"أحلامنا تحققت، ولولا هذا العرس لكان صعبا علي الزواج بكل المقاييس، تكاليف الزواج مرتفعة، بهذا المبلغ المالي الذي قدم لي من مؤسسة الرئاسة سأتمكن من الزواج بعد عامين من الخطوبة، لم أتمكن خلالها من توفير متطلبات الزوج خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه شعبنا".

بهذا الكلمات بدأ العروسان أنس وزران سمارة من البلدة القديمة بالقدس المحتلة، حديثهما عن مشاركتها في العرس الجماعي الوطني الأول الذي أقيم في مدينة أريحا، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وبمناسبة الذكرى الـ49 للانطلاقة، وبدعم من مؤسسة الرئاسة وبتنظيم من المكتب التنفيذي للاجئين في الضفة، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".

ويضيف العروسان: " أنهما سيتزوجان قريبا، بعد توفير جزء من تكاليف العرس المرتفعة في القدس المحتلة، ويشيران إلى أن هذا الدعم ساعدهما في الزواج بفترة قياسية كان صعبا بدونه الزواج".

وحال أنس ورزان هو حال 300 عريسا وعروسا بينهم 80 في قطاع غزة، حالت حماس دون إقامة حفل زفاف جماعي لهما في قطاع غزة.

رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وفي كلمة له بافتتاح العرس الوطني الجماعي أكد، إن الاحتفال عرس وطني بكل المقاييس وفرحة على طريق الفرحة الكبرى التي نتمناها ونعمل لها وهي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

في ذات السياق، يرى العريس ياسين جبران من مخيم عسكر في نابلس، أنه لولا الدعم المالي المقدم من سيادة الرئيس له ولعروسه لكان صعبا عليه الزواج في هذا العام، مشيرا إلى أنه قرر الزواج بعد المشاركة في هذا العرس الجماعي خلال شهور قريبة.

من جانبها، ترى العروس ولاء أبو زنيد القادمة من مخيم جنين، إنها وعريسها ستقوم باستكمال بيت الزوجية بهذا المبلغ مع الزواج خلال الشهور القادمة، داعيا إلى ضرورة العمل على أن يتحول هذا العرس الوطني الجماعي إلى تقليد سنوي.

في ذات السياق، يقول العريس صلاح هلال القادم من قلقيلية للمشاركة في العرس الجماعي في أريحا، إنه بمشاركته بهذا العرس عوضه الله عن ما لحق به من خسائر جراء قيام الاحتلال بالاستيلاء على أرضه التي أصبحت خلف جدار الفصل العنصري.

كبار المطربين الفلسطينيين أحيوا العرس

وأحيى العرس الجماعي ثلاثة من كبار المطربين وعلى رأسهم محبوب العرب محمد عساف، بالإضافة إلى الفنان إبراهيم صبيحات ومراد السويطي، وسط حضور آلاف المواطنين للمشاركة في هذا العرس الوطني الجماعي الأول.

ويرى العريس فرج أبو زيد من مدينة نابلس، أن تكاليف الزواج المرتفعة باتت تحول دون إقبال الشباب على الزواج، وأن هذه الأعراس الجماعية باتت تشكل ملاذا للشبان من أجل الزواج، مقدما شكره إلى سيادة الرئيس على هذه المبادرة.

وهذا ما يؤكده العروسان أحمد وغدير النقيب من مدينة نابلس، اللذين يقولان إنهما بهذا المبلغ أكملا ما هو مطلوب منهما للقيام بعرسهما الخاص، وهما سعيدان بالمشاركة في هذا العرس غير المسبوق والأكبر على مستوى الوطن.

ويقول أحمد النقيب إنه أسير سابق في سجون الاحتلال الإسرائيلي لمدة ستة سنوات، ونجح من خلال المشاركة في هذا العرس في تحقيق حلمه بالزواج، مقدما شكره إلى كل القائمين على هذا العرس الوطني.

في ذات السياق يقول نعيم محمد العايدي أنه لولا هذا العرس الجماعي، لكان علي الانتظار لسنوات أخرى من أجل الزواج فالمبلغ المالي الذي قدمته مؤسسة الرئاسة لي سيمكنني من إقامة عرسي خلال شهور فقط وهو ما أطمح إليه.

العريس عبد الفتاح عموري من مدينة جنين يقول إن فرحته أصبحت فرحتين اليوم، فهو سيتزوج غدا في مدينة جنين، واليوم يشارك في العرس الجماعي مع عروسته في مدينة أريحا، مؤكدا أن ما قدمته له مؤسسة الرئاسة سيسهم في التخفيف من الديون التي قد يخلفها له الزواج.

