ضمن البرنامج الشهري لمؤسسة محمود درويش، احتضن المركز الثقافي بكفر ياسيف مساء أمس ندوة سياسية للدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح. كانت المحاضرة تحت عنوان"الاستراتيجية الفلسطينية للمرحلة القادمة"، وقد رحب مدير المؤسسة عصام خوري بالضيف ومن ثم القى رئيس مجلس كفر ياسيف عوني توما كلمة مقتضبة...

الشعب الفلسطيني لن يستكين حتى اعادة فلسطين الى خارطة الجغرافيا 
وقد افتتح عريقات محاضرته حول الاستراتيجية الفلسطينية للقيادة والشعب قائلا: "إن استراتيجية شعبنا الفلسطيني الان وللاجيال القادمة هي واحدة ووحيدة وهي اعادة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية الى خارطة الجغرافيا"... وتابع: "بالامس شاهدنا ما يحدث في مصر وما يجري في سوريا ونتابع ما يحدث في العالم العربي ولا نتدخل في شؤونهم الداخلية. هدفنا الاساسي حماية ابناء شعبنا في هذين البلدين، وفي كل أماكن تواجده ووظيفتنا الاساسية حماية ابناء شعبنا. ما يحدث في العالم العربي من تطورات يؤلمنا كثيرا".

العلاقة مع الغرب 
وحول علاقة العرب بالغرب قال عريقات: "مشكلتنا مع الغرب ليست وليدة اليوم او امس، لكنها منذ عقود بل قرون. لم تبدا في ثورة تونس 2010 ولا في ثورة مصر 2011، لكنها بدات في طهران من عام 1951 حين فاز الدكتور محمد مصدق بالانتخابات وشكل حكومة لمكافحة الفساد وتاميم الشركات الاجنبية الاستعمارية . هذا الحال لم يرق لبريطانيا وحلفائها وعملائها في ايران فانقلبوا عليه ونزعوا سلطاته. هم يتشدقون بالديموقراطية وفي حقيقة الامر هذا اخر شيء يصبون اليه في عالمنا العربي. ويؤسفنا القول ان العلاقة بين العرب والغرب قائمة منذ عام 1688 بدون تحديدها ووجهتها".

حماس تفضل "تجارة الانفاق "على المصالحة الوطنية 
وعن قضية المصالحة مع حماس قال عريقات: "وضعنا الداخلي مزر ومحزن. وهذا الانقلاب المستمر في قطاع غزة ليس له أي تبرير وهو مستمر لغاية الان. واتساءل احيانا: لماذا نحاول دائما تسجيل النقاط على بعضنا؟!.. فالضفة الغربية والقدس وغزة كلاهما محتلان واختلافنا هو وصمة عار في جبيننا. نحن نعرف انه لا يمكن ان نحول حماس وادبياتها الى فتح والعكس صحيح، لذلك علينا جميعا تقع مسؤولية امام شعبنا والاجيال القادمة، وليعلم الجميع ان فلسطين والقدس اهم من فتح وحماس وسائر الحركات الفلسطينية. وعودة الى المصالحة: الاساس كان اتفاق القاهرة والدوحة، وحين نختلف علينا العودة الى الحوار ولا نلجا الى العنف والعنف المضاد، ونعود في اخر المطاف الى الشعب ليحسم في ما بيننا بصناديق الاقتراع. وقعنا اتفاق المصالحة الذي يقضي بإقامة حكومة تكنوقراط ومستقلين لمدة ثلاثة شهور وبعدها نحتكم لصوت الشعب في صناديق الاقتراع. نعم حركة حماس فازت في انتخابات 2006 وباركنا لرئيس الحكومة هنية، لكن للاسف الشديد كان سلوكه كرئيس لحركة حماس وليس لعموم الشعب الفلسطيني، واقول ان الاخ خالد مشعل مخلص ووطني ويريد المصالحة لكن للاسف الشديد فقد نمت مصالح الانفاق في قطاع غزة وفضلت حماس غزة ان تضحي باتفاق المصالحة من اجل (تجارة الانفاق)".

استراتيجية المفاوضات والتوصل الى سلام 
وفي موضوع المفاوضات قال عريقات: "وظيفة السلطة الفلسطينية تكمن في ازالة الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران من عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، لكن نتنياهو يستمر في تغيير وظيفة السلطة وهو يريدها سلطة لدفع الرواتب للموظفين فقط. يريد الدفع بقطاع غزة قدما ليبقى على ما هو عليه، لذلك اول نقطة في مواجهة استراتيجية اسرائيل تقتضي منا المصالحة والذهاب الى انتخابات رئاسية وتشريعية، وعلينا الحفاظ على وحدتنا في هذه المرحلة اكثر من أي وقت مضى. نعم نحن نقر ونعترف اننا لسنا مثاليين والبعض منا افسد الحياة السياسية، لكننا نعدكم ان تكون فلسطين دولة مضمون وقائمة على المكاشفة والمصارحة والمحاسبة ولن نقبل بفلسطين دون القدس. لا شك ان الجانب الاسرائيلي يعمل جاهدا في مضيعة الوقت بكل الوسائل، لكن لتفهم حكومة اسرائيل انها ستكون مسؤولة عن فشل المفاوضات والتوصل لاتفاق سلام مع الشعب الفلسطيني وليحاسبها التاريخ على ذلك"...

وردا على سؤال لمراسل موقع "بكرا" حول المفاوضات العبثية وعدم القدرة على التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل في ظل التعنت الاسرائيلي وخاصة من قبل الحومات اليمينية قال عريقات: "اوقفنا المفاوضات منذ سنوات بعد ان لمسنا ان حكومة اسرائيل تنوي مضيعة الوقت، لكننا لن نصبر كثيرا ولدينا خطط واستراتيجيات بديلة لا يمكن الخوض بها الان".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]