وادي السياح بحيفا، مخطط اسرائيلي تشريدي جديد، ولا أحد يهتم

تستمر المؤسسة الإسرائيلية بمخططاتها التهجيرية ضد أبناء شعبنا في الداخل، فهذه الدولة التي قامت على أراضي شعب تم تهجير الآلاف من أبناءه تحاول الآن تهجّير وتشرّيد المزيد، فبعد مخطط "برافر" الهادف لتهجير الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني بالنقب، وبعد قرية "رميه" التي يسعون لتهجير أهلها ها هي المؤسسات الإسرائيلية تعلن نيّتها عن تهجير أهالي وادي السياح في مدينة حيفا، والذين يسكنون فيه منذ مئات السنوات، أي قبل قيام دولة إسرائيل وحتى قبل أن يفكّر هرتسل وأصدقاءه بإقامتها.

يحوي وادي السياح على عدد قليل من البيوت تقريبا، كلهم من عائلة واحدة، ويسكنون في هذه المنطقة منذ أيام الدولة العثمانية، حيث يملكون قسم جيد من أراضيها وكلها مسجلة بإسمهم، ومؤخرا بدأت بلدية حيفا بالعمل على فكرة المخطط لتحويل منطقة وادي السياح الى منتزه بمساحة 35 دونمًا تقريبا، وذلك بعد أن قدمت اللجنة اللوائية مخططا لذلك.

أسيل وهالة يرفضان ترك الحي 

تجولنا في وادي السياح ورأينا منطقة يصفها كل من يراها بأنه "جنّة عدن"، يعيشون فيها الأهالي برغم عدم توفر الخدمات بشكل كاف، ويرفضون بأي حال من الأحوال مغادرتها، حتى الأطفال، فقد قابلنا أسيل وهالة وهم طفلين أخوين لم يتجاوزا العشرة سنوات، وقد كانا يتجولان بين البيوت وهي بيوت أعماهما وأقاربهما وذلك بمقاربة من والدتهما، وسألناهما إذا كانوا يقبلون فكرة الخروج من الحي والسكنى بمكان آخر، حتى لو كان أكثر تطورا ولكنهما قالا أنه حيّهما هو الأجمل والذي ولدا فيه وولد والدهما فيه أيضا ولا يريدون الخروج منه.

تقول أزهار أبو عباس وهي والدة الطفلين : تزوجت قبل 13 عاما لهنا ومنذ وقتها سمعنا عن مخطط لإقامة حديقة هنا ولكن كان كلاما ليس جديا، لم نفكر يوما بأن تفكر البلدية بإخراجنا واقتلاع بيوتنا، هذا نرفضه تماما، لا أعرف إذا كانوا قد عرضوا تعويضا ولكن ولو فعلوا ذلك نحن نرفض الخروج بتاتا، فلا شيء يغنينا عن بيتنا .

أرض ورثناها عن أجدادنا 

توفيق أبو عباس هو ابن الحي وأحد أبرز من يتابعون القضية قال : اللجنة المحلية للبناء قررت أنه وبعد 10 سنوات كحد أقصى يجب أن تكون هذه البيوت قد أخليت وأصبحت المنطقة جاهزة لإقامة حديقة فيها، لم يتحدثوا عن أي تعويض رغم أننا لا نقبل ذلك حتى، فهذه أرضنا التي ورثناها عن أجدادنا وأجداد أجدادنا، وذلك بالرغ من أننا لا نحصل على خمات منذ سنوات عديدة، خدمات أساسية كالماء والكهرباء، هذه هي دولة إسرائيل التي تدعو بالديمقراطية.

وتابع : يوم الأحد صباحا ستكون هنالك في محكمة حيفا جلسة للبت في الموضوع حيث سيقنع طاقم الدفاع هيئة المحكمة بإيقاف المشروع وفكرته، برأيي يجب أن يكون هنالك نشاط أوسع حول هذه الموضوع الذي لا يقل أهمية عن أي موضوع آخر، وعن توجهي للقيادات فعلا أنا لا أرى قائدًا مسؤولا وصادقا مع نفسه كالمرحوم الكبير توفيق زياد ولكن أتوجه من هنا لكل أعضاء الكنيست العرب والقيادات بأن اهتموا لنا فقضيتنا جدا مهمة ولا مجال لتأجيلها، إذا كان حسكم الوطني صادق.