حسب التوقعات، من المفترض أن يشهد نهار اليوم الإثنين، أكبر حراك شعبي فلسطيني في الداخل منذ سنوات عديدة. فقد أعلنت لجنة المتابعة العليا خلال وقت سابق الإضراب العام والشامل، بالإضافة لعدد كبير من المظاهرات الاحتجاجية في كافة القرى والمدن في البلاد وعلى عدد من المفارق الرئيسية وذلك إحتجاجاً على قانون برافر العنصري والممارسات العنصرية التي تقوم بها الدولة ضد المواطنين العرب من هدم بيوت ومصادرة أراضي وغيرها.

إبن النقب ، النائب السابق ورئيس الحزب الديمقراطي العربي المحامي طلب الصانع أكد لموقع "بكرا" أن هذا الحراك الجماهيري العربي سيكون أمرا غير مسبوق، ويشدد على وحدة جماهيرنا العربي الفلسطيني في الداخل، حيث قال: "تكاتف الجماهير وتضامهنا يعتبر سابقة جديدة بالتعاطي مع قضايانا، ويدل على أن النقب لن يواجه مشاكل النقب لوحده ولا الجليل سيواجه مشاكل الجليل لوحده ، فالشعب كله سيواجه كل المشاكل وهذه الوحدة هي رسالة تجاه أنفسنا ورسالة للسلطة بأن ما كان في الماضي عندما كانت تهدم بيت المواطن العربي وتواجهه بمفرده لم يعد، وأنها اليوم تواجه شعباً كاملا، شعبا يتعاطى مع القضية برؤية جماعية وطنية صادقة".

وتابع :"هذا الحراك يقوي صمود أهل النقب في العراقيب وفي كل القرى غير المعترف بها ويشحن الجماهير النقباوية بقوة هائلة لمواجهة المرحلة القادمة حيث يدركون أن هنالك دعما وامتدادا لهم، والجديد في المعادلة أن الجماهير العربية أصبحت في موقع المبادرة لا في موقع الدفاع. المطالبة بالإعتراف بكل القرى، الإعتراف بأننا أصحاب الوطن الأصليين. المعادلة أصبحت بأن تكون دولة إسرائيل دولة تتعاطى مع مواطنيها على قدر من المساواة أو دولة أبرتهايد .. إما أن تكون هنالك عدالة إجتماعية او يكون فصل عنصري ".

أخطر حتى من يوم الأرض ، فالأسباب هنا أكبر
سألناه عن تشبيه هذا الحراك بيوم الأرض فقال: "أولا، القاسم مشترك وهو الأرض. ولكن في يوم الأرض ثارت الجماهير لأن السلطة صادرت نحو 20 ألف دونم، واليوم يدور الحديث عن مصادرة 860 ألف دونم. وهنالك عوامل أخرى خطيرة لم تكن في يوم الأرض مثل ترحيل 30 قرية عربية فلسطينية قائمة قبل دولة إسرائيل، وهي قرى جريمتها فقط أن سكانها فلسطينيون عرب. هذا المخطط يهدف إلى تهجير نحو 60 الف مواطن فلسطيني، والأخطر من ذلك كله أن الدولة لا تكتفي بالمصادرة بل تعمل على تحويل هذا المخطط إلى قانون يكون ساري المفعول على العرب في النقب فقط ، لا يوجد أي دولة ديمقراطية في العالم تسن قوانين ضد مواطنين حسب إنتمائاتهم القومية !!".

وتابع: "نحن نتحدث عن مخطط صهيوني تتم شرعنته بقانون يهدف إلى إعادة شريحة واسعة من الشعب إلى ما يسمي الحكم العسكري - دائرة اراضي اسرائيل. لذا فقد قرر شعبنا عدم السكوت، وهنالك أيضا خطوات قادمة منها تشكيل لجنة توجيه عليا تمثل كل الشرائح، تتحرك من قوة الإرادة وكل الإحساس لأن هذا مستقبلنا مسؤوليتنا ومصيرنا، وتقوم بقيادة الحراك الجماهيري وتعمل وفقا لتوجيهات لجنة المتابعة، حيث أن هذا عمل عام لتوحيد الجهد. إضافة إلى ذلك ثمة لجنة عمل على اللوبي البرلماني لتفعيل القضية في الكنيست وعلى المستوى الدولي لفضح الممارسات الإٍسرائيلية، فنقطة قوة إسرائيل هي ديمقراطيتها وهي تستخدم العرب كدليل وبرهان على هذه الديمقراطية ونحن سنكون البرهان على عنصريتها ، فهذا إمتحان يثبت أنها سقطت سقوطاً رهيبا ، اصبحت دولة أبرتهايد ".

وأضاف: "في 13.5 كانت هناك مسيرة كبيرة وجبارة وغدا سنتطلق مسيرة يوم الغضب من ساحة جامعة بن جريون إلى مكتب سلطة التهجير والترحيل التي تسمى سلطة توطين البدو، والمفارقة أن الكنيست غدا ستناقش مخطط برافر، وأي لجنة ستكون المتخصصة بمناقشة القانون من اجل اقراره ، فالحكومة تصعد ممارستها بنفس الموضوع خلال حراكنا ضده".

رجا إغبارية :" نحن أمام يوم أرض جديد"
أما أمين عام حركة أبناء البلد ومنسق حراك اليوم من قبل اللجنة المنظمة المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا رجا إغبارية فقال: "أدعو جماهير شعبنا لإنجاح الإضراب العام بشكل مطلق وأن تشارك بكثافة في التظاهرات التي أعلن أنها ستقام على مفارق الطرق في مختلف القرى، وأريد أن اؤكد أن جميع التظاهرات التي تم الإعلان عنها سابقا قائمة وأن الجميع مطالب بأن يشارك في التظاهرات، ففي هذا اليوم يجب ان نرد على مبادرة حكام إسرائيل بالإستمرار بهذا المشروع الأسود والذي سيتم طرحه غدا على لجنة الكنيست. لذلك لا مجال لأحد أن يبقى في بيته، علينا جميعا أن نحتشد وهذا يوم غضب علينا أن نفهم فيه السلطات أننا لن نسمح بمصادرة اراضينا والإستمرار بهذه الممارسات ضدنا".
وتابع: "اعتقد أننا أمام يوم أرض جديد رغم الظروف الرمضانية التي نعيشها، لأن الحكومة الإسرائيلية مصرة على محاربة الجماهير العربية ومصرة على الإستمرار بقوانينها العنصرية"..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]