عندما خيم الظلام، ورجع فادي لمنزله الكائن في بيرزيت قضاء رام الله، يريد أن يرتاح من عناء يومه من دراسة وذهاب وإياب، وإذا بجنود الاحتلال وآلياتهم يقتحمون المنزل ويعلنون اعتقال فادي 27 عاماً، وكان ذلك بتاريخ: 19/5/2013.

فبعد أن أنهى الفصل الدراسي الأول في دراسة الماجستير تخصص دراسات دولية في جامعة بيرزيت، وسجل للفصل الثاني على عجل ليتمكن من إنهاء دراسته والسير قدماً نحو مستقبله... كانت عثرة الأسر والاعتقال تنتظره ليصبح أسيراً في سجون الاحتلال.


وفي حديثها لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، تقول مرام غانم وهي شقيقة الأسير فادي:" كان أخي فادي مسرور جداً بأنه أنهى واجتاز الفصل الدراسي الأول لشهادة الماجستير بنجاح وتوفيق من الله عزوجل، وظل مصمماً على إكمال مسيرة العلم والنجاح وكان ينتظر بدء الفصل الدراسي الثاني حتى يقطع به شوطاً آخر من أشواط النجاح، إلا أن الاحتلال الاسرائيلي عدو النجاح والتقدم لفلسطين وأبنائها أعاق ذلك باعتقاله".

مرام أكدت إن اعتقال فادي ليس الأول، بل كان قد تعرض سابقاً لسلسلة من الاعتقالات لدى الاحتلال الاسرائيلي، الذي اعتقله لأول مرة بتاريخ: 11/12/2004، وحكم عليه بالسجن تسعة أشهر، وكان حينها لا يزال طالباً جامعياً، كما اعتقل مرة أخرى بتاريخ: 25/11/2007، وحكم عليه بالسجن 14 شهراً، وكان أيضاً في تلك الفترة لا يزال طالباً يكمل شهادة البكالوريوس في جامعة بيرزيت، تخصص تجارة، أما المرة ما قبل الأخيرة فكانت بتاريخ: 2/9/2010، وفي ذلك الحين تم تحويله للاعتقال الإداري الذي قضى فيه 22 شهراً.

اعتقاله الإداري كان الحدث المفاجئ:

أما الأمر المفاجئ وبعد اعتقال فادي والأمر الذي كان الأصعب، فهو تحويله للاعتقال الإداري لستة أشهر، وهو حالياً في سجن عوفر، وينتظر أن تنقضي الأشهر الستة سريعاً، وأن لا يكون هناك أي تجديد لاعتقاله الإداري مرة أخرى.

عائلة فادي لا زالت غير مطمئنة على وضع أسيرها، فهي لم تتمكن من زيارته حتى الآن، فمن المعروف لدى سلطات الاحتلال أن الأسير يحرم من زيارة ذويه في بداية الاعتقال، الأمر الذي يكون شاقاً على عائلته وخاصة لما تعلمه العائلة وتسمع عنه حول ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال من التحقيق وممارسات الاحتلال الأخرى الضاغطة عليهم في الفترة الأولى من الأسر.

عروس فادي... تفتقده

من ناحية أخرى، تحدثت لمركز أحرار، سيما متولي، خطيبة الأسير فادي، والتي كان اعتقال فادي عليها صعباً للغاية، وأكدت إن الصعوبة الأكبر تكمن في الفراغ الذي تركه فادي في حياتها منذ الدقيقة واللحظة الأولى لاعتقاله، متمنية من الله أن يعجل له الفرج القريب .

وتقول سيما:" أنا وفادي مخطوبين منذ أربعة أشهر، عشنا لحظات جميلة وكنت سعيدة بكل لحظة عشتها مع فادي، ذلك الإنسان الهادئ الصادق العطوف، الذي هزني نبأ اعتقاله منذ البداية، لكنني فيما بعدجلست وهدأت من نفسي ثم دعوت الله أن يثبتني في أول امتحان لي مع شريك حياتي، وأن يثبته في أسره ومحنته".
سيما التي بدت صابرة محتسبة لاعتقال خطيبها،وتتوجه له بالدعاء دائماً أرادت توجيه رسالتين، أحدها للأسرى في سجون الاحتلال عامة، والأخرى لخطيبها خاصة وقالت موجهة حديثها للأسرى:" عليكم تحدي الواقع ومواصلة الحياة والإيمان بأن هذه الظروف لن تبقى على ما هي عليه".
أما رسالة سيما لفادي فكانت:" أدعوك يا فادي بالصبر ثم الصبر ثم الصبر والأمل واحتساب هذه الأيام في سبيل الله، وأقول لك رغم بُعد اللقاء، سأظل على عهدك أترقب عودتك، فتلك هي معركة الأحرار وضريبة حرية الوطن، وأن الحكم لله وسلاحنا هو الدعاء، وفي نهاية حديثي أقول لك: " أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .. بحفظه و رعايته وأمنه وأمانه"
وأضافت سيما في رسالتها الى كل ام و اخت و زوجة اسير .. عيشوا هذه الايام بمرارتها و حلاوتها و استقبلي الايام القادمة و قد فتحتي ابواب الامل بابتسامتك الصامدة ، فابنك يا اماه و زوجك و شقيقك يا اختاه حتما سيعود ليزين البيوت الدافئة و ينعم بدفء اهلها المرابطين ، دعي أملك بالله كبير و ظنك بالله لم و لن يخيب .
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان أن فادي حمد من قيادات الحركة الطلابية الفلسطينية ورئيس مجلس اتحاد الطلبه السابق في جامعة بيرزيت يستهدفه الإحتلال بالإعتقال المتكرر لمنعه من مواصلة مشواره الأكاديمي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]