في البدء كان الوطن،نحن فيه نحيا وهو بداخلنا يكبُر،هو الوَطن ونحنُ سِياجُ الهُويّة ، دمائُنا زَيتاً في سراجِ حُرّيتةِ،هذه القاعدة والمُنطلق، وعليها يُبنى كل شيء،هي الأساس، وكل ما يليها تفاصيل لا أكثر.هذا ليس تفرُّداً شوفينياً منا ولنا كعرب، بل هذا حال مختلف الأمم التي هي على أرضها. ولا يشذُّ عن هذا غير المستوطنات البيضاء التي أُقيمت على ارض الغير ومارست الذبح والإبادة الكلية أو الجزئية، كما هي الحالة في فلسطين .

على هذه الأرضية نقف، ومنها نَبدأ

على هذه الأرضية نقف، ومنها نَبدأ، الوطن وشعبه الأصلاني هما الأساس،هُنا وُلِدنا، هُنا نَحيا وسنبقى، إلى هُنا سنعود، إلى البيت والدار ، إلى مَزارعنا وحُقولنا ، إلى الساحل والسهل والجبل، إلى كُل مدينة وقرية ، سنعود إلى حارات الطفولة وأحلام الطفولة ،إلى فلسطين ، وستبقى من سعسع إلى أم الرشراش تُسمى فلسطين.
نستغرب وبعمق يفوق الدهشة كيف أن بعضاً منا، وفي العقد السابع من إغتصاب وطننا، لا يزال يبدأ من الحديث عن شَرعية سُلطة الاحتلال وذلك نظراً للتورط الخطير الذي وقع فيه المتعاقدون الذين لم يخرجوا بعد من الاعتراف بالكيان ولم يعتذروا عن ذلك ، إذ كَيفَ يُمكن للبعض أن يقول أنّ إغتصاب فلسطين قَد تَحوّلَ إلى " تجسيد حَق تقرير المصير لليهود في فلسطين " .

ألأحتلال ومستوطنيه القدامى والجدد هم طارئون

ألأحتلال ومستوطنيه القدامى والجدد هم طارئون، ومن الخطورة بمكان على وعي شعبنا أن نقرأ يوم 15 ايار، يوم النكبة، من بوابة الكيان وليس من بوابة الوطن وشعبه الأصيل، وحَقّهِ بالعودة وتقرير مَصيرهِ وبناء دولتهِ الحُرّة المُستقلة على تُرابهِ الوطني.
لقد تمكن الضخ الثقافي الصهيوني من إختراق الكثير من الطيبين من شعبنا، فقفزوا عن المَسألة الوطنية والقومية باتجاه إعتبار الكيان موجوداً وشرعيا. ولعل الأخطر أن فئة من الذين إعتقدوا بإمكانية التعايش هم الذي روَّجوا لهذا وتعاملوا مع الاغتصاب كما لو كان دولة شرعية، وهو ما قاد إلى هذا النقاش بل الضياع والارتباك . واليوم نَسأل : هل نبدأ من الوطن أم من الدولة.
وبين البدايتين مسافة بعدد السنين الضوئية ، ففي موقفنا يكون حق العودة الذي لا ينتُج إلا عن التحرير، وفي الموقف الآخر، حق المُساوَمة والمُساواة والمُواطنة، مشروع لا علاقة لهُ بالتحرير ولا بالعودة بل هو مشروع تطبيع الأمة العربية أجمع .

حق العودة والتمسك به يُعتبر المعيار الرئيسي لمحاكمة المواقف السياسية

إنَّ حق العودة والتمسك به يُعتبر المعيار الرئيسي لمحاكمة المواقف السياسية لكل القوى والحركات السياسية والإجتماعية وإيماناً منّا بضرورة الحفاظ على هذا الحقّ في الوعي العام لجماهير شعبنا وفي مَسعى منّا لتحويل هذا الحق إلى إطار ناظم لحركة الفعل والعمل المجتمعي :
نحنُ صبايا وشباب نُؤمن بفلسطين عربية حرّة نكثِّف موقفنا في أنَّ الحياة مقاومة ونُعلن عن نشئة وقيام إتحاد شباب العودة، إطاراً وطنياً، ديموقراطي فلسطيني عُروبي، لا حزبي، ولا إنتماءَ لهُ غير الوطن والشعب ، ولا أهدافَ لَهُ غيرَ العودة والحُرَية .
معاً على درب العَودة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]