لا تمُر مُناسبة سعيدة، دون أن تكون أغاني عملاق الطرب وديع الصافي سميرة هذه السهرة – بصوته أو من خلال أغانيه، التي تعودت مسامعنا لأن تكون حاضرة فيها، من الجبلية إلى الوطنية، إلى الأعمال المسرحية الرحبانية التي حفظناها ورددناها كثيرًا، وسنرددها إلى المدى البعيد.

في الأمس، غيّب الموت صاحب الصوت الصافي الجبلي العذب، الذي يتميز بقماشة صوتية، أجمل "قطعة من سماء" الفن العربي، ولن تتكرر.

فما أن سمع محبو الفنان وديع الصافي، نبأ وفاته تهاتفوا على نعيه عبر صفحات الفيسبوك الخاصة بهم، ومن بينهم الفنانين على مستوى العالم العربي وعلى المستوى المحلي.

ومن بين الفنانين الذين تحدثنا معهم على المستوى الفن المحلي من الداخل الفلسطيني؛ الفنانة ريم بنا التي كتبت على صفحتها في الفيسبوك:

" وديع الصافي .. يا صفاء الصوت والقلب .. لتكُن الأرض ريشاً ناعماً يحضن جسدك .. ولتكُن السماء لك مسرحاً .. ترنوا أعيننا إليك .. إلى أعلى .. كُلّما ضاقت بنا تلك الأصوات بلا روح .. "

وفي حديثٍ هاتفي مع الفنانة النصراوية ريم بنا قالت: يرتبط صوت وديع الصافي في ذاكرتي، بأعماله الفنية مع الرحابنة وفيروز، وهو بالطبع، واحد من أهم أصوات الفنانين الرجال، الذي تميز باستخدامه تقنية ديناميكية، تدمج بين الغناء الحنون والقوّي، والنغمة النقية التي تبرز عظمة صوته، التي استخدمها بشكل متنوع دخل إلى روح مستمعيه بكل سلاسة، مما جعله ينجح على المستوى العربي والعالمي، إنه بالتأكيد خسارة للموسيقى والغناء العربي، وفقدانه كبير جدًا.

بينما نعتْ الفنانة فيوليت سلامة، الصافي، حين وصفته بالمدرسة بالمدرسة والصوت الذي لا يتكرر، الذي ترك فراغًا كبيرًا في عالم الفن العربي، مُشيرةً أن هذه الثروة الفنية، ستبقى رغم رحيله عنا، مثلما رحلوا كبار الفن الذين سبقوه، وبقيت أعمالهم تذكرنا بهم، وخاصة اللون الفني الذي يُؤديه الفنان وديع الصافي الذي يتناوله العديد من الفنانين الذي هو بالنسبة لهم المثل الأعلى في الغناء والطرب.

وقالت الفنانة فيوليت سلامة، أنها التقت بالصافي خلال جولتها الفنية في الولايات المتحدة وفي الأردن، وعبر لها عن إعجابه بصوتها، وكان قد أهداها ثلاث أغنياتٍ، من بينهم أغنية " الخُضرة والمياه"، لكنه تعذر عليها تسجيلها لظروف خاصة، التي قام هو بغنائها لاحقًا، وعبرتْ عن ندمها لعدم تسجيل الأغنيات، متمنية أن تسمح لها الفرصة مستقبلاً بتسجيلهم، معتبرةً أن هذا شرف بالنسبة لها.

خليل أبو نقولا: الصافي أبي الروحي فنيًا..

وبكل تأثر، وصف الفنان النصراوي، خليل أبو نقولا، الصافي بعلمه الأول والأب الروحي له في عالم الفن، ومدرسة الغناء العريق والموسيقى.
ويصف رحيله بالخسارة الكبيرة التي لا تعوض، إن كان على المستوى الفني والموسيقى العربية، وعلى المستوى الإنساني الذي كان يُعرف بطيبة قلبه وتواضعه.

وعلى الصعيد الفني فهو يعتبر مدرسة فنية عريقة، تعلم منها وتدرب على اتقانها والاستماع لها منذ أن كان صغيرًا، مؤكدًا أنه فنان لا يتكرر.

وقال الفنان أبو نقولا انه التقاه في عام (94) في مؤتمر الموسيقى العربية في القاهرة، وكانت هذه المرة الأولى والوحيدة، لم تسمح له الفرصة في لقائه مجددًا.

وقال أنه تضايق جدًا عند أنذر بخبر وفاته، مؤكدًا أنه يعتبره والده الروحي رغم المسافة البعيدة ( جغرافيًا) بينهما، لكنه قريبًا منه فنيًا، وتمنى في نهاية الحديث الرحمة له، وكل ما سيعوضنا على فراقه هو سماع صوته، التي ستعيش بيننا حتى أجيالٍ بعيدة.

وبدورها قامتْ الفنانة ميرا عازر، بنعي عملاق الطرب الأصيل وديع الصافي، على صفحة الفيسبوك الخاصة بها: " ابو فادي... وديع الصافي... اللي متلك عمره ما بموت... صوتك وروحك وفنك راح يبقوا معنا ويذكرونا شو هو الطرب وشو الموال وشو الموسيقى وشو الاحساس.... الله يرحمك يا اعظم الفنانين" .

وفي حديثٍ معها قالت: حزنتُ عليه، كونه يُعتبر هرم من أهرام الفن العربي، وفي الوقت نفسه هو أخذ حقه وتقديره من قبل معجبيه، رغم أنه توفي فقيرًا ماديًا.

وتابعت، بالنسبة لي وديع الصافي لن يمُت، لأن أغانيه سوف تبقى فينا وبذاكرتنا وسنرددها، مثل أم كلثوم ومن سبقه من عظماء الفن. صوتهم سيبقى حي فينا، لقد عاش حياة طويلة، 92 عامًا ليسوا بالشيء القليل، والموت راحة لكل شخص من عناء المرض والكبر، أتمنى له الرحمة من عند الله.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]