أصدرت محكمة الصلح في الناصرة حكمًا يقضي بدفع تعويض بقيمة (150) ألف شيكل (حوالي 43 ألف دولار) لعامل (سابقًا) في مصنع "افيفيت" للبسكوت والحلوى، في "نتسيرت عليت" المجاورة للناصرة، تعويضًا له عن أضرار بالغة لحقت به نتيجة تعرّضه لاعتداء مِن قبل زميل له في العمل.
واستنادًا إلى ملف هذه القضية، فإنها تعود إلى إحدى الليالي قبل ثماني سنوات، حين نشب جدل بين العاملين خلال وردية عملهما المسائية، على خلفية جودة عمل المدّعي، وقد قام المتهم بشتم المدعي على مرأى ومسمع من العمال والمسؤولين، وبعد انتهاء العمل انقض المتهم وآخرون، على المدّعي خارج المصنع، وأوسعوه ضربًا، ففقد وعيه وجرى نقله بسيارة اسعاف إلى مستشفى "هعيمك" بالعفولة، لكن حالته الخطيرة استدعت نقله للعلاج في مستشفى "رمبام" بحيفا، وحددت له مؤسسة التأمين الوطني نسبة إعادة -10%.
"ضربني وبكى..."!
وجاء في الدعوى التي كان قدّمها المشتكي ضد المصنع (الشركة) والمعتدين - أن الشركة أظهرت اهمالاً في تهيئة وضمان أجواء آمنة للعمل، وأنها لم تفعل شيئًا حيال علمها بنوايا المعتدي، بل ولأنها استمرت أصلاً في تشغيل المعتدي "المعروف بميله إلى العنف"!
وقبل صدور الحكم بتعويض المشتكي، كان المتهم قد خاض مسارًا جنائيًا، فاعترف بفعلته، وأدين وحُكم عليه بأشغال للصالح العام (في خدمة الجمهور)، وبتعويض المشتكي بعشرة آلاف شيكل. وادعى المتهم أن المشتكي هو الذي انهال عليه بالضرب المبرح في ساحة المصنع، وأن آخرين لا يعرفهم شاركوا في "الطوشة"، وضربوا المشتكي. ووصف ادعاءات المشتكي حول الأضرار التي لحقت به، بأنها "مبالغ فيها"!
كذلك ادعت شركة "افيفيت"، أن الشجار نشب بسبب المشتكي وحده، وأنها لم تُظهر أي تقاس أو إهمال.
القاضي يُلقي بالمسؤولية على الشركة
وتبنّى القاضي شكيب سرحان دعوى المشتكي، وألزم المعتدي والشركة بتعويض المشتكي بمبلغ قدره (118) ألفًا و(591) شيكل، وبمصاريف المحكمة وأتعاب المحاماة، بقيمة إجمالاً قدرها (28) ألفًا و(600) شيكل.
وفيما يتعلق بالشركة، رأى القاضي أنها أظهرت إهمالاً في ضمان اجواء عمل آمنة، ولم تتخذ أي إجراء لمنع الاعتداء على المشتكي، على الرغم من علم المسؤولين والمديرين بالتهديدات التي وُجهت إليه، فلم يحذروه، بل غالطوه وأوهموه بأنه لا خطر عليه!
[email protected]
أضف تعليق