الأنف يسيل، عيناك تدمع والسعال يلازمك. أصبت بالعدوى مرة أخرى؟ ربما فصل الربيع؟

من المعروف أن فصل الربيع هو فصل الحساسية، وظاهرة حساسية الربيع، والتي تسمى أيضا باسم "حمى القش"(على الرغم من أن الحديث لا يدور عن حمى وأن القش لا يسبب الحساسية) كما وتُعرف باسمها العلمي"التهاب الأنف التحسسي الموسمي"، تجعل الكثيرون منا يشعرون بالمرض خلال النشاط اليومي مثل التجول في الطبيعة او خلال السير في شارع حيث تزهر النباتات المسببة للحساسية.

في فصل الربيع، أكثر من قبل، ينتشر لقاح النباتات المسببة للحساسية عن طريق الهواء وتدخل الى الجهاز التنفسي وتسبب رد فعل تحسسي الذي يشمل رشح الأنف، العطس،انسداد في الأنف،احمرار في العين ودموع مما يُؤثّر على قيام الشخص المصاب بمهامه اليومية.
عوارض ظاهرة التهاب الأنف التحسسي تتشابه مع عوارض الزكام والرشح، ولكن في الحقيقة الحديث يدور عن أمراض مختلفة من حيث العلاج والأسباب لهذا من المهم تشخيص الحالة بالشكل الصحيح والحصول على علاج يتناسب مع الحالة.أسباب البرد والزكام هي عدوى فيروسية ، تماما مثل الانفلونزا، وأي حساسية أخرى التي تنتج عن رد فعل مبالغ لجهاز المناعة لمواد مسببة للحساسية مثل لقاح بعض أنواع النباتات، عث الغبار في البيت، فروة الحيوانات وغيرها.

افحصوا هل تعانون من التهاب الأنف التحسسي او من الزكام؟

حكة، عطس، تهيج الأنف، دمع العيون ستقوي التشخيص أنك تعاني من الحساسية ، بينما درجات الحرارة المرتفعة،آلام في العضلات والسعال القيحي سيعززون تشخيص إصابتكم بالأنفلونزا.

عامل آخر مهم جدا يجب أخذه بالحسبان هو مدة المعاناة من العوارض. فيما تكون مدة العدوى الفيروسية التي تسبب الزكام من أسبوع الى أسبوعين قد تظهر عوارض الحساسية ليوم او يومين او لعدة ساعات في اليوم.عندما يكون التعرض لمسبب الحساسية مستمر فعلى سبيل المثال عندما يدور الحديث حول الحساسية للنباتات التي تُزهر بالقرب من البيت او العمل، قد تستمر المعاناة لعدة أشهر ، طوال موسم الإزهار. الحساسية للعوامل المسببة للحساسية الموجودة في البيت مثل عث الغبار او الحيوانات قد تُؤدي الى ظهور عوارض الحساسية طوال السنة.

يتوجه الي الكثير من المرضى الذين عانوا لفترة طويلة من الزكام ، انسداد في الأنف وعطس بدون أن يعرفوا أن ما يعانون منه هو حساسية.
من بعض الشكاوى التي أتلقاها من مرضاي :" أعاني من الزكام والأنفلونزا منذ عدة أشهر"، "أنا أعاني كل الوقت من الرشح وحصلت على عدة أنواع من المضادات الحيوية" هؤلاء المرضى يعانون من الحساسية ولكن بسبب تشخيص خاطئ للأنفلونزا، الرشح او العدوى الفيروسية عانوا لفترة طويلة بدون الحصول على العلاج المناسب. مضادات حيوية، فارستامول، ايبوفان، قطرات الأنفوالأدوية السائلة لم تفدهم.

