بعد 17 عامًا على رحيله، و16 عامًا على إقرار تخليده من قبل بلدية حيفا، بمبادرة مديرة تراثه الشاعرة سهام داوود، ودعم 33 أديبًا وفنانًا بارزًا، فلسطينيًّا وعبريًا، يجري يوم الأحد القادم، السادس والعشرون من أيّار الجاري (26.5.2013) تدشين الميدان على اسم القائد والأديب الفلسطيني إميل حبيبي (1921-1996)، بحفل رسمي وأمسية ثقافية.
تقيم بلدية حيفا الحدث الرسمي في مسرح "بيت الكرمة" بحضور رئيس البلدية السيد يونا ياهف، ويتحدّث فيها كلٌ من البروفيسور محمود غنايم والبروفيسور نيسيم كلدرون والسيد رجا زعاترة والسيدة جهينة حبيبي-قندلفت، وسيتضمّن الحدث الذي تعدّه الشاعرة سهام داوود مديرة تراث إميل حبيبي الأدبي والسياسي، ويتولى عرافته الصحافي أنطوان شلحت، فقرات فنية يقدّمها الموسيقيون حبيب شحادة وعلاء عزّام ورنا خوري، في عمل خاص يتضمّن تلحين وغناء مقاطع من "سرايا بنت الغول".
وبعد إزالة الستار عن اللافتة وانتهاء المراسم الرسمية، ينظّم الحزب الشيوعي والجبهة في حيفا و"دار عربسك للنشر" أمسية ثقافية بمحاذاة الميدان، الواقع على تقاطع ألنبي-الجبل، بمشاركة الكتّاب محمود شقير ويهوشوع سوبول ومحمد نفاع والممثل محمد بكري والموسيقى علاء عزّام، تتولى عرافته السيدة دنيا مخلوف أبو حامد ويتخلله عرض مقاطع صوتية وبصرية.

إميل حبيبي في سطور
وُلد إميل شكري حبيبي في وادي النسناس في حيفا عام 1921. انخرط في النشاط السياسي والثقافي منذ نعومة أظفاره وتفرّغ للعمل السياسي في "الحزب الشيوعي الفلسطيني" عام 1943. من مؤسّسي "عصبة التحرّر الوطني" عام 1945، وعامل رئيسي في توحيد الشيوعيين العرب واليهود في إطار "الحزب الشيوعي الإسرائيلي" عام 1949.
انتُخب للكنيست عام 1952 واستقال منها عام 1972 للتفرّغ للأدب ولتحرير صحيفة "الاتحاد"، التي حوّلها إلى صحيفة يومية عام 1983 وظل رئيسًا لتحريرها حتى العام 1989. ولعب على مدار هذه الحقبة دورًا محوريًا في الحياة السياسية والثقافية للجماهير العربية الفلسطينية في داخل إسرائيل، حاملا "البطيختين" بجدارة لافتة.
نُشرت بواكيره القصصية قبل النكبة، في "الاتحاد" وفي مجلة "المهماز" الساخرة التي أسّسها عام 1946. صدرت مجموعته الأولى "سداسية الأيام الستة" عام 1968 وبلغت أصداؤها العالم العربي وعرّفته بالبقية الباقية في وطنها الذي لا وطن لها سواه. تلتها روايته الأشهر "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" (1973) التي تعتبر عملا مُؤسسًا في الأدب الفلسطيني المعاصر ومنعطفًا فنيًا فريدًا في الأدب العربي الحديث، رفعت مؤلـِّـفها إلى مصاف الأدب العالمي. وتوالت أعماله الأدبية والمسرحية التي ترجمت إلى عشرين لغة، إضافةً إلى آلاف المقالات السياسية والأدبية والفكرية التي نشرت في "الاتحاد" و"الجديد" وفي الصحف والمجلات العربية والعالمية.
حاز أوسمة وجوائز أدبية عدّة، كان أبرزها الجائزة الفلسطيني الأعلى "وسام القدس" عام 1990، والتي منحتها منظمة التحرير الفلسطينية لكبار مثقفي الشعب الفلسطيني المؤسسين، من الأحياء والراحلين، و"جائزة إسرائيل" في الأدب عام 1992. أسّس أسس «دار عربسك للنشر» عام 1990 التي أصدرت مجلة "مشارف" عام 1995 وتولى رئاسة تحريرها حتى رحيله، ليلةَ الأول من أيار عام 1996. ودُفن، حسب وصيته، قبالة شاطئ البحر في حيفا، وكُتب على شاهد ضريحه "إميل حبيبي: باقٍ في حيفا".



(*) تنشر الصورة بإذن خاص من "دار عربسك للنشر"

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]