لم يكن الحاج مثقال حسن (أبو السعيد) من قرية المشهد يعلم أن ذهابه للبنك من أجل جلب مبلغ مالي كبير كان قد وفّره منذ سنوات أصبح شيئاً خطيراً ، لم يكن يعرف أن الانحدار الأخلاقي لدى البعض وصل لدرجة مراقبة البنوك ( في يوم 28 من الشهر ، يوم تلقي المسنين مخصصات التقاعد) وملاحقة الأشخاص وخصوصا المسنين أو النساء الذين يخرجون منها ومعهم محفظة كبيرة نوعاً ما (دلالة على كمية النقود التي بداخلها) ، وبطرق خسيسة يسرقون المبلغ المادي دون التفكير حتى بماذا سيحصل لهذا الشخص عندما تُسرق منه أمواله.

أراد صيانة البيت وآداء العمرة ولكن المجرمين لم يريدوا ذلك

الحاج مثقال حسن ، ذهب قبل يومين لبنك العُمّال(هبوعليم) في الناصرة ، انتظر بالدور كثيرا بسبب الزحمة في البنك ، وما أن جاء دوره حتى أخرج مبلغ 105 ألف شيكل من حسابه، نقودا كان قد وفرها منذ سنوات ويريد أن يستثمرها ببعض أعمال الصيانة ببيته والسفر لأداء العمرة، ومع خروجه من البنك حصلت معه قصة غريبة، وسرقت منه أمواله.

يقول الحاج مثقال حسن: خرجت من البنك وقدتُ سيارتي والنقود بجانبي متوجها للبيت ، وقرب عمارة طه عرابية وأثناء وقوفي عند الشارة الضوئية يبدو أن أحد السارقين نزل من سيارته التي كانت خلف سيارتي ، وضرب دولاب السيارة بسكينته ، بعد أن سافرت قليلا شعرت بذلك فتوقفت قرب فندق العين ورأيت أن الدولاب يحتاج للتغيير ، فأغلقت نوافذ السيارة جيداً وهممت لاصلاحه إلى أن جاء أحد الشبان الذين كانوا بالسيارة التي سافرت خلفي ، وعرض علي المساعدة وفعلا قاموا بتغيير الدولاب ووضعوا مكانه الدولاب الإضافي ، ونصحوني بأن أدخل لأحد محلات "البناشر" وأصلحه وفعلا قلت بأني سأقوم بذلك ، شكرتهم وتابعت طريقي".

عند دوار الرينة هنالك محل لأحد أقربائي ، دخلت للمحل ووضعت محفظة الأموال تحت الكرسي ونزلت لأشرب كأسا من الماء ، لأرجع وأجد أن النقود قد سُرقت ، بدأنا فورا بفحص الأمور وما أن شاهدنا كاميرا المراقبة حتى تبيّن بأن نفس الشاب الذي ساعدني في الناصرة، ترجل من سيارته ووصل الى سيارتي وسرق النقود وهرب من الناحية الثانية لمحطة الوقود حيث انتظره شريكه هناك ، وبعد ذلك رأينا الدولاب التالف ليتبيّن بأنه ضُرب بسكين عمداً".

وأضاف : توجهنا للشرطة التي بدأت بالتحقيق وقد رأوا الكاميرات ووعودنا بأنهم سيبذلون كل الجهد من أجل أيجاد النقود والمجرمين.

وقال الحاج أبو السعيد أيضاً : في البداية كنت أود أن آخذ أحد أبنائي لجلب النقود معي ولكن قلت إن الدنيا ما زالت بأمان ولم اظن أننا وصلنا لهذه المرحلة من انعدام القيم ، في الماضي كان هنالك نخوة أكثر ومروءة ، لم نعد نراها كثيراً اليوم، قال بحزن واسى.

هذا ، وقد علمنا أن الشرطة تعرفت على صاحب المركبة وأن هنالك تطورات ايجابية بالموضوع ولكن حتى الآن لم يتم أي شيء رسمي ، ولم يعقب الناطق بلسان الشرطة ولم يصدر أي بيان عن الحادثة حتى الآن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]