في أول عامين من الحياة تحدث عملية النمو وزيادة الوزن بسرعة كبيرة. عادة يتضاعف وزن الأطفال بعد الولادة بـ 6 أشهر، ويبلغ وزنهم ثلاثة أضعاف بعد سنة واحدة.

النظام الغذائي المتنوع الذي يحتوي على جميع المجموعات الغذائية ، يوفر جميع الفيتامينات والمعادن اللازمة للنمو الطبيعي للأطفال.

التغذية غير السوية خلال السنوات الأولى تؤثر سسلبا وقد تمس بالنمو العقلي والبدني، وفي حالات شديدة قد تتسبب بأضرار مدى الحياة.

توصيات للتغذية حتى السنة الأولى

لاشك بأن حليب الأم هو أفضل تغذية للأطفال الرضع. حليب الأم يوفر كمية الطاقة والمواد الغذائية المطلوبة للرضيع حتى يبلغ 6 أشهر. ولذلك يوصى على الرضاعة الطبيعية على وجه الخصوص حتى ستة أشهر. والرضاعة الطبيعية مع الأطعمة التكميلية من الشهر السابع.

عندما لا يرضع الطفل بشكل طبيعي، أو يرضع بشكل جزئي، مركبات أغذية الأطفال على أساس حليب البقر المضاف إليه الحديد تعتبر بديلا لحليب الأم حتى السنة الأولى. وينبغي اعطاء تركيبات الحليب على أساس الصويا فقط للرضع الذين لا يستهلكون تركيبات غذاء الأطفال على أساس حليب البقر بسبب مشاكل صحية (مثل الحساسية للحليب أو عدم القدرة على تحمل اللكتوز).

مشروبات الصويا، والأرز، واللوز أو المشروبات النباتية الأخرى، حتى لو كانت مدعمة، لا يمكن أن تحل محل حليب الأم أو تركيبة غذاء الأطفال.

يوصى ابتداء من بلوغ الرضيع ستة أشهر، إضافة أغذية مكملة للرضع، من أجل توفير الاحتياجات الغذائية والتنموية. في هذه المرحلة، تنخفض كمية ووتيرة الرضاعة الطبيعية ولذلك من المهم تقديم أغذية الأطفال ذات القيمة الغذائية العالية. على سبيل المثال، لمنع نقص الحديد، من المفضل اعطاء الطفل الأطعمة التي تحتوي على الحديد المتاح، مثل لحوم البقر أو الحبوب المدعمة بالحديد كأغذية أساسية.

ابتداء من الشهر السابع، بالامكان ان نضيف العصائد والحبوب التي تحتوي على الغلوتين، والخضار والفاكهة، البقوليات، ولحم البقر، الحبش، والدجاج والماء.

ابتداء من الشهر العاشر، مسموح ان نضيف منتوجات الألبان السائلة (اللبن، "ايشيل"، واليوغورت).

من سن عام يسمح الحليب السائل (حليب البقر أو حليب حيوانات أخرى)، والأسماك، البيض، الأطعمة التي تحتوي على الفستق، السمسم والعسل.

عندما نقدم للطفل طعاما جديدا، لا داعي للقلق حول مقدار السعرات الحرارية والمكونات الغذائية التي يتناولها، فمركبات الغذاء الرئيسية يحصل عليها من الرضاعة او من تركيبات غذاء الأطفال. من المهم أن يكون الانتقال الى الأغذية المكملة تدريجيا، أيضا من أجل اكتشاف سبب ردة الفعل التحسسية (إن وجدت). لذلك ينبغي أن نقدم في كل مرة طعاما واحدا، وعندما يكون من الواضح أن الطفل لا يعاني من حساسية له، يمكن ان نقدم الاطعمة معا لتوسيع مجموعة المركبات الغذائية في الوجبة.

يجب ان نمتنع عن الأغذية التي قد تسبب الاختناق للطفل، مثل المأكولات الصغيرة، المستديرة، او القاسية، مثلا: سكاكر المص، المكسرات، الفوشار، الزبيب، الأسماك مع العظام، وزبدة الفستق التي تحتوي على كسرات الفستق. يمنع تقديم أطعمة من هذا النوع إلا اذا ازلنا الخطر من خلال اتباع الأدوات والتدابير اللازمة:

* التفاح، الجزر، وكل فاكه او نوع من الخضار، يجب قطعه الى قطع صغيرة او نهرسها او نطهوها حتى تطرى. كي يستطيع الطفل مضغها وبلعها بدون صعوبة.

*يجب قطع حبات العنب الى أنصاف قبل أكلها. واذا احتوت على البذور - لنخرجها.

*النقانق وشرائح اللحم يجب ان نقطعها على الطول لقطع طويلة والتي بالامكان مضغها.

التغذية في السنة الأولى وحتى الثانية

عندما يبلغ الطفل عامه الأول ينضم إلى طاولة الطعام ، ويتناول الطعام مع العائلة. عادة، 4 حتى 6 وجبات توفر الطاقة اللازمة (بما في ذلك حليب الثدي أو الصيغة).

يفضل الحفاظ على إطار منظم من وجبات الطعام وتجنب عملية الإطعام المستمرة.

