أوصت دراسة بحثية بضرورة إنشاء مراكز خاصة لإدارة الأزمات والعمل على دراسة التاريخ الدبلوماسي وتكوين الوفود التفاوضية أو البعثات الدبلوماسية وتدريبهم بما يتناسب مع خبرة كل فرد ودوره في الفريق التابع له، والعمل على تأمين شبكات اتصالات متطورة تساعد الفريق التفاوضي على التواصل مع المعنيين من الطرفين بسهولة.

جاءت تلك الدراسة خلال مناقشة رسالة ماجستير في العلوم السياسية اليوم، للباحثة ريــــم خليل نتيـل بعنوان، "الدبلوماسية وفن التفاوض وأثرهما على اتخاذ القرار السياسي" في برنامج الدراسات العليا لجامعة الأزهر بغزة، والتي بموجبها منحت لها درجة الماجستير من قبل لجنة المناقشة والحكم والتي تضم كل من الدكتور كمال الأسطل مشرفاً ورئيساً، والدكتور حمد الفرا مناقشاً داخلياً، والدكتور خالد شعبان مناقشاً خارجياً.

وأكدت الباحثة أن أهمية الدراسة تكمن بإبراز الدبلوماسية لتسوية المنازعات والأزمات وتعزيز وتقوية العلاقات الدولية ودورها الهام في نطاق السياسة الخارجية على اعتبارها الأداة الرئيسة فيها، وأنها تعمل على دعم العلاقات السياسية الدولية، والتوفيق بين المصالح المتعارضة ووجهات النظر المتباينة للدول. لافتة إلى أن دراستها تتمحور حول تحليل الدبلوماسية وفن التفاوض وأثرهما على اتخاذ القرار السياسي.

وهدفت الباحثة في دراستها إلى إبراز دور الوسائل الدبلوماسية في إدارة الأزمات وحل المنازعات، من خلال تسليط الضوء على المفاوضات كأداة دبلوماسية لتنفيذ القرارات السياسية الخارجية، لحل الأزمة السياسية الدولية بواسطة البعثات الدبلوماسية حسبما نصت عليها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961م.

واعتمدت الباحثة في دراستها على التكامل المنهجي في التحليل، ووظفت عدة مناهج أبرزها منهج صنع القرار، ومنهج المصلحة القومية والمنهج الوصفي التحليلي.

وتطرقت الدراسة إلى الميكانزمات الدبلوماسية السلمية لحل المنازعات والتي تتمثل بالمفاوضات، المساعي الحميدة، الوساطة، التحقيق، التوفيق والتحكيم، ودورها في إعادة العلاقات الطبيعية بين الدول وتسوية الخلافات مهما كانت معقدة. وركزت على إحدى هذه الوسائل وهي المفاوضات بأسسها وأبعادها وإستراتيجياتها والعوامل المؤثرة فيها كالسلوك الإنساني وأنماط الشخصية الإنسانية التفاوضية، ومحددات أخرى تؤثر على سير التفاوض والنتيجة النهائية للمفاوضات.

وبينت الباحثة نتيل مدى مساهمة الدبلوماسية والمفاوضات في إدارة الأزمات والنزاعات الدولية، ومدى فاعلية المفاوضات في اتخاذ القرار السياسي دون استخدام القوة العسكرية.

وافترضت الباحثة أن الدبلوماسية وإستراتيجية التفاوض لهما تأثير كبير في إدارة الأزمات وحل المنازعات الدولية بالطرق السليمة ومن ثم اتخاذ القرار السياسي، وأن سلوك المفاوض يؤثر تأثيراُ مباشراً على عملية التفاوض.

وتناولت الباحثة مشكلة الدراسة في الإجابة على السؤال الرئيس، وهو إلى أي حد تساهم الدبلوماسية والمفاوضات في إدارة النزاعات الدولية واتخاذ القرار السياسي، وما مدى فاعلية الدبلوماسية والمفاوضات في اتخاذ القرار السياسي دون استخدام القوة العسكرية وفقًا لأحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وخلصت الدراسة إلى أن الدبلوماسية والتفاوض على ارتباط وثيق بينهما، ولا يمكن خوض العملية التفاوضية بدون وجود الدبلوماسية، وأن المفاوضات هي أفضل وسيلة من بين الوسائل الدبلوماسية التي نصت عليها الأمم المتحدة لتسوية النزاعات الدولية، كما أن البعثات الدبلوماسية والقنصلية تلعب دوراً مهماُ في حل الأزمات الدولية.

وتوصلت الدراسة إلى أن البعثات الدبلوماسية تلعب دوراً هاماً في العلاقات الدولية وتجنيب العالم العديد من الحروب والأزمات التي قد تنشأ نتيجة سوء تفاهم مما يؤدي إلى تأزم العلاقات بين الدول، كما أن التكوين السياسي للممثلين الدبلوماسيين له نتائجه الإيجابية سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، بما يمكن المفاوض من استنتاج مدى التنازلات التي يمكن أن يقدمها الطرف الآخر قبل خوض غمار المفاوضات للتأثير عليه من خلال نقاط ضعفه والوصول إلى الهدف المرجو من هذه المفاوضات.

وأوصت الباحثة بضرورة إنشاء مراكز خاصة لإدارة الأزمات والعمل على تدريب الدبلوماسيين والوفود التفاوضية والقائمين على حل الأزمات، بما يتناسب مع خبرة كل فرد ودوره في الفريق التابع له، والعمل بتناسق تام فيما بينهم للوصول للأهداف المرسومة لهم. ودعت إلى ضرورة العمل على تأمين شبكات اتصالات متطورة تساعد الفريق التفاوضي على التواصل مع المعنيين من الطرفين بسهولة.

وأوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بدراسة التاريخ الدبلوماسي وتكوين الوفود التفاوضية أو البعثات الدبلوماسية على أن يكون بين أعضاء البعثة خبراء نفسيين واستراتيجيين وعسكريين، وإدراك العلاقة بين المتغيرات والعوامل المتنوعة في العمل الدبلوماسي والسياسي والمفاوضات وأبرزها تحليل العلاقة بين الدبلوماسية والمفاوضات بعملية اتخاذ القرار السياسي.

وأكدت الباحثة في دراستها بضرورة تمتع المفاوض بالمرونة وعدم التصلب في الرأي، وأن يكون على استعداد للحلول الوسط والتسويات وإعلان المبادئ دون ترك الأزمة معلقة دون تسوية.

وأثنت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة وجهود الباحثة. وحضر المناقشة لفيف من الطلبة والمهتمين وزملاء الباحثة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]