جودة حياة هؤلاء المرضى تتغير جذريا بعد تشخيص المشكلة بالشكل الصحيح وبعد أن يفهموا أن الحديث يدور حول حساسية.. أحد المواضيع المهمة التي أوليها اهتماما كبيرا خاصة في المحادثات مع مرضاي هي تغيير النهج الطبي والإرشادكيف ومتى يتم الحصول على العلاج. من أعتقد أنه يعاني من الزكام او الرشح لمدة نصف سنة ، يكتشف فجأة أنه يعاني من الحساسية لنوع معين من النباتات مثل شجر الزيتون ، وأقوم بالشرح له أنه إذا حصل على العلاج بمضادات الهيستامين المناسب له وفي فترة الطفح يمكن السيطرة ومنع ظهور العوارض بنسبة كبيرة.
تعانون من الحساسية؟ هكذا تقللون وتمنعون تأثيرها:

1. المراقبة البيئية: الحساسية هي مرض بيئي ، يعني أن كل مسببات الحساسية موجودة في البيئة التي تعيشون او تعملون بها لهذا يجب التعرف على مسببات الحساسية من خلال إجراء الفحوصات لدى أخصائي حساسية وتجنبها قدر الإمكان. اكتشف وتعرف على النباتات المسببة للحساسية في البلاد قبل أشهر الإزهار.

2. علاج بالأدوية: التجنب البيئي الكامل مستحيل، لذلك يوصى بالحصول من الطبيب على علاج وقائي مانع او دائم(في حال كنتم تعانون من الحساسية طوال السنة) بمضادات الهيستامين الجيل الثاني(تلفست او هيستازين بوصفة طبية،التي تخفف بسرعة وبنجاعة عوارض نوبة الحساسية ولا تسبب النعاس). إذا كنتم أيضا تعانون من انسداد في الأنف ولا يوجد أي شيء يخفف عنكم، يوصى بإضافة رذاذ الستيرويد للأنف مثل ستيروناز او نازوكورت(بوصفة طبية) الذي قد يساهم في التخفيف ويمكن استخدامه دون خوف الإدمان عليه او تسببه بالضرر.

تعانون من الزكام؟ هكذا تقللون او تمنعون تأثيره:

بما ان الزكام او الرشح سببهم عدوى فيروسية ،أفضل الطرق لمنع الزكام هو عدم التقاط العدوى من البداية.يوصى بعدم الاقتراب الى أشخاص يُعانون من الزكام والرشح(الفيروس ينتقل عن طريق السعال وسيلان الأنف)،وغسل الأيدي بفترات متقاربة. كي لا تقوم بنقل العدوى الى غيرك يجب تغطية الفم والأنف(مفضل بكم القميص وليس باليد،لأن الفيروس ينتقل عن طريق اليد من شخص الى آخر) عندما نعطس او نسعل. هناك مئات الأنواع من الفيروسات التي قد تسبب النزلات البردية الفيروسية ولهذا من المستحيل إنتاج تطعيم لكل الفيروسات.

يمكن معالجة أعراض سيلان الأنف والانسداد الناجم عن نزلات البرد بمضادات- الهيستامين.يمكن استخدام الرذاذ لتخفيف انسداد الأنف ولكن لعدة أيام فقط (حتى 5 أيام فقط) لأنه قد تدمن على هذا النوع من الأدوية وهذا النوع من الأدوية قد تسبب الضرر للأنف، في حال كان هناك آلام مع النزلة البردية يوصى بتناول مسكنات الآلام.

على الرغم من عوارض الحساسية او الزكام تكون قاسية في أغلب الأحيان إلا أنه قد تسبب مشاكل أخرى، على سبيل المثال التهاب في الجيوب الأنفية، ازدياد الربو، تلف في قرنية العين والتهاب في الأذن. إذا كنتم تعانون من إحدى المشاكل وتشعرون أن جودة حياتكم وصحتكم تأثروا يوصى بالتوجه الى الطبيب ،فمع وجود أدوية وأنواع علاج جيدة وآمنة يمكن التخفيف بسرعة كبيرة على العوارض ومنع حدوث مضاعفات.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]