حنين زعبي في معليا :المسيحيون ليسوا أقلية في إنهم أهل البلاد

بمشاركة النائبة حنين زعبي وبدعوة من التجمع الوطني الديمقراطي-فرع معليا أقيم مؤخرًا في نادي المسنين ندوة تثقيفية توعوية لمُناهضة التجنيد في الجيش الإسرائيلي.

وجاءت هذه الندوة في أعقاب تصاعد الهجمة السلطوية وعكاكيزها الداعية والساعية إلى "تجنيد الشباب المسيحي".

افتتح اللقاء المحامي والناشط التجمعي أنطون ليوس وبحضور وسام دوخي سكرتير فرع التجمع الوطني الديمقراطي في ترشيحا وسكرتير منطقة الجليل الأعلى.
وشارك في الندوة العشرات من طلاب المدارس والشبيبة من قرية معليا وخارجها.

وتحدثت النائبة زعبي عن مخاطر التحاق العرب المسيحيين في الجيش وتجنيدهم كمحاولة من السلطات الإسرائيلية لنزعهم عن شعبهم وتاريخهم وحضارتهم وتفتيت هوية عرب الداخل ودمجهم في المجتمع الإسرائيلي بشكل مشوه.
وتحدثت كذلك عن أهداف الخدمة المدنية التي تسعى المؤسسة الإسرائيلية إلى تمريرها عبر الترهيب والترغيب والإغراءات الرخيصة، ومحاولة لتدجين جيل الشباب وترويضه بعدما بات الحراك الشبابي المتصاعد يمثل حالة الوعي المتمرد.

كما لفتت زعبي إلى أنه لايعقل للإنسان المقموع والمضطهد أن يتماهى مع مضطهديه بل عليه أن يناضل لرفع الغبن من خلال نضاله العادل من أجل المساواة والحرية وإحقاق حقوقه "فأنتم جزء من شعب وتاريخ وحضارة ولكم كل الحق على هذه الأرض".

الناشطة الشابة شيرين توما اعتبرت أن الندوة كانت ناجحة بكل المقاييس رغم محاولة أيد خفية إفشال هذا النشاط وقالت تعرضنا لضغوطات كبيرة بحيث احتاج الامر لتغيير مكان الندوة المقرر مرتين مما يدلل على أهمية ما نقوم به، لكننا عازمون على المضي بنشاطنا، ونحن ندرك أهمية التوعية والتثقيف لمخاطر الخدمة العسكرية والمدنية بكل مسمياتها وأعتقد أن هذه مؤامرة تستهدف وعينا ووحدتنا ونحن لسنا طوائف ولا قبائل نحن جزء من شعب وعلينا أن نناضل ونتصرف كذلك،وأشارت توما إلى حجم التمييز وزيف الديمقراطية وقالت هناك مثال صارخ لدى العرب الدروز فهم يخدمون بالجيش ويعانون التمييز ربما أكثر من طوائف أخرى من شعبنا الأمر الذي يفند كذبة ومقولة "الحقوق والواجبات".

وفي تعقيبها قالت زعبي: في مثل تلك النشاطات أنت لا تتكلم نظريا فقط عن ارتباط المسيحيين العرب بشعبهم، وعن أنهم ليسوا أقلية فيه، بل هم جزء من نسيج هذا الشعب العضوي، بل وأصل سكان المنطقة، وتاريخه وحضارته، بل أن تثبت عمليا بمشاركة المئات من الشباب وتعطشهم للارتباط بهويتهم، واستعدادهم للتصدي لمحاولة شرذمتهم وطردهم من شعبهم، أنت تثبت عمليا، أن هذه المحاولات هي بائسة وفاشلة في آن.

لماذا هذا الاستشراس للكاهن اللاوطني، الذي لا يحب الخير لرعيته، والذي يبتعد عن رعايتهم بل يرعى قامعهم ويخون رعيته، فلا يريد لهم القوة والكرامة والخير؟

بل يريد لهم الضعف والهوان والذل. المحبة في الدين هدفها أن تقوي الإنسان وترسخ مكانته، والمحبة في الدين ترسخ القيم الإنسانية، ولا تمحو الإنسان وكرامته، لكن مشاريع التجنيد التي يسوق لها الكاهن نداف وبضعة عملاء له، تضعف شعبنا.

وتابعت: المسيحيون ليسوا أقلية في العالم العربي، إنما هم أهل هذه البلاد الممتدة من مصر حتى كيليكيا في بلاد الشام، وهم سكان هذه الأرض منذ نحو ألفي عام. والمسيحية إحدى الديانات العربية بلا شك، حتى المسيح نفسه آرامي من الناصرة في الجليل الفلسطيني، وكان يتكلم السريانية، فهو بالمعنى التاريخي والحضاري، سرياني من فلسطين.

من جهة أخرى يُتابع التجمع قضية التجنيد، من خلال حملة لمواجهة محاولة تجنيد المسيحيين، تركّزها الناشطة وعضو اللجنة المركزية في التجمع، المربية نيفين أبو رحمون، وعن الحملة وخطورة التجنيد تصرّح أبو رحمون قائلةً: 

طالما فرض التجمع خطابًا قويًا على الساحة السياسية حاول من خلاله تعرية نوايا مخططات المؤسسة الإسرائيلية في طمس هوية شبابنا وتقويضها وعمل على نشر خطاب تثقيفي بين أوساط الشباب بهدف تعزيز انتمائهم. يطلق اتحاد الشباب الوطني الديموقراطي حملة "لن أخدم جيشكم" رداً على سياسة المؤسسة الإسرائيلية التي تعمل جاهدة على تشويه هويتنا الوطنية. تأتي هذه الحملة لنحافظ على وعي شبابنا الفلسطيني، محاولة لنا في أن ننقذ شبابنا من الوقوع في براثن هذا المخطط الجهنمي.

وتتابع: واجب التصدي لكافة أشكال التجنيد ملقى على عاتق كل فرد منا والمطلوب عمل وحدوي شعبي يفرض تحديات صدامية أمام هذه السياسة الفاشية التي تسعى إلى تقويض هوية شبابنا.

"لن أخدم جيشكم" هي بمثابة جرس إنذار لنا جميعا خاصة وأن محاولات المؤسسة الإسرائيلية أصبحت مدروسة أكثر وتراهن على تجهيل وتدجين شبابنا من جهة، وتفكيك وتجزئة شعبنا لفئات وطوائف من جهة أخرى.

وفي هذه الأيام التي تشهد استشراس المؤسسة الحاكمة وفكرها الصهيوني لتشويه البقية الباقية من فلسطينيي ال48 تصبح هويتنا الوطنية والقومية هي خط الدفاع الأول والأخير في معركة الدفاع عن الذات.

 



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]