يعيش مجتمعنا العربي في فصل الصيف ظواهر عديدة ، منها مثلا الأفراح ، المناسبات ، المخيّمات الصيفية ، الأعياد وخصوصاً عيد الفطر وشهر رمضان ، وإضافة لهذه الأمور هنالك ظاهرة أخرى تتضاعف سنوياً في فصل الصيف ، ألا وهي الحوادث البيتية والحوادث بشكل عام.

وأيماناً بعبارة "درهم وقاية خير من قنطار علاج" توجهنا للمستشارة التنظيمية في بطيرم المتخصصة في هذا المجال ردينة شقير، حاورناها حول الموضوع وبدورها وجّهت بعض النصائح وقد بدأت حديثها :" في فصل الصيف كما هو معروف فإن نسبة الحوادث تزيد ، وخصوصا حوادث الأطفال الذين يشاركون بأطر وفعاليات عديدة في الصيف بعض منها تحتاج لرقابة مكثفة من الأهل أو المسؤولين وأحيانا لا تحصل هذه الرقابة فتقع الحوادث للأسف ، نحن في بطيرم بدأنا منذ أعوام قليلة بنشر توجيهات ونصائح وفعلا كان لذلك نتيجة حيث انه مثلا في عام 2011 وقع 60 حادث خطير للأطفال وقد إنخفض العدد لـ 45 في العام 2012".

النصائح

ووجهت شقير نصائح للأمهات في فصل الصيف حيث قال :" أولاً في بركة المياة ، على الأم الإنتباه ثم الإنتباه والطفل الذي لا يعرف السباحة يجب أن لا يدخل البركة إلا بحال كونها مخصصه لجيله ، وغير مقبول بتاتاً أن يُلهي الأم أي شيء عن إبنها خلال سباحته ، يجب أن تبقى بجانب البركة تراقبه ، وحتى في البرك الصغيرة بداخل البيوت التي يجب أيضا إغلاقها بعد الإنتهاء من السباحة بداخلها".

وتابع المستشارة ردينة شقير :" طبعا في فصل الصيف الآن ولأنها عطلة يحب الأطفال التنزه بدراجاتهم الهوائية وتحصل العديد من حوادث الدهس أو السقوط لهذا يجب ان تنتبه الأم أن تلبس إبنها خوذة وقاية ، هذا ويجب التركيز على قضية شرب الماء وخصوصا في الرحلات ومسارات المشي ، والإنتباه في هذه المسارات من الحشرات السامة والأفاعي خصوصاً وأنها تنتشر في فصل الصيف".

وأضافت :" أم نوعا الحوادث الأكثر شهرة في المجتمع العربي فهما الدهس في ساحة المنزل والغرق ، والدهس إلى الوراء هي قضية خطيرة جدا تقع كثيراً في الوسط العربي حيث أن معظم البيوت العربية ترى موقف السيارة بساحة المنزل ، المكان الذي يلعب به الأطفال ، فيخرج الوالد أو أي شخص من العائلة ويرجع للوراء دون الإنتباه للطفل ، فتقع الكارثة . والغرق موضوع طويل وخطير ، فالمواطنين العرب إضافة لكونهم ليسوا بارعين بالسباحة جيداً يفضلون أيضا الدخول لشواطئ المجانية التي تمنع السباحة فيها حيث لا يجوجد منقذ ، فيدخل الشاب للبحر ولا يخرج إلا بعد أيامٍ مُحملا".

وعن شهر رمضان قالت شقير :"في السنوات الأخيرة يتزامن شهر رمضان المبارك مع العطلة الصيفية ، وفي رمضان نرى الأم مشغولة كثيراً في المطبخ ، لذا يجب الإنتباه للأطفال ومنعهم من دخول المطبخ خوفا من الإحتراق أو وقوع أي حوادث أخرى ".

وعن إحدى الظواهر المنتشرة حديثا أيضا وهي نسيان الطفل بداخل السيارة قالت :" يجب أن لا يكون أي شيء يشغل الوالد أو الوالدة وهو في السيارة ، فمثلا إستعمال الهاتف النقال قد يشغلهم وينسهم وجود الطفل معهم ، فينزلون من السيارة ويتركونه بداخلها ، وإن لم يكن السبب الإنشغال فقد يكون الإستخفاف بالأمر فيضن ولي الأمن أن تركه للطفل بضع دقائق بداخل السيارة لن يؤثر عليه وهذا خطأ كبير ، في حال النزول من السيارة يجب إخراج الطفل منها أيضا".

وأخيراً عن المخيمات والرحلات إلى خارج البلاد في الصيف قالت :" المخيمات الصيفية هي أطر مهمة جداً للأطفال في العطلة ولكن يجب على الأهل أن يفحصوا كل تفاصيل المخيم حيث قانويا يجب أن يكون المخيم مصادق من عدة وزارات ، وإرسال الطفل لمخيم غير مصادق عليه هو أمر خطير . أما الرحلات لخارج البلاد فيجب الإنتباه بالفنادق أولا من قضية الإستحمام ، فالطفل وإن كان بالبيت يستحم لوحده ربما لن يستطيع أن يحدد كيف تفتح الحنفية في الفندق فيحرق نفسه بالماء الساخن أو العكس ، وأيضا يجب الإنتباه إلى الشرفات ، فلا يخرج الطفل لوحده عليها لا سيما وأن بضعها تحوي مقاعد وطاولات ".

وفي النهاية تمنت المستشارة ردينة شقير عطلة صيفية آمنة للجميع .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]