يوحي اسم «لجنة دبي للتصوير السينمائي» بأنها تهتم بالأعمال السينمائية فقط، إلا أن إمارة دبي التي بات يلقّبها البعض بـ«هوليوود الخليج» تمكنت هذا العام من أن تصبح موقع جذب للعديد من المسلسلات الخليجية خصوصاً، إلى درجة أن منتجي الكثير من الأعمال الكويتية باتوا يفضلون التصوير في دبي لاعتبارات كثيرة، وفي صدارتها البحث عن مواقع تصوير بكر وغير مستهلكة.
ومع ارتفاع حرارة الصيف، وحلول شهر رمضان المبارك هذا العام في الثلث الأول من تموز/يوليو، ازداد حرص المنتجين على تسريع وتيرة التصوير، وهو ما جعل العديد من الأعمال يتقاطع تصويرها في وقت واحد، حتى أن بعض الفنانين كانوا يضطرون للسفر بين إمارات مختلفة في يوم واحد، وهو أمر جديد على الممثل الإماراتي خصوصاً، الذي كان يعاني في السابق من ندرة الأعمال، مقارنة بنظيره الكويتي.

سلوم حداد مخرجاً

وفي بيئة صحراوية شديدة الحرارة، خاض الفنان السوري سلوم حداد أول تجربة إخراجية له في الإمارات، من خلال مسلسل «القياضة».
لكن حداد يشكو من ظاهرة ارتباط الكثير من الممثلين بأعمال متعددة، في أوقات متداخلة، ويؤكد أن تلك الظاهرة وإن كانت صحية من حيث عكسها لبيئة درامية نشطة، فهي شديدة الإرباك للمخرج وأسرة العمل.

وعلى سبيل المثال، تضطر الفنانة الإماراتية فاطمة الحوسني لمضاعفة مجهودها من أجل التوفيق بين أربعة أعمال درامية يجري تصويرها في وقت واحد تقريباً للعرض الرمضاني، وتسافر بشكل دائم من إمارة الفجيرة، وتحديداً في منطقة دبا الحصن، البعيدة عن المدينة، إلى دبي، وتعود في اليوم ذاته، قاطعة نحو300 كيلومتر، بسبب ارتباطها بمسلسل خليجي آخر يصور في دبي، ومعظم أبطاله من نجوم الدراما الكويتية وهو «محال».

قرية تراثية متكاملة

ورغم سعي معظم الجهات الإنتاجية في ظل حالة التنافس إلى التكتم حول المحتوى الدرامي للأعمال، فإن «لها» عاينت كواليس تصوير العديد من الأعمال التي تصور في الإمارات، وقد اصطحبنا مدير الديوان الأميري في إمارة الفجيرة الكاتب محمد سعيد الضنحاني الذي ألّف قصة مسلسل «القياضة» إلى كواليس العمل داخل قرية تراثية شاطئية شيدت خصيصاً لتصويره.

وقال الضنحاني إن العمل التراثي الذي يعود إلى ستينات القرن الماضي، يدور في إطار رومانسي، ويتطرق إلى طبيعة هذا المكان الذي كان يمثل استراحة للمسافرين عبر الصحراء، لافتاً إلى أنه «عبر هندسة الديكور بُنيت بيوت العريش، والبيوت الطينية التقليدية، وزُرعت أشجار النخيل، وعولجت كل مظاهر الحداثة التي طالت المكان عبر نحو نصف قرن.
أما بقايا تلك البيوت القديمة فتم ترميمها على نحو دقيق، مما يرشح موقع التصوير لأن يبقى قائما لخدمة مختلف الأعمال الدرامية ذات البعد التراثي التي تدور في فلك تلك المرحلة التاريخية».


«محال» خليجي عربي


تنشغل كاميرا شركة «عياد ميديا» للإنتاج التلفزيوني بتصوير مسلسل تظهر فيه أبرز المعالم السياحية لمدينتي دبي وأبو ظبي خصوصاً، وهو مسلسل «محال» الذي يخرجه الكويتي الشاب سلطان خسروه، ويلعب بطولته الكويتيان شهد الياسين ومحمود بوشهري، إلى جانب نخبة من نجوم الدراما الخليجية، منهم جاسم النبهان وفاطمة الحوسني بالإضافة إلى اللبنانية لاميتا فرنجية التي رصدتها «لها» في حالة تذمّر في الكواليس بسبب الإبراز المتعمد لنجوم الخليج على حسابها، كما تقول.

