حتمًا سيأتي اليوم الذي تُقرع فيه أجراس العودة، ويعود اللاجئون إلى ديارهم، لا تسألوا متى العودة لكنها قريبة، وهي بعين شبابها. اختتم القائمون على مشروع تصور العودة الشبابي " عُدنا" يوم أمس الجُمعة (23.8) الفعاليات النهائية للمشروع، خلال أُمسية فنية وثقافية، تمت على أراضي قرية معلول المُهجرة، الواقعة (6 كم غرب مدينة الناصرة)، التي تم تهجيرها في (15.7.48).

العودة في عيون الشباب...

المشروع مُشترك بين أربع جمعيات شبابية ووطنية، وهُم؛ جمعية بلدنا، جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، جمعية حق الشبابية وزوخروت، بتمويل من مؤسسة ( Herks epper) ويهدف المشروع لتذويت الانتماء إلى القضية الفلسطينية، والمطالبة بحق العودة إلى القُرى المُهجرة بين أبناء الجيل الثالث والرابع للنكبة، من خلال مشروع شبابي أطلق عليه لاحقًا " عُدنا"، بمرافقة مُرشدي المجموعات الذين تم اختيارهم من قبل الجمعيات، وهم؛ علي مواسي - مُرشدًا لمجموعة قرية اللجون المُهجرة قضاء جنين، عُدنا قُبطي مُرشدة لمجموعة قرية معلول المُهجرة- قضاء الناصرة، شادي عكر مُرشدًا لمجموعة قرية ميعار المُهجرة – قضاء عكا، جريس مُرشدًا لمجموعة قرية إقرث قضاء عكا، ونرمين موعد مرشدة لمجموعة قرية صفورية المُهجرة – قضاء الناصرة.

عروض المجموعات

وتولى عرافة الأمسية الناشط الاجتماعي علي مواسي، التي افتتحت بالنشيد الفلسطيني الأول موطني، وتخللت الأمسية فقرة فنية من تقديم الفنان علاء عزام، وكلمة ألقتها الناشطة عُدنا قُبطي كلمة ترحيبية بإسم أهالي قرية معلول المُهجرة، بالإضافة إلى عرض فني للفنان ولاء سبيت الذي لاقى تفاعلاً كبيرًا بين الحاضرين، الذين شبكوا أيديهم حين انتهت الفقرة الفنية ورقصوا سويةً الدحية ( السحجة ) الفلسطينية، على أنغام الأغنيات الفلسطينية التراثية- المعروفة بالحدا.

ومن ثم بدأ عرض أعمال المجموعات الخمس المشاركة. كان اختيار المشروع النهائي أمام المجموعات مفتوحًا، وكل مجموعة اختارت العمل الذي يُناسبها ويجسد صورة العودة بأعين المتطوعين والمتطوعات فيها.

وتجسد تصور العودة في أعين العائدين ضمن المشروع المذكور، من خلال إقامة وإنشاء إستاد إقرث الدولي الذي تم افتتاحه مؤخرًا، وسط ضجة إعلامية، وفوز فريق أبناء إقرث الشبابي، بالإضافة إلى فيديو يلخص مشروع العودة، وهتافات المشاركين.

بينما قرية صفورية، فكانت جسدت عودتها بالكلمة والأغنية، من خلال أغنية صفورية تجمعُنا التي قام بغنائها وكتابتها فرقة SOP صرخة سلام، ورافقتهم بالأداء لمى أبو غنام وعزف العود جورج قندلفت، وكان الهدف من تجسيد العودة بالأغنية، لأنه في نظر المجموعة الكلمة والأغنية هي بندقية اذا حسُن استخدامها، وتعيش عمرًا أطول بين الناس، مثل أغاني سيد درويش والشيخ إمام، ومرسيل خليفة وغيرهم.

وقد ساهم في كتابة الأغنية والعمل على الكليب مجموعة المتطوعين والمتطوعات، هيا أبو أحمد، منار موعد، توجان منصور، بمشاركة أروى حصري، روان جبارين، مصطفى قبلاوي، ومرشدة المشروع نرمين موعد.بالإضافة إلى عرض فيديو وثائقي عن صفورية وتصور العودة، خلال لقاءات مع عددٍ من مهجري صفورية، الذين عاشوا النكبة، والأجيال السالفة، الذين طُرح عليهم سؤالان؛ ماذا تعني لكم صفورية، وكيف تتصورون العودة لها؟

وبدورها، أطلقت مجموعة اللجون على مشروعها " بسواعدنا"، إذ عملت مجموعة اللجون على بناء خريطة هيكلية لقرية اللجون المُهجرة، التي قام بتصميمها المهندس المعماري شادي حبيب الله، وكان المشروع عبارة عن تصميم ثلاثي الأبعاد، تظهر فيه قرية اللجون مُشي يدمج بين الحياة القرية الفلسطينية البسيطة، وبين الحياة العصرية التي نعيشها اليوم، مع الحفاظ على الطابع المعماري الفلسطيني. 

أما قرية معلول، فقد قام المتطوعون بكتابة لافتات استعلامية كُتب عليها، أسماء الأماكن الحيوية، التي منن المفروض أن تكون مسجلة في أي مدينة أو قرية، مثل أسماء المدارس، والحضانات، العيادات والمجلس، مسارح وغيره، ضمن مشروع العودة للقرية، وهي من عمل المتتطوعين والمتطوعات؛ روزين عودة، على علي الصالح، سوار معبوك، بيتر حنا، هيا عباس، ولمى أبو غانم، بالإضافة قصيدة مؤثرة تحت عنوان " يا نور العين" كلمات علي الصالح، وإلقاء سوار معبوك، كما قاموا بإنتاج فيلمًا وثائقيًا ، الذي يتمحور حول عنوان واحد مقولة بن غوريون، الكبار يموتون والصغار ينسون، وما مدى مصداقية هذه المقولة!؟

واختتمت الأمسية بعرض فيلم قرية ميعار الوثائقي، الذي تم تصويره على أراضي القرية المُهجرة، مع أشخاص عاشوا النكبة، ومع أبناء الجيل الثالث والرابع للنكبة، الذين تحدثوا عن انتمائهم للقرية والوطن المسلوب.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]