ساعات قليلة تفصلنا عن بدء الاقتراع في الانتخابات للسلطات المحلية.مراسل "بكرا" تحدث الى المحاضر في العلوم السياسية بروفسور أمل جمال ليستمع منه حول تقييمه للحملة الانتخابية التي انتهت، وحول مفاجئات واستلام رؤساء جدد، وطرق وآليات جديدة في الدعاية الانتخابية وتأثيرها على الجمهور.

تغيير ملحوظ في الدعاية الانتخابية

وعن تقييمه للحملة الانتخابية في المجتمع العربي قال جمال:اعتقد ان هناك مستويان للحملة الانتخابية والدعاية التي شهدها المجتمع العربي مؤخرًا. المستوى الاول وهو غير مباشر بسبب التطورات التكنولوجية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والانترنيت وهذا جديد لم يكن في السابق. والمستوى الاخر معروف للناس وهو التواصل المباشر من خلال اللقاءات البيتية او المهرجانات الشعبية وخاصة في الايام الاخيرة التي تسبق عملية الاقتراع . لكن على مستوى المضمون فلم يتغير شيء تقريبا، فالتوجهات من جهة ما زالت عائلية وحمائلية في غالبية الاماكن، ومن جهة اخرى توجه على المستوى الشخصي والمصلحة الفردية،وعلى مستوى الحشد بدأنا نلاحظ بوادر شرخ بين الاليات والمضمون.

هبوط حاد بمستوى العنف لانعدام ثقة المواطنين

وردا على سؤال مراسلنا حول سقف توقعات المواطنين من المرشحين قال:هناك بوادر لمرافقة التغيير التكنولوجي على مستوى المضمون، وعن التخلي عن وعودات شخصية بوظائف او ما الى ذلك من اغراءات، وبدأنا نستشعر مضمونا جديدا حول الصالح العام في بعض الحالات وطرق حوارية على مستوى الافراد والمرشحين.

من جهة اخرى لا يمكن التغاضي عن شرائح في مجتمعنا التي ما زالت تتبنى العائلية والقبلية وينتج عنها مناكفات ومشادات ذات طابع قبلي، وبالتالي الحملات الانتخابية تدل على اننا لم ننتقل من حالة الى حالة اخرى ولم نراوح في مكاننا.

وهناك عامل اخر مؤثر جدًا على انخفاض مستوى العنف في الحملات الانتخابية وهي الازمة الاقتصادية التي تعاني منها غالبية سلطاتنا المحلية والتي تمنع المرشح من اطلاق الوعودات التي لا رصيد لها،وتجارب السلطات المحلية في هذا السياق ادت الى نوع من الاغتراب عند المواطن وتخفيض سقف التوقعات واصبح المواطن لا يصدق الوعودات المختلفة بسبب الانهيار الاقتصادي التي تعيشها سلطاتنا المحلية، ولا ننسى أنه وبسبب الازمة الخانقة فقد تبلورت في العديد من الاماكن لجان شعبية اخذت دورها في المجتمع بدل السلطة المحلية وحل بعض الازمات

مفاجئات ورؤساء جدد

وحول استلام رؤساء جدد ومفاجئات محتملة ختم جمال:على مستوى النتائج لا يمكن التكهن بها قبل اغلاق الصناديق وعملية الفرز، لكن بالتأكيد سنشهد تحولات وانتقال للسلطة وهناك منافسة شديدة ومن الممكن ان نشهد تغييرات في عدد من قرانا ومدننا العربية. فلكل هذه الاسباب اعتقد ان المصوت سيتحمل مسؤولية صوته هذه المرة اكثر من ذي قبل لأن منسوب الوعي لدى المواطن ارتفع وبالتالي سيتحمل مسؤولية ما سيحصل في السنوات الخمس القادمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]