طبول الحرب تقرع في المنطقة مع تهديدات الولايات المتحدة بشن هجمات عسكرية على سوريا بحجة السلاح الكيماوي الذي راح ضحيته المئات من المواطنين السوريين ...لكن في عام النكبة لم تكتشف بعد غالبية دول العالم للسلاح الكيماوي ،لكن سلاح الجراثيم البدائي كان موجودا وخاصة اثناء الحرب في فلسطين،فقد نجح الجيش الاسرائيلي بما فشل به نابليون في مدينة عكا، فقد تصدّت عكا لليهود كما تصدت سابقا لنابليون، لكن الفارق بين الاثنين، أن نابليون التزم بقوانين الحروب التي تمنع الإبادة الجماعية لغير المقاتلين، أما الجيش الاسرائيلي فقد تحدى هذه القوانين عندما لوّث المصدر الوحيد لمياه الشرب بجراثيم التيفوئيد، هذه المياه التي تمر عبر قناة مكشوفة من الكابري وحتى مدينة عكا، والتي تمتد على مسافة عشرة كيلومترات إلى الشمال من المدينة، هذه الجراثيم أُودّت بحياة 70 مواطنا عكاويا، و 55 جنديا بريطانيا.

وكان من نتائج هذه الجريمة بالإضافة إلى القصف الشديد الذي تعرُضت له المدينة وكذلك أصوات المايكروفونات التي دوت "استسلموا أو انتحروا"،" سنبيدكم حتى آخر رجل فيكم" هذه الأمور مجتمعة أدُت إلى سقوط مدينة عكا يوم 6/5/1948.

وقد روى الملازم "بوتيت" وهو مراقب فرنسي تابع للأمم المتحدة أنه بعد سقوط عكا بيد الجيش الاسرائيلي فقد تعرضت المدينة لحملة تخريب منظمة واسعة النطاق قام بها الجيش وشملت الأثاث والملابس وكل شيء قد يكون مفيدا للمهاجرين اليهود، كذلك تشير تقارير الصليب الأحمر الدولي التي أرسلوها إلى مركزهم الرئيسي أن تفشيا مفاجئا لمرض التيفوئيد قد انتشر بين سكان المدينة وأنُ مصدره خارجيا ويشتبه المواطنون أن الذي فعل ذلك هم الهاغاناة .

في 6/حزيران/ 1948م عقد اجتماع طارئ في مستشفى عكا اللبناني, التابع للصليب الأحمر وحضر الاجتماع كل من البريغادير "بيفريدج" رئيس الخدمات الطبية البريطانية والكولونيل "بونيت" من الجيش البريطاني والدكتور "ماكلين" من الخدمات الطبية والسيد "دو مورون" مندوب الصليب الأحمر في فلسطين، وموظفون حكوميون يمثلون المدينة وذلك لمناقشة أسباب المرض الذي أودى بحياة سبعين شخصا، وقد قرر المجتمعون أن هذا الوباء مصدره دون شك مياه الشرب الملوثة التي تصل إلى عكا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]