"هي لحظة، نقلتني من الانطواء والانعزال، الى عالم من التحدي يصحبه الاصرار والنجاح"، هذا ما افتتح الشاب محمد كيوان حديثه به خلال لقاء اجراه مراسل موقع "بكرا" والذي ابدى من خلاله وبكل جرأة واصرار تحديه لكافة لعقبات وتذليلها في سبيل تحقيق احلامه التي بات يحققها واحدة تلو الاخرى.

لم يكتف محمد كيوان بتغيير مسار حياته وتوجيهه الى مسار التميز والنجاح فقط، بل كان له فضل في رسم الابتسامة على وجوه الاطفال وذلك من خلال مشاركته بمسرحية العندليب للاطفال والتي لاقت رواجًا ونجاحًا كبيرًا خلال فترة قصيرة.

لعل ما يميز قصة نجاح محمد كيوان، لم تأتي فقط كونه تمكن من تحقيق النجاحات، بل لتمكنه من جمع العديد من الاطراف والمواضيع في سلة نجاحاته، حيث قال في ذلك:" انا اليوم في المراحل النهائية في تعليمي بموضوع استشارة الاستثمار في جامعة حيفا، اما على المستوى البلدي فأنا اعمل باللجنة الشعبية لذوي الاحتياجات الخاصة، واعمل في مسرح الميادين مقدمًا لمسرحية العندليب للاطفال، إلى ذلك شاركت مؤخرًا في انتخابات بلدية ام الفحم حيث كنت ضمن ائتلاف قائمة نور المستقبل كممثل عن حزب التجمع الديمقراطي في ام الفحم".

لسنا ذوي احتياجات خاصة، بل نحن ذوي قدرات خاصة

وتعقيبا على مصطلح "ذوي احتياجات خاصة"، فقد قال:" انا لا اسمي نفسي صاحب احتياج خاص، بل نحن من ذوي القدرات الخاصة، لاننا كلنا نملك قدرات تمكننا التفوق على انسان كامل متكامل بشكل جسدي، ولكن المجتمع لم  يوفر لهذه الطبقة من المجتمع، الحاجة التي تغنيه عن الاحتياج الخاص، ومن هنا جاءت هذه التسمية".

ظلم من المجتمع واختراق للخصوصية وللحقوق!

واكد كيوان عن الظلم واختراق الخصوصية والحقوق التي يعيش فيها مجتمع ذوي الإحتياجات الخاصة. وخاصة في عدم احترام حقوق ذوي القدرات الخاصة، يبدأ ذلك بعدم احترام المواقف المخصصة لهم، او توفير المادخل المناسبة لهم، حيث قال:"قبل عدة ايام توجهت الى البنك، هل وجدت موقف لسيارتي؟! بالطبع لا، وكالعادة اضطررت ان انتظر حتى تأتي الشرطة"

اما عن نظرة المجتمع فقد قال:" في الحقيقة وخاصة في ام الفحم، ارى ان الناس متعاونين عقليا، نفسيا ومعنويا، فلا نجد هناك نظرة سلبية، فالجميع يحاول ان يساعد قدر الامكان، ولكن لا ينفع ان يساعد الشخص في بعض الامور ، وان يسلب حقوقي في مواقف اخرى ، فهم من اصدر علينا لقب ذوي احتياجات خاصة بسلبهم لحقوقنا"

نقطة تحوّل

اما عن نقطة التحول في حياته فقد قال:" اولا الفضل والحمد لله على ما وصلت له اليوم، ولكن ان الفضل لما انا بعد ربي، هو المرحوم عامر ابو حسين، والذي خلق التحول في حياة محمد فقد كنت شخص منزوي مستسلم، اخشى المواجهة، وحضر هذا الشخص وقلب حياتي ببضع كلمات والذي دفعني الى ان اكون انسان ذو شخصية قوية قادر على المواجهة والتحدي".

واردف قائلا:" كثير ما اقول ان لدي قوة شخصية تأثير، اما مثل هذا الشخص لم ارى في حياتي، واتمنى وادعو الله ان اكون مثله لاكون مؤثر في حياة الاخرين".

وقال ايضا :"استغل هذه الفرصة واوجه رسالة الى ذوي الاحتياجات الخاصة في ام الفحم وابشرهم واقول لهم اننا اسسنا جمعية لذوي الاحتياجات الخاصة والتي تهدف الى ان تكون حلقة وصل بين ذوي الاحتياجات الخاصة وباقي الاشخاص والمؤسسات دون اي استثناء، كما ونملك اليوم مستشارًا في البلدية لذوي الاحتياجات الخاصة".

حدد هدفك، وانطلق الى الامام، اما الحواجز فألقها وراء ظهرك

واختتم حديثه قائلا:" لا شيء في الدنيا يمكنه ان يمنع الانسان من ان يصل لهدفه فقط كل ما تلزمه هي الارادة، فمن ملكها فلا يوجد اي شيء يمكنه ان يمنع من تحقيق حلمه، اجعل ارادتك قوية، والقي كل الحواجز وراء ظهرك، وسر وكأنه لا يوجد غيرك، فإذا لم نملك قوة الشخصية فلا يمكننا ان نعيش" .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]