وكادت لاميتا فرنجية تنسحب من أكثر من موقف إعلامي لهذا السبب، وخصوصاً عندما أصرت الكويتية شهد الياسين على عدم منح الممثلين فرصة التحدث عن أدوارهم أمام الإعلام حول مسلسل «محال»، الأمر الذي أزعج لاميتا كثيرا، لولا تدخل صاحب شركة الإنتاج مازن عياد لاحتواء الوضع.

ويكسر المسلسل الجديد أيضاً فكرة صناعة أعمال درامية محلية، لصالح إنتاج مسلسلات خليجية تجمع نخبة من نجوم الدراما، إذ يشارك في العمل ممثلون من الكويت والإمارات والمملكة العربية والسعودية والبحرين، بالإضافة إلى مشاركات عربية أخرى متنوعة.
ويضم «محال» وجوهاً اعتاد المشاهد أن يتابع تألقها خصوصاً خلال الدراما الرمضانية، مثل عبد الرحمن العقل، منى شداد، عبد المحسن القصاب، أحمد السلمان، لطيفة المجرن، ملاك، ريم بو رحمة، والفنانة الكويتية مها محمد التي تتولى تنفيذ الإنتاج بالإضافة إلى مشاركتها الرئيسية في العمل.


فايزالسعيد وشذى حسون ورهان «يا مالكاً قلبي»


يراهن الفنان الإماراتي أحمد الجسمي صاحب شركة «جرناس» للإنتاج الفني، على مسلسل «يا مالكاً قلبي» الذي يعد الظهور الأول في مجال الدراما للمطرب والملحن الإماراتي فايز السعيد، في ثنائية تجمعه بالمطربة العراقية شذى حسون. أما النص فهو للسوري المقيم في القاهرة وائل نجم.
ويستوعب المسلسل عدداً من الممثلين اللبنانيين والمغاربة، بالإضافة إلى ممثلين من الإمارات والكويت منهم لمياء طارق.

وبصفتها تجربته الأولى، حظي فايز السعيد باهتمام خاص من مخرج العمل عارف الطويل، علماً أن مصادر أكدت لـ«لها» أن الجسمي صرف وقتاً طويلاً جداً قبل أن يحصل على موافقة السعيد على أداء هذا الدور، فضلاً عن أنه لم يتوانَ عن تلبية شروط الفنان قبل توقيع العقد، في حين أن التجربة ذاتها تعد الثانية فقط للمطربة العراقية شذى حسون.

الجسمي نفسه الذي أصبح أحد أهم المنتجين في الدراما الخليجية، خاض سباقاً مع الزمن لإنجاز أعمال أخرى للعرض الرمضاني، منها مسلسل «يا من هواه» الذي يخرجه أحمد يعقوب المقلة.
وللمفارقة فإن عدداً من نجوم أعمال أخرى تصوّر في الوقت نفسه، مثل شهد الياسين وفاطمة الحوسني، هم ضمن قائمة أبطال «يا من هواه» الذي فاجأت أسرته صحافيي جريدة «البيان» الإماراتية بتصوير مشاهد رئيسية في المسلسل في مقرّ الصحيفة في شارع الشيخ زايد.


دبي سحبت البساط

الفنانة الكويتية زهرة الخرجي اعترفت بأن دبي سحبت البساط بقوة من تحت أقدام الكويتيين في استضافة تصوير العديد من المسلسلات الخليجية، مشيرة إلى أن تشدّد الرقابة الكويتية في إجازة النصوص، واحتياجها وقتاً أطول من المعتاد لتمريرها، فضلاً عن رغبة المخرجين في البحث عن أماكن غير مستهلكة، منحت دبي أولوية هذا العام، إلى درجة أن الكثير من الممثلين الكويتيين باتوا يحملون أرقام هواتف إماراتية بشكل دائم.

في هذه الأثناء، تبقى الإمارات حاضنة لمسلسلات مصرية وسورية متعددة يتم تصوير مشاهدها للحاق بالموسم الرمضاني، منها المسلسل السوري «حمام شامي»، وغيره من الأعمال التي تستثمر البنية التحتية المؤهلة، ومواقع التصوير البكر، وتسهيلات كثيرة تقدم لشركات الإنتاج، سواء من مدينة دبي للاستوديوهات، أو لجنة دبي للتصوير السينمائي، لا سيما في ظل عدم الاستقرار الأمني والسياسي في عدد من العواصم العربية التي اعتادت أن تقوم بهذا الدور.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]