يترقب شعبنا في الايام القادمة صُدور قرار محكمة العدل الاسرائيلية, في شأن إنتخابات بلدية الناصرة, هذه المدينة العريقة بتاريخها وحضارتها وإنتماءها الأصيل بأهلها وناسها الطيبين, مدينة المحبة والإخاء. هذه المدينة اليوم, وعلى مدار أشهر مضت وسنوات خَلت تقفُ على برميل بارود, يُرادُ لها أن تنفجر بهِ ومعهُ, والسؤال المطروح علينا جميعًا, وخاصة على أطرافِ "النزاع" في المدينة, وأمام المسؤولية التاريخية المُلقاة على عاتق الجميع, هل تستحقُ كرسي الرئاسة أن نضحي بالمدينة وهذا التاريخ العريق ؟!!.
منذُ بَداية الأزمة تدخّلنا في حركة أبناء البلد وبهدوء وبدون شوشرة في الموضوع, لأننا نؤمن أنّ القادم أعظم على شعبنا الفلسطيني وعلى جماهيرنا في الداخل ولأنّ الناصرة ركنًا اساسيًا في معركة شعبنا, نضالًا وكفاحًا وقيادة, وكانَ لُجوء الطرفين إلى المحاكم "الإسرائيلية" والمسار القضائي منذُ البداية على قاعدة القبول بالنتائج، وما تَدَخُلنا هُنا إلا لِمصلحة البلد.
كانَ مُؤسفًا أن تصل الأمور إلى ما وصلت إلَيهِ, وَنرفض أن يُزَج بالطائفية في قلب "المعركة", ما يجري ليس حربًا طائِفيّة وهي ليست صراع المسلم والمسيحي كما يُراد لها أن تكون من أعداء المدينة وأعداء شعبنا, إنّها مَعركة سياسية بين طرفين حولَ رئاسة البلدية، ونضعُ تحتَها ما شئنا من الخطوط والشعارات .
ومن هُنا نتوجّه إلى كلا الطرفين في الناصرة, إلى قائمة ناصرتي برئاسة السيد علي سلّام وقائمة الجبهة الديمقراطية برئاسة السيد رامز جرايسي وإلى كل الأطراف المعنية, أن تَحَلّوا بالمسؤولية التاريخيّة وضَعوا نُصبَ أعيُنكُم مصلحة الناصرة وأهلها وجماهير الداخل وشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة. ومن هُنا نقول, إن كان خياركم المسار القضائي منذُ البداية ليكُن قرار المحكمة مقبولًا على كلا الطرفين ولنجلس معًا بعدَ صدور القرار كان ما كانَ من أجل التعاون في سبيل مصلحة البلد، وهو شعار الجميع قبل ألإنتخابات، فَليَكُن كذلك بَعدها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]