شهد مدخل بلدة المكر في السنوات الاخيرة حوادث طرق دامية ومروعة، وكانت نتائجها وخيمة، حيث اصيب العديد من المواطنين بإصابات متفاوتة، بالإضافة لمقتل عدد من الشبان. وقد وقعت غالبية حوادث الطرق المذكورة في ساعات المساء والليل، مما يعني أن هنالك - ربما - سببا معينا ومحددا يؤدي لوقوع هذه الحوادث، وهو طبعا الظلام الدامس الذي يلف المفترق والشارع، ناهيك عن الحفر العديدة والكثيرة التي تعيق السائقين وتدخلهم في وضع لا يحسدون عليه، فيضطرون للانحراف يمينا حينا، ويسارا أحيانا ليتفادوا هذه الحفر....

كثير من المظاهرات... والمسؤولون، كأن على رؤوسهم الطير!

مراسل موقع "بكرا" تجول اليوم في الشارع المذكور ليستطلع أراء بعض المواطنين حول الامر، وجاءكم بالتقرير التالي... 
تقول السيدة عفاف عرابي: "لا شك ان هذا الشارع اضحى ماساويا للسائقين بسبب الحفر المنتشرة على طوله. والانكى من ذلك ان الشارع مظلم خلال ساعات الليل، الأمر الذي يزيد الطين بلة، لان أعمدة الانارة لا تعمل بالرغم من وجودها. طالبنا مرارا وتكرارا بإصلاح هذا الشارع، وقد شهدت البلدة - مؤخرا - عدة تظاهرات بسبب الضحايا الذين سقطوا على هذا الشارع، لكن لغاية الان لم يحرك المسؤولون ساكنا". 

سياسة الحكومة تقتلنا على الطرقات بدلا من قتلنا في غزة والضفة!

أما حلمي شيمي، فقد قال: "برأيي علينا اغلاق هذا الشارع. وأنا اناشد اهالي البلدة العمل والوقوف وقفة رجل واحد وإغلاق الشارع. فقبل مدة لا تزيد عن شهرين راح ضحية هذا الشارع شابان (ابناء الخالات) في حادث طرق مروع وقع خلال ساعات الليل، وأنا شخصيا تعطلت سيارتي مؤخرا لكثرة الحفر بالشارع. هذا الشارع وضعه البنيوي مزرٍ للغاية ولا يليق بعصر الحضارة والتطور. احمل مسؤولية ما يشهده الشارع لكل الرؤساء المتعاقبين في البلدة، لان حالة الشارع المزرية تعود لاكثر من 10 سنوات، لكن وكما يقولون فإننا (أولاد اليوم)، والعنوان الوحيد والمسؤول الوحيد عن الشارع هي السلطة المحلية المنتخبة برئاسة محمد شامي، وعليه تحمل مسؤوليته تجاه هذا الأمر. من جهة اخرى، فحكومات اسرائيل ووزاراتها المعنية غير معنية وغير مكترثة اصلا بنا، فنقضي في الشوارع بدل ان نموت في غزة والأراضي المحتلة كسائر ابناء شعبنا الفلسطيني".

يجب إغلاق الشارع، وشق شارع جديد مكانه

وقال صالح كيال: "الوضع في الشارع سيء جدا، ويزداد سوءا مع مرور الايام. وأنا أستغرب صمت السلطة المحلية رغم الحوادث الفظيعة والضحايا التي سقطت فيه في السنوات الاخيرة. للأسف الشديد، كل المجالس المتعاقبة وعدت بإصلاح الشارع، لكن كل الوعود ذهبت ادراج الرياح".

واستطرد سهيل شيمي قائلا: "حالة الشارع المزرية ليست وليدة اليوم او امس، وهو بحالة متردية منذ زمن طويل. لذلك يجب اغلاق هذا الشارع وإنشاء شارع بديل، فحوادث الطرق التي راح ضحيتها عدد من ابناء البلدة وخاصة في الفترة الاخيرة لا تدع مجالا للشك ان هذا الشارع لا يصلح للترميم ويجب اغلاقه نهائيا وإنشاء شارع بديل".

تعقيب المجلس: "سيبدأ العمل فيه خلال الاسبوعين القادمين"
وتعقيبا على اقوال المواطنين حاول مراسلنا التحدث الى رئيس المجلس محمد شامي، إلا انه اصيب بوعكة صحية وانتدب مكانه مساعده محمد مصري للتعقيب على الموضوع، فقال: "آخر ما انجز في هذا الشارع من عمل كان في العام 1995، ومنذ ذلك الوقت شهد الشارع العديد من حوادث الطرق المروعة التي راح ضحيتها عدد من الشباب. هذا الشارع بحاجة الى عمل جبار ليعود شارعا بالمستوى المطلوب. بالمقابل نحن جزء من هذه الدولة التي تشهد حوادث سير مروعة ودامية ونحن جزء من كل، وسياسات الحكومات المتعاقبة والوزارات المعنية ما زالت تمارس سياسة التمييز والتهميش تجاه الاقلية العربية في شتى الميادين ومن ضمنها البنى التحتية والشوارع. لكن على الرغم من ذلك، استطعنا خلال السنة الاخيرة رصد ميزانية تبلغ حوالي 1.7 مليون شيكل لتصليح وترميم الشارع وسيبدأ العمل فيه خلال الاسبوعين القريبين".

وحول سؤال مراسلنا: لماذا العمل الان قبيل الانتخابات تحديدا؟!  قال مصري: "قضية ترميم الشارع هي تحصيل حاصل، وقد نجحنا بتحصيل ميزانية لذلك مؤخرا، ولا علاقة للانتخابات المحلية بالموضوع".

وردا على سؤال مراسلنا حول عدم انارة الشارع ليلا بالرغم من وجود اعمدة انارة قال مصري: "للأسف الشديد، تم اصلاح اعمدة الانارة عدة مرات لكن بعض النفوس المريضة تقوم احيانا بسرقة كوابل الكهرباء المعدنية من اجل جني بعض الاموال غير ابهين بالمصلحة العامة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]