للعرب"حصة ونصيب" في تقرير مراقب الدولة

في أول تقرير يصدر في عهد مراقب الدولة الجديد، يوسيف شابيرا، كان الحيز الأوسع لاهتمام المراقبين والمتابعين، ما نشر من حقائق ومعطيات تتعلق بجانب غير مطروق كثيراً من اوضاع المستشفياتن وابرز ما فيه ان ما يتراوح ما بين 4-5 آلاف متعالج يموتون سنوياً من تلوثات يتعرضون لها لدى مكوثهم للعلاج، نتيجة للنواقص والقصورات في الحفاظ على احتياطات واجراءات النظافة والتعقيم ونتيجة للاكتظاظ في الأقسام وعدم الحرص على عزل المرضى، وما الى ذلك.
وكما في كل تقرير، يتطرق المراقب بتوسع مفصّل الى الاوضاع والاداء في مختلف الدوائر الحكومية والمؤسسات والمرافق، بما فيها السلطات المحلية(العربية واليهودية) وشرطة اسرائيل، وغيرها وغيرها.

راهط وسخنين وام الفحم وعرابة
وفي حين كتب المراقب في تقريره ان عضواً في بلدية "اور يهودا" (قرب تل ابيب) مدين للسلطة المحلية نفسها بما يقارب ربع مليون شيكل، وجزء منها منذ عشرة أعوام – فقد تبين ان (21) عضواً في ست سلطات محلية كانوا في أواخر عام 2011 مدينين لبلدياتهم ومجالسهم بمبالغ اجمالية قدرها (600) الف شيكل، هي عبارة عن ضرائب محلية مستحقة تراكمت عليهم، ولم يدفعوها.
وهنا وردت اشارة، أو إضاءة، لصالح بلدية ام الفحم،مؤداها، انها الوحيدة من بين السلطات المحلية التي أحسنت التعامل مع اعضائها المدينين، بأن فصلتهم من عضويتهم.
لكن بلدية ام الفحم ذكرت سلباً في سياق آخر، حيث أشار التقرير الى ان أيام العطلات والاجازات السنوية الخاصة برئيس البلدية ونوابه لم تُسجل بالكامل (أي لم يُسجل ما استُغل منها وما لم يُستغل)، مثلما كانت الحال في سلطات محلية أخرى مثل بنيامينا – غفعات عادا وعكا واور يهودا ورماته شارون.
وتجدر الاشارة في هذا الاطار إلى ان نظام وزارة الداخلية الخاص بالاجازات، يمنح رؤساء السلطات المحلية ونوابهم (26) يوماً في السنة، كعطلات واجازات وايام راحة، لكنه يشترط تسجيل هذه الأيام، في استغلالها او عدمه. وتبين من تقرير المراقب ان هذا النظام مخترق على نطاق واسع، في عدد من السلطات مثل: سخنين وراهط وعرابة والجلبوع، حيث لم تسجل هذه الأيام.
وزيادة على ذلك، فقد جاء في التقرير أن عدداً من رؤساء السلطات المحلية ونوابهم قد خرقوا نظام "ايشل" المتاح لهم. ويقضي هذا النظام بتخيير المسؤولين المحليين بين أن يضاف الى قسيمة رواتبهم ("التلوش") مبلغ خاص (ثابت) بالمصروفات التي يدفعونها على التضييفات ("ايشل"- وهي الحروف الأولى من ثلاث كلمات بالعبرية: اكل،شرب، نوم – أو مبيت) – أو بجلب فاتورة بالمصروفات، والحصول على المبلغ المسجل فيها، تبعاً لكل حالة.
وورد في التقرير ان هذا النظام خرق من قبل مسؤولين في مجلس"لهفيم" (بالنقب) وعرابة البطوف وعكا و"شمرون" والغلبوع.
وانتقد التقرير حالة ادارية غير سليمة في بلدية راهط بالنقب، حيث تبين أن الادارة سمحت بصرف سلفيات للمسؤولين، تجاوزت المسموح كثيراً، وتجاوزت كذلك مبالغ السلفيات المدفوعة لموظفي البلدية.
وفي بنيامينا – غفعات عادا ولهفيم والجلبوع و"شومرون" تم الكشف عن تجاوزات تتعلق بشراء سيارات جديدة للرؤساء.

الشرطة "مهملة" للعرب
وفيما يتعلق باداء الشرطة وأوضاعها، كشف التقرير خروقات وقصورات عديدة، منها ما يتعلق بادائها تجاه المجتمع العربي: ففي أعقاب مواجهات هبة اكتوبر عام ألفين، تمت صياغة خطة طويلة الأمد، تقضي بانشاء عشر محطات(جديدة) للشرطة في البلدات العربية و (14) "نقطة" (قسم) اضافية و (72) مركزاً للشرطة الجماهيرية.
لكن حتى الآن لم تقم سوى محطة جديدة واحدة و (35) مركزاً للشرطة الجماهيرية – ولم تقم أية "نقطة" جديدة!
وتعقيباً على هذه المعطيات قال متحدث مسؤول في شرطة اسرائيل ان جهودها تركزت العام الماضي (2012) في تحسين وتعزيز ادائها وخدماتها في البلدات العربية، ومن النتائج الملموسة في هذا الاطار تراجع حوادث العنف وحوادث الطرق و... الطخّ في الأعراس!