الأجيال الصاعدة بالموروث النضالي لشعبنا الفلسطيني ومسيرة سنوات الجمر الحمراء التي عاناها شعبنا بدءا من عهد الأتراك والإحتلال البريطاني وصولاً إلى الاحتلال الإسرائيلي والجرح الوطني الذي ينزف حتى اليوم بدماء الغبن والظلم.

تجدر الإشارة إلا انه تم تنظيم معرض للكتاب العربي على يد دار العلم والمعرفة أبناء الأستاذ المرحوم موفق خوري من اجل إثراء الأمسيات الثقافية بالقول والعمل نحو خلق مجتمع قارئ وواع لأهمية الكتاب.

كما وتميزت الأمسية بحضور قطري نوعي راق من كل بلدان فلسطين ، بدايةً من كفر قرع المغار، حيفا، وقرى وادي عارة، عارة، عرعرة ،أم الفحم ، ،معاوية، سولم، سالم، العريان، عين السهلة،برطعة، باقة الغربية، جت،يافا، البعنة، يافة الناصرة، عسفيا أم القطف،خورصقر،مصمص، زيمر،الطيبة،الطيرة،ميسر،جسر الزرقاء، الناصرة، قلنسوة، الفريديس، إكسال، عين ماهل، كفر قاسم، شفاعمرو، ،كفر مندا، كفر كنا، زلفة،طمرة، القدس، مقيبلة، وكفر برا والبيار.

كما وحضر المهرجان البروفسور رياض اغبارية والسيد إبراهيم مواسي، نائب رئيس بلدية باقة الغربية، المخرج منير بكري، المحامي احمد مصالحة، الدكتور حسام مصالحة، المحامي وليد زحالقة، السيد عبد الكريم مصالحة، المربي عيد جبالي وشخصيات ثقافية سياسية أخرى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]