حقّق د. ربيع عاصلة من عرابة إنجازا علميا هائلا، بحصوله على جائزة من جمعيّة بريطانيّة تعنى بالأبحاث العلميّة، وذلك بعد اكتشافه عامل وراثيّ مسؤول عن تعرّض الإنسان لأحتمالات مضاعفة جدّا للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (المرض السكّري الشائع لدى كبار السن)، وتمّ دعوة الباحث د. ربيع عاصلة الى بريطانية وتمّ تكريمه في كامبردج وتسليمه الجائزة بعد انتهاء بحثه الذي استمر نحو ثلاث سنوات.

البحث الذي أجراه د.عاصلة عن عامل وراثي مهم مسؤول عن زيادة إحتمال إلإصابة بمرض السكري الثاني، ويؤثر هذا العامل الوراثي على زيادة نسبة تعرَضهم للمرض.

عن الجائزة، البحث الذي أجراه د. عاصلة، وعن مرض السكّري، مراسلنا تحدّث مع د. ربيع عاصلة وعن وكيفيّة مساهمة هذا الاكتشاف العلمي للتخفيف من مرضى السكّري.

في البداية قال انه يوجد الكثير من العوامل التي تؤدي الى تعرّض الإنسان لمشاكل السكري، في المختبر الطبي تمّ الكشف بأن اناسا معينين لديهم احتمال أكبر للتعرض لمرض السكّري أكثر من الآخرين، وتم اكتشاف ان عاملا وراثيا يزيد من عرضة الناس للتعرض للمرض ويرفع نسبة التعرّض لجلطة دماغية، إنسداد أوعية دمويّة، فشل كلوي، أو أمراض القلب الناتجة عن مرض السكّري.

العامل الوراثي موجود بالدم، ويمكن اكتشافه بفحص دم بسيط 

وأضاف: "نعمل منذ عشرة سنوات في مجال الأبحاث، وذلك بعد أن حصلت على لقب الدكتوراه في الطب، البحث أقيم في التخنيون ومؤخّرا نقوم بسلسلة من الأبحاث الطبيّة التي تساهم بتحقيق إكتشافات علميّة جديدة في مجال الطب، وهذا البحث الذي انتهينا منه ممكن ان يساعد مرضى السكّري، بحيث أنّ البحث أظهر أنّ 40% من الذين وجد لديهم هذا العامل الوراثي تعرّضوا لمرض السكري بشكل مضاعف حتّى 5 مرّات من غيرهم الذين لا يحملون هذا العامل الوراثي واسمه هبتوغلوبين، من خلال فحص دم بسيط يمكن معرفة وجود هذا العامل الوراثي أم لا لدى الإنسان، واذا وجد فيكون معرضا أكثر لمشاكل السكري – كما كشف البحث، فحسب الأبحاث الاخيرة، يمكن مساعدة المرضى الذين يحملون هذا العامل الوراثي من خلال تقديم أدوية يمكن تطويرها في المستقبل لتخفيف مشاكل السكري وتداعياته على جسم الإنسان، أو الانتباه لهم اكثر مع الوقت، والعمل على موازنة نسبة السكر في الدم، وإعطائهم الأدوية المناسبة، واكتشاف المرض بشكل مبكر".

وعن مساهمة هذا العامل الوراثي في ظهور مرض السكري من النوع الثاني، قال إنّ ذلك متعلّق بنوع الدم، حيث أنّه تبيّن بأنّ أنواع دم معيّنة تحمل هذا العامل الوراثي، والبحث أشار أنذ من يحمل هذا العامل الوراثي تعرّض لمرض السكّري بشكل أكبر بخمس مرّات، وفق الابحاث المخبرية التي أقيمت، يكون لديهم عوامل أكسدة أكثر، وانواع كولسترول ضارة اكثر من غيرها، واكتشاف ذلك يعني إعطاءهم أدوية ضد الأكسدة مثل فيتامين اي، وهذا يؤدي الى منع ضرر كبير لهم.

