أعلنت بلدية حيفا قبل سنوات عن منطقة «الحرم الجامعي في الميناء» (كمپوس هنمال)، في منطقة البلدة التحتا الممتدّة ما بين شارع يافا، الاستقلال («هعتسمؤوت»)، سارة، «هنئمنيم»، البنوك («هبنكيم»)، وغيرها حيث فتحت عدة معاهد أكاديمية أبوابها، مما أدى إلى استقطاب مئات الطلاب من حيفا وخارجها. كما اشترى عدد من المستثمرين مبانٍ بمبالغ زهيدة وقاموا بترميمها ثم تأجيرها للطلاب. وهكذا أصبحت المنطقة تعج بالطلاب والمعاهد العليا. وقامت البلدية بترميم عدة شوارع من أرصفة، وإنارة، كان آخرها شارعي سارة و«نئمنيم». إلّا أنّ ظاهرة فتح الملاهي الليليّة في المنطقة شكّلت مصدر إزعاج دائم لعشرات العائلات العربيّة التي تعيش هناك منذ عشرات السنين. وعلاوة على الصخب والضجيج الذي ينبعث من هذه الملاهي والمقاهي الليلية، ونوادي الرقص فقد أصبحت مصدر ازعاج للسكان بالتّصرفات غير الأخلاقيّة التي يمارسها الروّاد. وكان هذا مدعاة لتشكيل لجنة حي البلدة التحتا، لأوّل مرة في تاريخ حيفا، وتهدف إلى وضع حد للاستهتار بمشاعر السّكّان العرب، وطرح طلبات السكان على طاولة بلديّة حيفا.

وتتألّف لجنة البلدة التحتا من أشخاص غيّورين على مصلحة في شوارع: «هنئمنيم»، سارة، «حشبون»، «عين دور»، يافا، السليزيان، وعصفور. وانتخبت اللجنة في الاجتماع الأوّل الذي عقد بتاريخ 14.3 من: شكري يعقوب، المهندس خالد محاميد، ميشيل مسلّم، ماجد يعقوب، سرحان محاميد، وميشيل حوّا. وقد تم انتخاب ماجد يعقوب رئيسًا للجنة. وأجمع أعضاء اللجنة على أنّ الوقت قد حان لإسماع الصوت عاليًا وطرح مطالب السكان الملحّة، والتوجّه إلى بلدية حيفا، وطرق كل باب من منطلق المسؤوليّة والاهتمام بمشاكل الحي. ودعمت فكرة هذه اللجنة جمعيّة التطوير الإجتماعي لعرب حيفا، بمرافقة المستشارة القانونيّة للجمعيّة جمانة اغباريّة - همّام لتسجيل اللجنة رسميًا والاعتراف بها في البلديّة، كعضو من لجان الأحياء في حيفا. كما اجتمعت اللجنة بالدكتور عيسى نقولا، الدكتور رائد عبيد، ريمون كاردو، وحسام عابدي وشرحوا لهم متطلّبات الحي ومعاناة السّكان. وأعرب هؤلاء عن دعمهم لفكرة إقامة اللجنة. ووضعت اللجنة أهدافها ومتطلباتها، والّتي تتلخّص فيما يلي: معارضة إقامة الملاهي الليليّة دون مراعاة مشاعر الأهالي، لأنهم يعانون من مضايقات مستمرة بالضجة والروائح الكريهة وأعمال الصخب والعربدة.

ظهر تقصير من بلدية حيفا في واجباتها البلدية تجاه سكان الحي، حيث تنعدم أماكن قضاء الوقت أو أي ملعب أو حديقة ملاعب للأولاد، كما يفتقر الحي إلى أي نادٍ يمضي فيه الأولاد أو الأهالي أوقاتهم بما هو مفيد.

الهدف: إغلاق النوادي

ويقول أعضاء اللجنة "نريد أوّلًا إغلاق هذه النّوادي الّتي تسبب في تخفيض قيمة أسعار البيوت في الحي. فالضجيج لا يحتمل، خاصّةً في الليالي، وكثيرًا ما اتّصلنا بالشرطة والبلدية لمحاولة الضغط على أصحاب المحلّات لتخفيض أصوات الموسيقى الصاخبة. نطلب من البلدية عدم منح الرخص دون استشارة السّكان، حيث تهدف البلديّة منذ انطلاق "كامپوس هنمال" أن تحيي الحيّ بالنوادي على حساب راحتنا.

ويوضح الأعضاء «أقمنا اللجنة كي نجد الحلول ونساعد سكان الحي، وأصبحنا اليوم عنوانًا للسّكان. وفيما بعد سنضع دستور اللجنة ونجري انتخابات. إذ ينقص الحي الشعور بالأمن والأمان ونطالب بتكثيف دوريات الشرطة، وشرطة البلدية، ووضع حراسة مشددة في مداخل الملاهي الليليّة لمنع قيام الروّاد بالإزعاج أو أعمال مخلّة بالأدب. فنحن نعاني من قلّة مواقف السيّارات حيث يقوم أصحاب المكاتب والمحلات التجاريّة وروّاد الحي بإيقاف سيّاراتهم في المواقف الّتي أعدّتها البلديّة، أمّا سكان الحي فلا يستطيعون أن يوقفوا سياراتهم بسبب الازدحام نهارًا وليلًا".

ولذا يضيف أعضاء اللجنة "سنتوجّه إلى بلدية حيفا لتسليمنا مفاتيح الملجأ الواقع بين شارعي سارة و"نئمنيم" لتحويله إلى مقر للجنة الحيّ، ولاستغلاله لفعاليّات السكان وخاصّةً الأولاد. كما نطالب البلدية بأن تقيم على قطعة الأرض المحاذية للملجأ حديقة ألعاب". هذا عدا عن ظاهرة البناء غير المرخّص من قبل المستثمرين. وتوجّهنا إلى بلديّة حيفا بشكوى حول قيام مستثمر بأعمال البناء على أحد أسطح المنازل دون ترخيص. ويتساءَل أعضاء اللجنة «تخيل في أحد الأيّام أن مجموعة قامت بتمثيل فيلم في الحي فأغلقوا الحيّ وانبعث الغبار، كلّ هذا دون علم أحد من السكان.

فنحن لا نعارض تثبيت كاميرات في الحي لردع كل من تسول له نفسه بالقيام بأعمال غير أخلاقيّة.

تعقيب بلديّة حيفا

وفي ردها على الموضوع قالت بلدية حيفا: على اللجنة المتبلورة في الشّوارع المذكورة، التّوجه إلى قسم الأحياء في دائرة توجهات الجمهور البلدية، لترتيب الأمور كما هو متّبع، وفقًا لتسجيل لجان الأحياء في البلديّة، لهدف إحراز تقدّم في الموضوع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]