تمّ، مؤخّرًا، تنفيذ قرار إطلاق اسم "دوّار البرج"، على الدوّار الذي يشكّل مدخلًا رئيسًا إلى حيّ وادي الصّليب التّاريخيّ، وذلك على اسم قلعة برج السّلام الّتي بناها الظّاهر عمر قبل 250 عامًا في المِنطقة المعروفة باسم شارع البرج، والّتي اطلق عليها لاحقًا اسم شارع "معاليه هشحرور".

وكانت طرحت مديرة المركَز الهندسيّ للدّراسات والتّخطيط، مخطّطة المدن سعاد نصر - مخّول هذا الطّلب بشكل مِهنيّ ومنظّم على البلديّة، وقامت كتلة «الجبهة» في بلديّة حيفا بمتابعة الموضوع والتّأكيد عليه أمام رئيس البلديّة، والّذي تجاوب بدوره مع المطلب وسعى إلى تنفيذه.

وكانت نصر - مخّول قد أثارت الموضوع مع رئيس البلديّة يونا ياهڤ، في إطار مناقشة موضوع الحفاظ على الموروث الحضاريّ العربيّ في مدينة حيفا، وذلك أثناء قيام رئيس البلديّة بزيارة معرض "حيفا من هنا انطلقت"، ومشاركته في النّدوة في اختتام المعرض.

لا يمكن حصر تاريخ حيفا بالحدائق البهائية

وتقول نصر - مخّول: التّاريخ الرّسمي والحضاريّ للمدينة لا يمكن حصره في المواقع البهائيّة وبقايا الكولونياليّة الألمانيّة، بينما جرى ويجري تجاهل الموروث الحضاريّ العربيّ الغنيّ وتغييبه بشكل منهجيّ.

وجاء في قرار بلديّة حيفا ما يلي: "تسمية الدّوار رقم 6092 باسم "دوّار البرج" نسبةً لقلعة "برج السّلام"، الّتي كانت قائمة على حافّة "حديقة الذكرى" في يومنا هذا. البرج (القلعة) كان يحمي "حيفا الجديدة" في القرن الثّامن عشر وتحوّل إلى أحد رموز المدينة قبل أن يتهاوى خلال القرن التّاسع عشر، ولكنّه تحوّل إلى نقطة توجيه مدنيّة مفصليّة هامّة لسكّان المدينة كلّهم. وإنّ هذا الحيّ - حيّ البرج، هو الحي الأوّل الّذي بُني خارج أسوار مدينة حيفا وسميّ حيّ البرج، وقد امتدّ من شارع "شيڤات تصيون" وحتّى البرج. كما أنّ الشّارع الرئيس في الحيّ، كان اسمه "طلعة البرج" حتّى نهاية الانتداب البريطانيّ، ومنذ العام 1951 أصبح اسمه "معاليه هشحرور".

وتجدُر الإشارة إلى أنّه في موقع الدوار كان هنالك بئر ماء تاريخيّ مشهور، هُدم كما هدمت العديد من معالم الأحياء العربيّة في المدينة. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]