لم يتخيل طلاب المدارس في دبورية ولا اهاليهم في أسوأ كوابيسهم ، ان تنفذ في القرية مجزرة كالتي وقعت يوم أول أمس الاول الأحد ، حيث لم يتصوروا ان يقدم أب على قتل ابنتيه وطليقته وآخر بلا رحمة ولا شفقة ، ولم نر من قبل شخصاً يطلق النار على خمسة أشخاص في عدة أماكن ، أي يتنقل من موقع لآخر دون أن يفكّر حتى خلال تنقله ، أن يتروى .

القاتل المنتحر بشير نجار قتل أول أمس الأحد إبنته مادلين التي تتعلم بالثانوية بالصف الثاني عشر ، وحاول قتل إبنته الأخرى أماني فتسبب لها بجروح حرجة وحياتها مهددة بالخطر وهما أبنتاه من طليقته الأولى ، وتابع مجزرته و إنتقل إلى مكان عمل طليقته الثانية زهيرة ججيني فقتلها وقتل إبنتهما الجميلة لمى ألتي لم تبلغ 5 سنوات بعد ، ثم توجه لبيت أحد موظفي بيت الآباء وهو عبد السلام عزايزة وقتله هو الآخر، أيضا بدم بارد وبلا سبب ، ليقتل نفسه بعد ذلك ، وتكون نهايته أفضل مما يستحق حتى .

مدارس دبورية يوم الحادثة أبقت الطلاب داخل الصفوف وقد أستدعي عدد من المختصين النفسيين الذين تابعوا حالة الطلاب ، وفي اليوم التالي للحادثة ، أي يوم أمس الإثنين ، لم تفتح المدارس أبوابها إلتزاما بالحداد الذي أعلنته اللجنة الشعبية ، واليوم ومع ساعات الصباح عاد الطلاب لمدارسهم ، حيث إستقبلهم فيها إضافة إلى المعلمين ، طواقم من الخبراء النفسيين الذين وصلوا بالتعاون مع المجلس ووزارة المعارف .

الطلاب ينصتون لمعلميهم وسط حزن شديد

المدرسة الثانوية في دبورية هي أكثر المدارس تأثرا بهذه الحادثة حيث أن القتيلة المغدورة مادلين نجار هي طالبة بالمدرسة وأختها المصابة أماني أيضاً طالبة بالمدرسة إضافة إلى إبنة المرحوم عبد السلام عزايزة، ومع تجمع الطلاب في ساحة المدرسة في الصباح ، وبجانبهم صورة المرحومة مادلين ، بدأ مدير المدرسة المربي فريد يوسف كلمته ، فتحدث عن مدى الأسى الذي تعيشه القرية وحجم الحزن الذي يعتري كل شخص فيها منوهاً من ناحية اخرى أن هذه الحادثة هي حادثة إستثنائية وأن دبورية ، البلدة الطيب بأهلها لا تحصل فيها مثل هذه الحوادث وانها لن تتكرر، ثم كانت كلمة للأستاذ الشيخ روحي يوسف الذي أكد على كلام مدير المدرسة وتحدث عن بعض الأمور من منظورها الديني ، فنصت الطلاب له وسط حزن شديد بدا ظاهراً على الوجوه.

مادلين ، فنانة جعلت من جدران المدرسة لوحات فنية

الأستاذ شوقي صفوري أخذنا بجولة بداخل المدرسة ، في الأروقة وفي الصفوف ورأينا في كل مكان بالمدرسة ما يذكر الطلاب والمعلمين بمادلين ، فمادلين كانت رسّامة المدرسة وكل جدران المدرسة مزيّنة برسومات بالغة الروعة ، هي من قامت برسمها وكلها تحمل توقيعها.

مقعدها فارغ وبكاء الصديقات لا ينتهي

دخلنا الى صف المرحومة مادلين ، وقد كان فارغاً حيث أن أبناء صفها لا يزالون يعانون من فقدانهم لزميلتهم ، فقمنا بتصوير كرسيّها الخالي لننتقل بعد ذلك لصف شقيقتها أماني ، التي تعاني في المستشفى بين الحياة والموت حيث أن الأطباء وبعد عملية جراحية في رأسها إستمرت مدة ثماني ساعات اخرجوا خلالها الرصاصة من رأسها، وهناك في صف أماني وجدنا عددا من زملائها وزميلاتها ، الذين رفضوا الحديث ، أو بصورة أكثر وضوحاً ، لم يستطيعوا ، فقد غلب البكاء بعضهم ، وسيطر الحزن على الآخرين.

من أفضل طالبات المدرسة

مدير المدرسة المربي فريد يوسف تحدث عن الأسى الذي تعيشه القرية بعد هذه الحادثة وأمتدح المرحومة كثيراً ، قال إنها من أفضل الطالبات بالمدرسة ، وأن الأبتسامة لم تكن تفارقها وأن أعمالها الفنية لوحدها توضح مدى رقتها وذكائها وإبداعها ، وتمنى المدير الشفاء للشقيقة أماني ذاكراً أن المدرسة ومنذ أو يوم عملت بشكل جدي وتوجهت لوزارة المعارف التي بدورها تعاونت بشكل كبير وأرسلت عشرات الأخصائيين النفسيين لمعالجة الطلاب ومحادثتهم ، وقد تحدث المدير أيضاً عن الطلاب الذين كانوا شهود عيان على الحادثة وكانوا بجانب الشقيقتين، وقال أنهم حتى الآن لم يحضروا للمدرسة وأن حالتهم النفسية صعبة ، في النهاية تمنى المدير فريد يوسف الرحمة للطالبة القتيلة مادلين ولكل قتلى المجزرة البشعة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]