صادف يوم 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة من قِبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة كما ويدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في إدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبهذه المناسبة رئيس قائمة أهل البلد السيد فؤاد أبو سرية المحترم يكتب هذه المقالة لنشارك بدورنا المتواضع لزيادة الوعي في مجتمعنا لهذه الفئة التي لا تُكاد عائلة تخلو منهم فهم فلذات أكبادنا هم جزء منا ولكنهم للأسف لا يحصلون على كل ما يستحقونه.

هناك أشخاص ابتلاهم الله بنقص في قواهم الجسدية والعقلية والسمعية والبصرية وأراد الله لهم أن يكونوا هكذا فأخذ منهم تلك وأعطاهم العزيمة والإصرار فلم تثنيهم هذه الإعاقات عن العمل المجتمعي بل كانت لديهم إرادة وعطاء فصنعوا المعجزات بجهودهم الذاتيه مالهم يصنعه أولئك الأصحاء وأصبحوا رقمٌا صعب في الحياة بل غيروا بأفكارهم مجرى التاريخ وكان لهم ما أرادوا انهم اولئك المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة فحريٌ بنا جميعًا نقف اجلالٌا وإكراما لهم نظير ما صنعوه وما يصنعوه.

صرخات تعالت تطرق أبواب الحياة وتختلط معها الضحكات المستبشرة بميلاد وروح الطفولة البريئة كل أُم وأب يسعونَ جاهدين للتربية الأفضل لأبنائهم يعقدون عليه جُلّ آمالهم ويشيدون صرح أحلامهم أبنائهم شموع أضاؤا أرجاء عالمهم يعطرونه بضحكاتهم ونغمات بكائهم وأنين صرخاتهم إلى أن يصل إدراك الوالدين إلى حقيقة عصبية ومؤلمة أنقضت الفرحة من على شفاههم واستبدلت أفراحهم بلوعة أحزانهم وانسكب ماء العيون بحصره أحرقت الجفون لا ذنب لهم ولا قوة بما حدث سوى إرادة الخالق عزَّ وجلَّ (إنهم ذوي الاحتياجات الخاصة).

إنني أُعيب على بعض الآباء ضجرهم بأولادهم المعاقين وهذا الضجر خطأ كبير وقصوى غير مقبولة فهؤلاء يتسمون بقدرات عقلية محدودة لا تتفق مع أعمارهم ومع الأسف الشديد نحن نرى في مجتمعاتنا اُناسًا قد نزعت الرحمة والشفقة من قلوبهم وربما يكونون من أهل هؤلاء الأطفال ولكن مجتمعنا للأسف يوجد به من لا يتقبلهم مطلقًا إلى أن يصل لحد السخرية بهم والانتقاص بذاتهم وعقلياتهم قال الله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم)).

أكاد أتعجب من نبرة البعض لهم نظرات تشوبها الاستخفاف بهم لماذا ننظر لهم نظرة دونية مستحقرة بنظرات شفقة ورحمة لِما لا نمد لهم الأيادي ونحتضن أرواحهم بهمسات مقويّة على المجتمع أن يتقبل هؤلاء الأفراد بصدر رحب وأن يبني سياسة الدمج بينهم وبين غيرهم من الأفراد العاديين إنهم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا ولا يحق لأحد مطلقًا أن يلغي أو ينكر تواجدهم الفعّال رغم نظرات العطف طارة ونظرات النقص طارة أخرى هم يتعايشون بيننا كبروا وأحلامهم وطموحاتهم ترافقهم دومًا.

نعم لهم احتياجاتهم الخاصة لنقصٍ ما ولكن لهم أيضًا إبداعاتهم ولمساتهم المبهرة التي قد يعجز عنها الأشخاص العاديين إنهم فئة من فئات المجتمع يجب الاهتمام بهم والوقوف بجانبهم وتقديم الرعاية كاملة لهم من الدولة ومن المجتمع ويجب توعية الناس بأصول التعامل معهم إذًا علينا نحن الأسوياء والمعافين واجبًا إنسانيًا وأخلاقيًا يحتم علينا أن نقدم لهذا الإنسان المحروم كل ما يستحقه من رعاية واهتمام،  وكل ضرورات الحياة التي تغنيه على العيش فيها بكرامة تعوض عليه حرمانه لا تكن أنت المعاق بتصرفاتك تجاه هؤلاء الأشخاص عاملهم كأنهم أشخاص عاديين فلا تحاول إيذاء مشاعرهم بتوجيه الاهتمام المتعمد الذي يشعرهم بحرمان أي مهارة من المهارات الطبيعية التي أعطاها الله للإنسان عليك أن تحسسه بمحبتك له وباحترامك وتقديرك لشخصيته وبأنه شخص طيب ومحبوب من الجميع حتى يشعر بأهميته في هذه الحياة يجب علينا أن نُعلّم أطفالنا احترام هذه الفئة وبأنهم مثلهم مثل غيرهم من الناس العاديين أمدحوا أعمالهم حتى لو كانت بسيطة فهذا المدح سيعزز ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم يقدمون الأفضل دائمًا. 

لا بد أن نُركز على الجوانب الإيجابية فيهم حتى يصل إليهم إنَّ كل إنسان فيه نقه قصور والكمال لله وحده فبعض الناس يميل إلى التعلم والبعض الآخر يعرض عنه وبعضهم يخاف والبعض الآخر شجاع وهكذا، فما من إنسان على وجه البسيطة إلّا وفيه جوانب نقص تجبرها جوانب تميّز اخرى. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]