في مثل هذا اليوم من العام 1948، وقف دافيد بن غوريون (أو رئيس وزراء إسرائيلي) على منصة الكنيست معلنا قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، بعد قرار الأمم المتحدة بتقسيم البلاد إلى دولتين، واحدة للعرب الفلسطينيين أصحاب الأرض الشرعيين، وأخرى للحركة الصهيونية الوافدة من مختلف أصقاع الأرض، لتكون وطنا قوميا لليهود أينما كانوا، وتفتح أبوابها لاستقبالهم، على حساب تهجير أهلها الأصليين.
65 عاما مرّت منذ تحوّل غالبية الفلسطينيين من مواطنين أصحاب أرض ووطن، إلى لاجئين، بعضهم في هذا الوطن، وأكثرهم في محيط فلسطين من دول عربية شقيقة.
65 عاما مرت منذ رأى النور لأول مرة مصطلح "القضية الفلسطينية". تلك القضية التي بدأت أولا وقبل كل شيء كقضية لاجئين أصحاب حق بالعودة إلى ديارهم التي اقتلعوا منها عنوة، فأصبحت مع مرور الزمن أكثر قضايا الأرض عدالة، وأقلها تحقيقا للعدالة.
65 عاما مرت منذ سطت الحركة الصهيونية، بالسلاح، على فلسطين، وسرقتها من شعبها الحي الذي ما يزال جزء منه يعيش على أرضها، يحيي ذكرى سقوطها سنويا، وما يزال اللاجئون في مخيماتهم على الحدود مرابطين، يقف معهم على حدود فلسطين "حق العودة" بانتظار إشارة الدخول إلى الوطن المسلوب.. وما زال الفلسطينيون ينتظرون... وما زال حق العودة واقفا مكانه... وما تزال بقعة الأرض الفلسطينية التي تصبوا لأن تكون دولة تصغر يوما بعد يوم...
65 عاما مرّت... شاخ اللاجئون الأوائل، وولدوا أبناء وأحفادا... شاخت قضية فلسطين... لكن حق العودة في ريعان الشباب ما يزال، يرابط على حدود فلسطين، يتربص منتظرا أول فرصة حقيقية، لعله يعود أخيرا إلى فلسطين، يشيخ فيها وعلى أرضها.. ويرقد فيها بعد انقضاء "القضية"... في سلام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]