لا تمرّ أغنية تطلقها الفنانة نجوى كرم مرور الكرام، ربما لأنها اعتادت أن تصدم جمهورها إن لم يكن بكلمات الأغنية أو بلحنها، بفكرة الفيديو كليب، التي تغامر فيها نجوى أحياناً بتاريخها الفني وصورتها، وغالباً ما تخرج منتصرة لأن لديها جمهور يحبها جاهز للدفاع عنها في وجه أي انتقاد يطالها ولو كان محقاً.

على مواقع التواصل الاجتماعي اشتعل نقاش خلال اليومين الماضيين بسبب أغنية "يا يمّة" التي أطلقتها نجوى مؤخراً. البعض رأى أن إيقاع الأغنية روتيني لا يختلف عما سبق وقدّمته الفنانة، ولا يحمل أي جديد، ورأى مدافعون أنّ هذا هو لون نجوى وأنّ الأغنية تحمل الكثير من التجديد في كلماتها، في حين رأى منتقدون أن كلمات الأغنية لا تخلو من إيحاءات جريئة لا تليق بصورة نجوى ولا بتاريخها.

محبو نجوى دافعوا عنها ودعوا منتقديها إلى تصفية نواياهم، على اعتبار أنّهم لم يلمحوا إيحاءات جريئة إلا لأنّ نواياهم سيئة. رغم أنّ الإيحاءات كانت واضحة وربما هو الوتر الذي لعبت عليه نجوى لتحريك المياه الراكدة في ساحة فنية تشكو الركود حد الملل.

ولعل النقطة الأضعف في الأغنية كانت الإفراط في استخدام تقنية الأوتوتيون، وهو ما يحسب ضد نجوى صاحبة الصوت الجبلي، التي غنّت في أعرق المهرجانات، ولم تكن بحاجة لأن تغني في الستوديو إلا كما غنّت على المسرح.

محبّو نجوى لم يتقبّلوا النقد، فانهال بعضهم بالشتائم على الصحافيين الذين كتبوا آراءهم منتقدين عبر "تويتر"، وهي عادة دأب عليها الفانز في كل مرة يقوم فيها صحافي بانتقاد أغنية لفنان، حتى لو لم يكن هدف النقد سوى التصويب، إلا أنّ كثيرين من محبّي نجوى خاضوا نقاشات راقية مع صحافيين، داعيين إياهم إلى ضرورة الاستماع أكثر من مرّة إلى الأغنية لتعلق في أذهانهم، وهو ما يعتبر أسوأ أنواع التسويق لأغنية، من خلال إرغام المتلقّي على سماعها مرّات عدّة لتعلق بذهنه ويحبّها رغماً عنه، ويصبح حكماً غير موضوعي عليها.

الأغنية لا تزال تثير الكثير من النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي، البعض يرى فيها مؤشراً إيجابياً بغض النظر عن مضمونها، إذ أنّه وبمجرد أن تغزو الإذاعات أغنية جديدة لمطربة عريقة في هذه الظروف الصعبة، فهي خطوة تحسب لنجوى التي تخوض مغامرة غير محسوبة العواقب في ظل الأزمة السياسية والأمنية التي يعيشها لبنان والعالم العربي حالياً.

والبعض الآخر رأى أنّ إطلاق نجوى هذه الأغنية لا يعدو كونه محاولة منها للتواجد في الساحة الفنية شبه الخاوية.

وبكل الحالات، يبقى لأعمال نجوى بصمة خاصة أقلّها أنّها لا تمرّ مرور الكرام.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]