لا يمكن إلغاء المرض نهائيا، بل التقليل من خطورته على الجسم

وردّا على سؤال مراسلنا أين يمكن ان تصل الاكتشافات العلميّة بكل ما يتعلّق بالعوامل الوراثيّة التي تزيد نسبة الإنسان من مرض مزمن أو خطير، ومنع حصوله من خلال إكتشاف الجينات المسؤولة عن المرض قال: "لا يمكن الحديث عن منع مرض السكري، المرض موجود في جسم الإنسان، ولكن يمكن منع تعرض الانسان للخطر بسبب السكري من خلال هذه الاكتشافات، ممكن للإنسان تناول الأدوية لمنع تداعيات تأثير السكري على السم مثل الإصابة بالعمى، أو قطع أطراف من الجسم، او تلف الشرايين أو التعرّض الجلطات، وهذه الاكتشافات يمكن من خلالها تخفيف المرض وضرره - وليس منعه تماما، بحيث أنّ أمراضا لا يمكن إلغاؤها نهائيا، بل تخفيفها ومنع تطورها واكتشافها بشكل مبكر، أتخيل أن المستقبل بعيد عن منع تطور السكري أو الغاء المرض نهائيا، إلا أن الحديث هنا عن احتمال علاج مبكّر لمرض السكري ومنع التسبب بضرر للجسم".

وعن إمكانيّات تقليل أضرار المرض للجسم، قال أنّه يمكن تقليل نسبة مرض السكري، حتى 10%، أو بكل ما يتعلق بالمشاكل الناتجة عن المرض، بحيث أنه عند معرفة أن الجسم معرّض للإسابة بالمرض يمكن العمل على موازنة الدهنيات ونسبة السكر بالجسم، بمعنى أنّ الاكتشاف يخفّف – ولا يلغي عدم حصول أمراض ناتجة عن مرض السكري، لكن يمكن تقليل أضراره بنسبة كبيرة.

في إسرائيل، نسبة المرضى بالسكري 7%

وأضاف: "في امريكا 10% من المجتمع لديهم مرض السكري، في اسرائيل نسبة مرضى السكري تصل إلى 7%، ويمكن تخفيض هذه النسبة من خلال الاكتشاف العلمي، فاكتشاف المرض مبكّرا يفيد جدا صاحب المرض، مرض السكري الثاني هو الأكثر شيوعا بالعالم، ومتعارف على أنّ المرض هو لكبار السن، ولكن في امريكا وبسبب السمنة الزائدة نرى أن الطفل الذي يخلق بوزن كبير يعاني ايضا من هذا المرض الذي كان حصرا على الكبار، ونرى هذه الحالة عند الاطفال نتيجة قلة الحركة والسمنة الزائدة، واكتشاف ذلك بشكل أبكر يمكن تقليل تداعياته وأضراره على صحة الانسان، من خلال تقليل الوزن، تنظيم الغذاء وممارسة الرياضة، بشكل عام يحتاج المرض اكثر من عشر سنوات حتى يتم اكتشافه بالجسم، فعندما لا تكون شكاوى صحيّة كون المرض لا يزال في بدايته، وهنالك إنسان يمكن أن يكون لديه مرض السكري ولكن يحتاج عشرة سنوات حتى يعرّض حياته الصحية لمشاكل، وبعدها يقرّر إجراء الفحوصات الطبية حتّى يكتشف المرض، وبالتالي فإنّ وصول المريض الى الطبيب يعني أنّ مرض السكري بدأ يضر صحته، الاكتشاف العلمي يعني أنّ مجرّد حمل الإنسان لهذا العامل الوراثي فهو بحاجة لمراقبة نسبة السكر بشكل متواصل في الدم، وعند إصابته بالمرض فيتم اكتشاف ذلك بشكل مبكّر جدا وبدء معالجته وتقليل الأضرار الناتجة عن المرض".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]