سألْتُ نفسي لو علمَتْ "جميله" أنّ ابنَها أسيل سيموت قبلَها هل كانت ستوافق أن يأتي إلى هذه الحياة؟ هل الحياة الجديدة التي يتمتع بها أسيلُ الآن كانت هي حلمُ أسيل؟ الشهداءُ لا يموتون؟ "إنّهم أحياءٌ في قلوب أمّهاتهم يُرزقون" ما فائدة الموت ؟ ولماذا وُلِدنا ؟ هلْ من اجل أن نموتْ؟ كلما نظرتُ في عيون أبيك "حسن" أدركتُ بأنّك فجّرتَ برحيلكَ هذا نهراً متجمّداً من الدموع... ابن شقيقتكَ أسيل كان يحمل صورتكَ ويبحث في قاعة الماس عن خالٍ لم يَرهُ إلاّ من خلال عيون أُمّه... يبحث ويبحثُ... ولا يجد ما يبحث عنه، فتضمُّه جدّتهُ إلى صدرها ليسمعَ دقّات قلبها الممزوجةِ بآهات أسيل.. ما كلّ هذا الموت المجنون الذي لا يرحم !...ولمَ لمْ يُؤجلْ القاتلُ رصاصتهُ ؟ أسيل يبحث عن أسيل...ليقُل يا خالي تعالَ لأضُمَّك، تعال لأُقبّلك يا أيها البربريُّ لماذا لم تؤجل رصاصُتك ...ولماذا لم يُعمكَ الربّ عندما وجّهت حقدك باتّجاه عنقِ أسيل الذي لم يمتْ ... "إنّهم أحياءٌ في قلوب أمّهاتهم يُرزقون" 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]