نشر في الايام الاخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقلتها وسائل اعلام مغرضة، صور الطفل السوري مروان ذي الأربع سنوات، والذي قيل أنه عبر الصحراء وحيداً ليلتقي بعائلته التي ضيّعها خلال عبور الحدود مع الأردن، وتكشف عدم صدق تلك الرواية وأن مروان كان متخلفاً عن مجموعة من اللاجئين العابرين للحدود بحضور موظفين من الأمم المتحدة ولم يكن وحيداً.

ونقلت وسائل الاعلام الخبر استناداً إلى تقارير متواترة في الصحافة وإلى عبارات أندرو هاربر، موظف في مفوضية اللاجئين في الأردن، الذي قال، عبر حسابه في تويتر، أن قصة مروان حظيت بنهاية سعيدة حيث "التقى بوالدته بعد أن كانا افترقا خلال عبور الحدود"، مما ترك مجالاً واسعاً لتصديق خبر عبوره الصحراء الفاصلة بين سوريا والأردن مشياً على الأقدام.. ووحيداً!

وكان أول من نشر الصورة هو الصحافية هالة غوراني من شبكة CNN عبر تويتر وأرفقتها بتعليق لها يقول: "وجد موظفو الأمم المتحدة الصغير مروان بعد عبوره الصحراء وحيداً بعد افتراقه عن عائلته الهاربة من سوريا"، ثم تم تناقل الصورة وأعيد نشرها عبر تويتر 8500 مرة.

ما بين صحافة التشكيك وصحافة التمحيص والتأكيد

وقالت مجلة "لاكسبرس" الفرنسية أن أعضاء من فريق Open Newsroom، المهتمين بمراجعة الأخبار والتحقق من مصداقية مصادر المعلومات، وجدوا صورة للصغير مروان على حساب هاربر، التقطها زميله جاريد كوهلر، وتظهره متخلفاً عن ركب مجموعة من اللاجئين وليس وحيداً في الصحراء.

وتضيف الصحيفة نقلاً عن هاربر أنه "في كل عبور للاجئين السوريين إلى الأردن يفترق المسنون والمرضى والحوامل والأطفال عن المجموعة الأساسية" وهو ما يضطر عمال الإغاثة المرافقين للعودة إلى الخلف ومساعدتهم على اللحاق بالمجموعة... وهو ما حصل مع مروان.

ولا يقلل اكتشاف عدم صدقية الصورة المنشورة من مأساوية الأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين ومن ضراوة الحرب التي خلفت حتى الآن 130 ألف قتيل وعدد غير محدد من الجرحى والمعاقين والمعتقلين بالإضافة إلى ما يقرب من مليوني ونصف المليون لاجئ (موزعين بشكل أساسي على دور الجوار) وخراب صعب التقدير في البنى التحتية والمرافق العامة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]