اكد السيد محمد الغول عم المرحومة بيان صبحي غول ان فوضى السلاح وانتشاره وتخاذل الشرطة في الحد منه ادى الى فقدانهم حياة ابنتهم التي لم تتعدى الثمانية سنوات من عمرها كونها ارادت ان تلهو وتلعب مع الاطفال في ساحة المنزل لا لذنب قد اقترفته.

يقصى علينا السيد محمد الغول عم المرحومة بيان عن ما ما جرى قائلا:" لقد كانت ابنة اخي هي وعدد من الاطفال يلعبون في ساحة المنزل واذ ببيان تسقط على الارض دون ان نعرف ما جرى لها وكانت قد بدأت الدماء تسيل من منطقة الرأس، في البداية ظننا انها سقطت عن الشجرة واصابت رأسها ومن ثم هرعنا على الفور الى المستشفى ليتضح فيما بعد انها اصيبت جراء تعرضها لرصاصة طائشة في ساحة المنزل".

واكمل قائلا:" للوهلة الاولى لم نصدق ما جرى ، ولم نتخيل ان يحدث هذا معنا ، مع ابنتنا، فلم نسمع اي صوت لاطلاق النيران، ولم نتصور ان يكون ثمن فوضى السلاح روح غاليتنا ،في الحقيقة لا اجد كلمات اعبر بها عن صدمتنا وحزننا ، فقد كانت بمثابة الطفلة المدللة الشقية المحبوبة بين الجميع".

"الشرطة هي المسؤول الاول عن فوضى السلاح"

واردف حديثه قائلا:"ان كنا نريد ان نتهم احد فنحن نتهم الشرطة اولا وفي المقام الاول، فهي المسؤولة عن فوضى السلاح وتفشيه في الوسط العربي، وهذه ليست اول اصابة تقع بسبب فوضى السلاح والاطلاق العشوائي للنيران، لا يمكننا ان نستمر بتقديم قرابين فوضى السلاح في حين الشرطة لا تقوم بعملها ، هذا امر لا يعقل ولا يمكن السكوت عليه".

واختتم حديثه قائلا :" ان ما اصابنا بوفاة غاليتنا كان من الممكن ان يصيب اي طفل اخر من الاطفال العشرة الذين كانوا معها ، فيجب علينا جميعا ان نقف صفا واحدا ضد هذا الاستهتار بارواحنا وان نقف ونقول للخارج عن القانون قف، فجميعنا مهددون دون اي استثناء ونسأل الله ان يلهمنا الصبر والسلوان على مصابنا ، وإنا لله وإنا اليه راجعون".

الطفلة هدى حمدي، مأساة اخرى وسيناريو متطابق

لم تكن اصابة الطفلة بيان صبحي المأساة الاولى لآفة فوضى السلاح المستشري في الوسط العربي, بل هي استمرارية لنفس السيناريو ولكن بشخصيات مختلفة، فما زالت الطفلة هدى حمدي من شفاعمرو تعاني من شلل كامل في جسدها بعدما تعرضت لرصاصة طائشة والتي استقرت في جمجمعة ابنة الثمانية سنوات لتقلب حياتها وحياة عائلتها لجحيم دون اي ذنب قد اقترفته.

 وكان قد صرح والد هدى، خليل حمدي لموقع بكرا قائلا قبل فترة: "ابنتي ليست الوحيدة التي ظُلمت بسببِ العنف، وانتشار الأسلحة، حكاية هدى واحدة من قصصٍ واقعية، لكنْ... ألا يكفي هذا الألم المتواصل والعُنف والقتل لنفهم أنّنا نقتلُ البراءة، وننسف حياة عائلة كاملة، من أجلِ فرحةٍ مؤقتة ليس لها معنى!! شرطة؟!! وحكومة؟!! ومسؤولين؟!! مُضحكٌ أن نظل نكرر نفس النداء، لكننا، كما سائرُ البشرِ، نحلُم كغيرنا أن نعيش بكرامةٍ وصحةٍ، فهل مَن يُعيد لنا ابنتنا، كما كانت فرحة تطيرُ بسرعة نحوي، كي احتضنها بملئ ذراعيْ... اشتاقُ إليها، وأصلي من أجلِها".

الشرطة تستمر في اصدار البيانات، والجاني مجهول

من جانبها اصدرت الناطقة بلسان الشرطة لوبا السمري بيانا حول وفاة الطفلة بيان صبحي والذي جاء فيه:"استمرارا للبلاغ الذي كان قد تم استلامه مساء يوم السبت الفائت في شرطة الساحل من قبل مستشفى ً رمبام ً بمدينة حيفا، حول وصول طفلة ، البالغة من العمر حوالي 8 اعوام من سكان بلده ً معاوية المجاوره لام الفحم، للعلاج مع معاينة وجود رصاصة في رأسها ,ادخلت على اثرها لغرفة العمليات بعد ان وصفت حالتها بالحرجة، تم بالساعة الاخيره من عصر اليوم الاثنين الاعلان بالمستشفى عن وفاه هذة الطفلة مثاثره بجراحها .

هذا وتواصل شرطة ام الفحم باعمال البحث الفحص والتحقيق في كافة تفاصيل ظروف وحيثيات هذه الواقعة التي استشف من خلالها.

يشار إلى أنه سيشيع جثمان المرحومة الطفلة بيان صبحي غول ظهر يوم غد الثلاثاء الى مثواها الاخير في مقبرة القرية في معاوية.

موقع بكرا قد اطلق في الماضي حملة "كفى للعنف... السلاح يدمرنا" في محاولة منع لكبح افة السلاح المستشري في الوسط العربي وايصال رسالة الى المجتمع العربي في البلاد عن خطورة انتشار العنف والسلاح غير المرخص.

اقرأ ايضا :

رصاصة طائشة نسفت أحلام هدى حمدي وعائلتها

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]