عجّت قاعة الاجتماعات في لجنة المتابعة اليوم في مدينة الناصرة بالشباب كله من أجل ما أطلق عليه اسم "المؤتمر الوطني لمناهضة الخدمة المدنية والعسكرية وكافة أشكال التجنيد" الذي دعت اليه لجنة مناهضة الخدمة المنبثقة عن لجنة المتابعة العيا للجماهير العربية، والتي يرأسها محمد حسن كنعان، وهو عضو كنيست سابق ورئيس "الحزب القومي العربي".
على الرغم من أن الدولة تتفنن وتطوّر نفسها في أساليب التجنيد وتبتكر أفكارًا جديدة، إلا أن مؤتمر اليوم لم يحمل جديدًا في أسلوب المواجهة كمسألة ايجاد بديل يتطوّع فيه الشباب للمجتمع بدل الانضمام لمشروع الخدمة المدنية الإسرائيلي لـ"خدمة مجتمعهم".

الخطوة الجديدة التي عبّر عنها رئيس بلدية الناصرة ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية رامز جرايسي هي أنه يجب التوجه لمرشحي الانتخابات في السلطات المحلية لمواجهة ورفض الخدمة المدنية، كما تحدث عن المنطق الوطني والأخلاقي والاجتماعي الذي بسببه نرفض الخدمة المدنية.

محمد حسن كنعان رئيس اللجنة طويلة الأسم (لجنة مناهضة الخدمة المدنية وكافة أشكال التجنيد – الحملة الأهلية لمناهضة الخدمة المدنية) تحدث عن "مخاطر" الخدمة المدنية، وعلى الرغم من أن كافة الحضور كانوا من الشباب الوطني التقدمي الذي هُو بكل الأحوال ضد الخدمة المدنية، لم يعطهم المؤتمر والمتحدثين فيه – كشباب – أفكارًا جديدًا لمواجهة مُخطط الخدمة المدنية بما يتناسب مع حجم الهجمة وشكلها ولا مع مستوى "الابداع العدائي والتجنيدي"، وعلى النسق والمنوال نفسه كانت كلمة رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان.

محمد حيادري، رئيس لجنة متابعة التعليم العربي قال إن الخدمة المدنية ما هي إلا خدمة عسكرية وقال إن تغيير التسميات والأسبوب هُو عمليًا "دخول من الشباك" الذي علينا أن نغلقه أيضًا وأشار أن المعلم يجب أن يكون مربيًا أولا وقبل أن يكون معلمًا. وقال متحديًا شعار "لا حقوق كاملة بدون واجبات كاملة": ليكن شعارنا "لا واجبات كاملة دون حقوق كاملة"، الأمر الذي أثار بعض الفوضى في القاعة لأن هذه العبارة قد تُفسر أنه إذا أخذنا حقوقنا المدنية فمن الممكن أن نؤدي واجباتنا "الوطنية" أو "العسكرية".

من جهته، قال وائل عمري - عضو سكرتارية لجنة أولياء أمور الطلاب - إن لجنة أولياء الأمور ترفض الخدمة المدنية رفضًا مبدئيًا كاملا، دون علاقة لا بالحقوق ولا بالواجبات، وأكد أن الخدمة المدنية حتى لو حاولت الدولة المُناورة، ما هُو إلا مشروع أمني إسرائيلي يهدف إلى تشويه الهوية العربية وهي لا تجلب المساواة ولا غيرها. كما اتهم وائل عُمري بعض مديري المدارس لأنهم "يتطوعون" لادخال مروجي الخدمة المدنية للمدارس.

أما الناشطة الجماهيرية من النقب، هند سلمان، فتحدثت عن "الخدع" التي يمارسها مُروجو الخدمة المدنية وإغراء الشابات والشباب بمسألة "الدخل المادي" واستغلال المؤسسة لمسألة "حقوق المرأة" فيقولون لها "نريد تطويرك وتقديمك اجتماعيًا".

خطاب مؤثر قاله الشاب رافض الخدمة عُمر سعد من المغار الذي هاجم مُخطط الخدمة المدنية ومُخطط التجنيد وأشار كيف أن هُنالك طلاب من أبناء جيله يبحثون كيف يذهبون للجامعات ويحصلون على المنح بينما هُو كُل همه أن يتخلص من الخدمة العسكرية، وانتقد التقسيم الذي تفرضه الدولة في الهويات والدوائر: مسلمين ومسيحيين ودرو وبدو وغيرها وقال إننا جميعا شعب واحد ولنا قضية واحدة.

هذا وأجاب المؤتمر بجدارة عن سؤال "كيف نُحب وكيف يجب أن نكون؟" بينما لم يجب المؤتمر على سؤال "ماذا علينا الآن أن نفعل؟"!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]