البروفيسور محمد محاجنة: الامراض الوراثية "النادرة" غير نادرة في مجتمعنا!

اكد البروفيسور محمد محاجنة الاخصائي بأمراض الاعصاب وبنمو وتطور الطفل ان الامراض الوراثية النادرة باتت غير نادرة في مجتمعنا العربي!، حيث تصل نسبتها الى حوالي 2% من مجمل الامراض لدى الاطفال، جاء هذا التصريح خلال اللقاء الذي اجراه معه مراسل موقع بكرا حول الامراض الوراثية النادرة وعن كيفية الوقاية منها والتقليل من نسبتها وخاصة في ظل انتشارها في المجتمع العربي لكثرة زواج الاقارب.

واما عن سبب تسميتها بالامراض النادرة فقد قال في ذلك: من اسمها يعرف انها تنتقل من جيل الى جيل عبر عامل الوراثة، اما عن سبب تسميتها بأمراض نادرة فهذا يعود لندرة وجودها مقارنة بالامراض الاخرى في الدولة ككل".

واردف قائلا: هناك العشرات بل المئات من هذه الامراض، ونسبة وجودها في الدولة هو قليل نسبيا، ولكن في حال نظرنا فقط الى المجتمع العربي فهذه الامراض ليست نادرة والتي تتاروح نسبتها ما بين 1% الى 2% من مجمل الامراض عند الاطفال, وهي نسبة كبيرة".

معظم الامراض الوراثية لم يكتشف علاج لها حتى الان!

اكد البروفيسور محمد محاجنة على ان هذه الامراض تعتبر من الامراض الصعبة والتي لم يجد الطب لاغلبها علاجا مناسبا، حيث قال: تعتبر هذه الامراض بمجملها امراض صعبة ومن الممكن ان تظهر في اي جيل، ولكن معظمها يظهر في جيل الطفولة وتبدأ علامات المرض تزيد كلما تقدم الطفل في السن، والتي من الممكن ان تؤدي الى حالات وفاة او الى اعاقة ومشاكل في التطور الدماغي والتطور الحركي".

وعن اسلوب تقليل هذه الامراض فقد قال: نحن نعمل دائما على زيادة وعي الناس لوجود مثل هذه الامراض الوراثية، والتي معظمها لا يوجد لها علاج، ولذلك الوسيلة الوحيدة لنتخلص من هذه الامراض هو عن طريق توعية الناس لخطورة هذه الامراض، بالاضافة الى اهمية اجراء فحوصات طبية قبل الزواج او الامتناع قدر الامكان عن زواج الاقارب".

واكمل قائلا:" اليوم مع الامكانيات التقنية الموجودة، من الممكن ان تعرف اذ ما كان المرض النادر موجودا في عائلة معينة ومن الممكن بهذه الطريقة توعية المقبلين على الزواج لكيفية تجنب الامراض الوراثية وبالتالي التقليل من نسبة الامراض الوراثية".

هناك بعض الامراض التي من الممكن علاجها في وقت مبكر

هذا وقد اكد البروفيسور محمد محاجنة على ان هناك بعض الامراض الوراثية النادرة التي من الممكن معالجتها في حال اكتشافها في وقت مبكر ,حيث قال: هناك بعض الامراض التي في حال اكتشافها في وقت مبكر يمكن معالجتها وتقديم العلاج المناسب لها، اما في حال التأخر في العلاج فهذا من الممكن ان يؤدي الى تطور المرض وبالتالي صعوبة في معالجته، وخاصة في حال تضرر الانسجة العصبية، وتضرر الكبد، الطحال، وبعض الاعضاء الداخلية".

المشكلة في المجتمع العربي هو عدم استغلالهم لسلة الخدمات الطبية بشكل كامل

كما شدد البروفيسور محاجنة على ان المجتمع العربي لا يقوم باستغلال سلة الخدمات الطبية بشكل كامل، وذلك لعدم درايته بحقوقه، اما عن كون هذه السلة كافية، فقد قال: حسب رأيي هذه السلة غير كافية وخاصة ان التقنيات تتطور اما السلة فلا تتطور بنفس سرعة تطور التقنيات".

هذا وقد صرح ايضا على انهم يعملون جاهدين لزيادة سلة الخدمات الطبية في مجال الامراض الوراثية مضيفًا أنه "قبل عدة ايام كانت هناك جلسة في الكنيست تم من خلالها طرح الموضوع ومناقشته".

هذا واختتم حديثه بتوجيه نصائح للازواج الشابة إلى ضرورة الابتعاد عن زواج الاقارب وذلك لما يترتب عليه من مخاطر قد تؤدي الى ظهور امراض وراثية خطرة ونادرة معظمها دون علاج، مشددًا ايضا على اهمية اجراء فحوصات طبية قبل الزواج في حال الاصرار على التزوج داخل نطاق العائلة والاقارب.