لم تجد الرابطة العربية للاسرى، وعائلة المرحوم الشهيد فوزي النمر مكانا افضل وأكثر مثالية لتأبين الشهيد النمر، من خان الشواردة في عكا، مسقط راسه.. وقد شاركت جماهير غفيرة مساء اليوم في مهرجان التابين، حيث توافد المئات من اهالي عكا والمنطقة لخان الشواردة للمشاركة في التأبين..

بداية المهرجان كانت بآيات من الذكر الحكيم للشاب ابراهيم المصري، وبعد ذلك القيت عدة كلمات تأبينية لكل من: الشيخ عباس زكور(كلمة عكا)، بهية غريفات زوجة الاسير الشهيد محمد غريفات، رامز خليفة الذي جاء خصيصا من الاردن وهو رفيق درب الشهيد النمر في فرقة 778، زياد درويش شقيق الشهيد سمير درويش، المحامي جريس بولس، هديل النمر ابنة اخ المرحوم وزوجة ابنه نمر، والشيخ عبد الله بدير.

كذلك شهد الحضور عرضا لفيلم قصير على الشاشة يروي محطات في حياة المرحوم، وكانت وصلات فنية غنائية ملتزمة بدأتها فرقة اشبال مجموعة المنارة العكية، وبعدها اتحف الحضور الفنان مازن قربي الذي صدح بصوته وتقاسيم عوده بعدة اغنيات وطنية وملتزمة وكان مسكها اغنية من تأليفه والحانه للشهيد النمر. أما النهاية فكانت بوصلة غنائية لفرقة عائلة فودي. 

الشهيد فوزي النمر كان بمثابة "الراجل في مكتب الرئيس" 
وعلى هامش المهرجان التأبيني التقى مراسلنا بالاسير المحرر ايمن الحاج يحيى من مدينة الطيبة ليستذكر معه محطات عن المرحوم فقال: "لقد تعرفت الى المرحوم الشهيد بعد عودة القيادة الفلسطينية الى ارض الوطن بعد اتفاقية اوسلو، وكان النمر مسؤول لجنة التواصل في مكتب الرئيس. وقد تعاونا مع بعض في بداية الانتفاضة من خلال حملات الاغاثة، وأستطيع القول انه مثال حي للمسؤول صاحب الضمير. عندما كانت الانتفاضة بأوجها، وكانت هناك مئات بل آلاف الحالات الانسانية في الضفة والقطاع، كان الشهيد المرحوم لا يغفل له جفن قبل ان تصل الاغاثة لكل بيت وبيت لدعم صمود الثائرين والمنتفضين. لقد عملت معه لعدة سنوات من خلال لجنة التواصل كما المئات، ولا يمكن اختزال سيرة الشهيد النمر في دقائق، بل يجب ان توثق مسيرته كما ينبغي.. المرحوم كان لنا بتعبير بسيط (الراجل في مكتب الرئيس)، وفي كل حين كنا نتصل به بشتى القضايا. بفقدانه فقدنا نوعية من الرجال لا اعتقد انها ستتكرر، لقد انتفض النمر وحمل السلاح في بداية الثورة الفلسطينية وفي ظروف قاسية جدا، ونأمل ان تبقى ذكراه وميراثه حاضرا لنا كقدوة ولكافة المناضلين وابناء شعبنا الفلسطيني".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]