سلام نصار عريس قادم من مخيم الفراعة بمحافظة طوباس، قال إن العرس الوطني الجماعي ساعده في تحقيق أحلامه باكمال منزله الذي يعمل منذ سنوات من أجل انجازه ليكون بيت الزوجية.

اما العريس عبد الرحمن عثمان القادم من مخيم العين بمدينة نابلس، فيطالب أن يصبح هذا العرس الجماعي تقليدا سنويا، لانهم يسهم في مساعدة الشبان من أصحاب الدخل المحدود والمعوزين من الزواج بكل سهولة ويسر.

فرحة لعائلات العرسان ايضا

الآلاف من أهالي العرسان القادمين إلى مدينة أريحا، عبروا عن فرحتهم التي لا توصف بالمشاركة في هذا العرس الجماعي، وتقول المسنة بهية محمد حسين القادمة من مدينة جنين إنها سعيدة بالمشاركة في عرس ابن بنتها، وأن هذا النوع من الأعراس الجامعية يسهم في مساعدة الشبان على الزواج وتحقيق أحلامهم.

الحاجة سرية عطية القادمة من قرية سنيريا بمحافظة قلقيلية، قالت إن الله يسر لولدها العرس الجماعي من أجل أن يتزوج وأن الله عوض العائلة عن المعاناة التي تسبب بها الاحتلال لعائلتها باقتلاع أشجارها وتدمير أرضها بجدار الفصل العنصري.

وترى ماجدة أبو مريم والدة العريس محمد سامر، القادمة من مدينة نابلس للمشاركة في حفل زفاف ولدها، أن الشباب في الوقت الحالي بحاجة إلى مبادرة كهذه المبادرة بإقامة بإقامة أعراس جماعية تسهم في التخفيف من تكاليف الزواج، وقدمت شكرها لكل من قام على تنفيذ هذه المبادرة.

اما العريس عكرمة الكعبي القادم من مخيم بلاطة وزميله العريس ابراهيم السايس القادم من مخيم نور شمس، وهما أسيران محرران، أنه قرر تعين عرسه في منتصف حزيران المقبل بعد مشاركته في هذا العرس الجماعي الذي خفف عليه كثيرا من تكاليف الزواج المرتفعة بشكل عام.

تكلفة العرس تجاوزت المليون دولار

مدير عام الاتصال والإعلام في الرئاسة حسام الدباس، قال إن سيادة الرئيس قرر المشاركة في هذه الفرحة الجامعية لأبناء فلسطين بنفسه وتقديم التهاني شبابنا من ذوي الدخل المحدود ، فاليوم فرح 440 عريسا وعروسا في الضفة و160 عروسا وعريسا في قطاع غزة، مستنكرا قيام حماس بمنع إقامة العرس في قطاع غزة.

وقال الدباس إن العرس عبارة عن مبادرة من اللجنة العليا للاجئين وسيادة الرئيس تبنى هذه المبادرة لدعم أبناء شعبنا في المخيمات، وأبناء شعبنا الفقراء الراغبين في الزواج، ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد تجاوزت تكلفة هذا العرس الوطني المليون دولار.

وأوضح الدباس أن الرئاسة أيضا وفرت الملابس للعرسان المشاركين، وجرى الاتفاق على ان ترتدي الفتيات الثوب الفلسطيني المطرز تعبيرا عن تمسكنا بقيمنا وعادتنا وتقاليدنا.

من جانبه، قال المتحدث باسم اللجان الشعبية للاجئين في الضفة الغربية عماد أبو سنبل، إن العرس يهدف إلى التغلب على التكاليف الاقتصادية المرتفعة للزواج، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يحياها شعبنا في مختلف أرجاء الوطن.

وأضاف أن سيادة الرئيس سيقدم مبلغ مالي قدره 4 آلاف دولار لكل عريس وعروس بالإضافة إلى بلدة لكل عريس وثوب فلسطيني مطرز لكل عروس، مع توفير المواصلات والتنقل لعشرة أشخاص من عائلة العريس وعشرة آخرين من عائلة العروس.

وأوضح أن العرسان الثلاثة مئة جرى اختيارهم وفقا هم من أربعة فئات: الأسرى المحررين وأبناء الشهداء والحالات الاجتماعية المسجلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية، وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين تعذر عليهم الزواج بسبب الصعوبات المالية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]