غصت  قاعة مسجد عمر بن الخطاب في قرية مصمص بالعشرات من أهالي قرية مصمص وأم الفحم ومعاوية وسائر بلدات وادي عارة وذلك في حفل تأبين الطالب الجامعي المرحوم عمار رائد إغبارية من قرية مصمص والذي لقي مصرعه في حادث طرق مروع بين بلدة معاوية وحي عين ابراهيم . وقد شارك في حفل التأبين عائلة المرحوم ورفاق دربه من الحزب الشيوعي والجبهة والشبيبة الشيوعية .

أفتتح حفل التأبين بالوقوف دقيقة حداد على روحه الطاهرة وقراءة عطرة من الذكر الحكيم قرأها الشاب أسعد محمد صلاح شرقاوي.
تولى عرافة حفل التأبين الصحفي جادالله اغبارية سكرتير جبهة مصمص الديمقراطية الذي رحب بالحضور وعدد مناقب الفقيد ونشاطه السياسي من خلال الشبيبة الشيوعية وشباب الجبهة في مصمص.

وتحدث بالنيابةعن شباب الجبهة والشبيبة الشيوعية في مصمص الطالب الجامعي علاء محمد بشيرإغبارية الذي قال :" أيها الراحل عنا والباقي فينا لقد عشت أبياً عزيز النفس، كنت إنساناً بسيطاً متواضعاً ،صادقاً، حنوناً ،متسامحاً معطاءً مثابراً تحترم القيم والمبادئ الانسانية،طموحاتك وأحلامك كانت كبيرة ,كنت تحلم بالتخرج من الجامعة لتخوض معترك الحياة" .

رحلت عنا بالجسد لكنك أبقيت ذكريات عطرة

وأضاف :"لقد رحلت عنا بالجسد لكنك أبقيت ذكريات عطرة ستبقى محفورة ومنقوشة في نفوسنا وكياننا ووجداننا ما دمنا على قيد الحياة، لقد تعودنا واشتقنا الى جلساتك في مقر الجبهة،إنك نموذج الرفاق التي تعمل وتعطي بجد ونشاط دون مقابل وتنتج بهدوء دون ضوضاء وضجيج."
ثم تحدث النائب د. عفو إغبارية قائلاً:" خسرناك يا عمار بلوعة وحزن عميقين ، فقد فاجأتنا برحيلك بعكس ما انتظرناه ، كنا ننتظر أن تبني أسرة وتفتح بيتاً ، أن نفرح بك كعريس له أحلام وردية ، وأن تساهم في تعليمك الأكاديمي الذي إكتسبته بجهدك وجهد عائلتك ببناء المجتمع الصالح ، خسرناك ودمعة محبوسة في أعيننا وغصة مكبوتة في صدورنا ".

وتابع إغبارية:"قبل أسبوع لقيّ ستة شبان عرب مصرعهم في حادث طرق مروع قرب حيفا، لو استمعت حكومات اسرائيل الى نداءاتنا المتكررة بتحسين البنية التحية للمواصلات العامة في الوسط العربي أليس كان كل ذلك سيقلص من نسبة الوفيات والموت في وسطنا العربي؟!"
أما سنيورة رائد اغبارية شقيقة الفقيد فقالت في كلمتها المؤثرة:" أخي لا زلنا نتأمل كل يومٍ يمضي أن فراقك حُلم! أنه شيءٌ ما كان أو أنه من صنع خيالنا أو نتمناه كابوسا مضى..إلّا إننا نصحو من هلوساتنا لنرتطم بالواقع المرير ..وهو إنك لست بموجودا معنا..!

وما من شيء أقهر من الموت.!

هو أمر الله وقد سٓلّمنا لأمره..إلاّ أن حياتنا ما عادت كسابق عهدها دونك.! افتقد غيرتك علّيْ..وتفقدك لأغراضي وحشريتك التي كانت تؤول لتلك الحروب الصغيرة في البيت..افتقد نظراتك المغمورة بالحنان..أفتقد حماس أمي والفرحة بعيونها يوم قدومك من الجامعه"..!
ثم القى أمجد شبيطة السكرتيرالعام للشبيبة الشيوعية كلمة جاء فيها :"الحقيقة هي أنني لا أذكر مواقف أصعب من هذا إذ لم أر في أسوأ كوابيس نفسي أودع وأؤبن واحداً من كوادر شبيبتنا الشيوعية وهو لم يزل في عمر الورود وريعان الشباب وتدفق الحياة ".


وكانت الكلمة الاخيرة في حفل التأبين للسيد محمد نفاع (أبو هشام) الأمين العام للحزب الشيوعي ومما جاء في كلمته :" يا أبناء شعبنا العظيم شاءت الظروف أن نتواجد في هذة المنطقة في وادي عارة خلال أيام ثلاثة مرات ،الاولى في وداع أحد مؤسسي الحزب الشيوعي في ام الفحم المرحوم الرفيق ابراهيم الحصري( أبو البديع ) والثانية في مسيرة العودة الى قرية خبيزة المهجرة وفي المرة الثالثة نأتي لنقول كلمة لشهيد العلم والعلًم الرفيق عمار الذي راح ضحية حادث طرق ،ولكن اذا نظرنا حولنا كم من عمر وعامر وعمار وعامريات لقوا مصرعهم ليس في حادث طرق، هذة المنطقة الوحيدة في العالم التي ينسكب فيها الدم بهذة الغزارة ، هذا الدم هو دم أبناء شعبنا وأمتنا العربية".

عرض فيلم تضمن محطات عن حياة الفقيد


وأضاف :" ليست كل ما تقدمه لنا امريكيا جامعات ، ولكنها تقدم لنا الكثير الكثير غير الجامعات فهي تقدم لعدو شعبنا وأمتنا السلاح الفتاك ،لا شك أن عمار بإمتشاقه العلم وبإمتشاقه علم الكفاح رأى في هذة الطريق الطريق الاصلب من أجل التصدي لأعداء شعبنا ".
وأخيراً شكر الحاج ظاهر عبد الرحمن (أبورياض) باسم العائلة جميع المشاركين في حفل التأبين وتمنى لهم الافراح والسعادة وطول العمر مؤكداً أن عمارابن هذا الشعب.

وخلال حفل التأبين تمّ عرض فيلم تضمن محطات عن حياة الفقيد كذلك قرأ الشاعر د. زياد محاميد قصيدة رثاء الى الفقيد بعنوان :" لعمار حلمان وعودتان"، كما ووصلت حفل الـتأبين رسالة تعزية من قبل فرع التجمع الوطني في مصمص والذي شارك وفد منهم في حفل التأبين،هذا وتعذر وصول وفد طلاب الجامعة العربية الامريكية في جنين من المشاركة في حفل التأبين وذلك بسبب الامتحانات وضيق الوقت والحواجز العسكرية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]