معدل النمو، والنشاط، والتعب، والإحباط، والبيئة والمجتمع - كلها قد تؤثر على شهية الصغير. ولذا من المهم أن تكون الوجبات صغيرة، متكررة، ومغذية وكثيرة الطاقة مع إمكانية الحصول على المزيد اذا كان لا يزال الطفل جائعا.

كميات صغيرة ومتنوعة

مسؤولية الوالدين (والمعالجين) هي تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية في الوقت المناسب والمكان المناسب. يقي التنويع من النقص في المواد الغذائية المختلفة. ليس جيدا أن يشبع الطفل من الأغذية المليئة بالسكاكر والمسليات، وأيضا لا يجب إجباره على تناول الطعام عندما لا يريد. في معظم الحالات، إذا قدم قدم للرضيع طعاما مغذيا ومنوع ، سيأكل كميات كافية من المركبات الغذائية والطاقة لعدة أيام أو أسبوع. ولذلك، ينبغي أن نقدم للرضيع أصح الأطعمة، ولكن لا يجب ان نتوقع بأنه سيأكل كميات كبيرة في كل وجبة.

لا يرغب.. فلا حاجة

لتشجيع مهارات تناول الطعام الصحية، يجب على الوالدين او المعالجين الرد بشكل صحيح على إشارات الجوع الكلامية، وغير الكلامية، للطفل، لعلامات الجوع وعلامات الشبع. عندما لا يكون الطفل معنيا بالغذاء أكثر فإنه يميل رأسه جانبا، ويبعد الغذاء عنه، او يلعب مع الأكل ولا يجب اجباره على تناول الطعام.

وبالرغم من ان الأمر صعبا، لكن يجب احترام إرادة الطفل، وان يأكل الطعام الذي يحبه. رغبة تناول الأطفال لنفس الأطعمة في كل يوم هو امر شائع، لكن من ناحية أخرى يغيرون رأيهم بشكل متطرف وسريع، مثلا في أحد الأيام يحبون كثيرا تناول التفاح وفي اليوم التالي لا يرغبونه. يجب ان نحافظ على هدوئنا وأن نعرض اغذية متنوعة وصحية اخرى، وان نتذكر ان هذا التصرف سيتوقف في يوم من الأيام.

كيف نحدد إذا كانت الكمية التي تناولها الطفل كافية؟

يتناول الاولاد الطعام عندما يشعرون بالجوع، وعادة يتوقفون عندما يشبعون. ويشعر الأهل بالقلق عندما يظنون بأن أولادهم تناولوا كميات قليلة من الطعام، مقارنة مع كميات الكبار. تذكروا: اذا نما الطفل جيدا فهذه إشارة على انه تناول طعاما كافيا.

للتأكد من تناول الطفل للطعام من جميع المجموعات. اذا استمر الوضع عدة ايام فلا حاجة للقلق. لكن "الإهمال" المتواصل لمجموعات معينة من الطعام قد يؤدي الى نقص في مركبات الغذاء. تذكروا ان تزويد المركبات الغذائية السليم لا يقاس وفق لائحة الطعام ليوم واحد انما وفق عدة أيام.
يجب ان تكون الوجبات بالحجم المناسب للأولاد الصغار: ربع حتى ثلث وجبة الشخص البالغ او ملعقة لكل سنة من عمر الطفل. يفضل تقديم كمية أقل مما نعتقد ان الطفل قادر على تناولها وإعطائه المزيد اذا كان جائعا.

في ضوء صغر المعدة، لا يقدر الأطفال على تناول كميات كافية في وجبة واحدة للحصول على متطلبات الطاقة العالية. لذلك يجب ان يأكل الأولاد بين 4 - 6 مرات في اليوم. من اجل الحصول على الحد الأقصى من كل وجبة، يجب ان نهتم بنوع الغذاء وموعد التقديم: اختاروا أغذية تستحق مركباتها كمية الطاقة فيها، وخططوا مسبقا موعد الوجبات، والوجبات الأخرى (بين الوجبات).

اسطورة المخاط وتحطيمها

لا اثبات علمي للاعتقاد السائد للعلاقة بين تناول الحليب ومنتوجات الألبان وبين امراض مجرى التنفس العلوية (الرشح، التهاب الاذن، الربو). هناك اعتقاد لا يستند على اي اساس علمي او منطقي بأن منتوجات الحليب تزيد من انتاج المخاط بواسطة الجهاز التنفسي، وبالتالي يزداد انسداد مجرى التنفس وعوارض الربو. هذا الاعتقاد يدفع العديد من الناس إلى الامتناع عن تناول منتوجات الحليب، دون مبرر، او يمنعون اولادهم عنها.

اجريت ابحاث حول تناول الحليب ومنتوجاته وتأثير ذلك على عوارض الربو او سوء في اداء الجهاز التنفسي لدى البالغين او الاولاد الذين لا يعانون من حساسية لمنتوجات الحليب. في هذه الأبحاث لم نجد علاقة بين الظواهر واستهلاك الحليب.

عوارض في جهاز التنفس شوهدت فقط لدى الاشخاص الذين يعانون من حساسية بروتين الحليب وهذه العوارض ظهرت مع استهلاك منتوجات الحليب وتوقفت بشكل فوري مع توقف الاستهلاك.

منتوجات الحليب خلال فترة الإسهال: متاحة ومستحسنة

في السابق ادعوا بانه يجب تحديد كمية تناول منتوجات الحليب عند الاسهال الشديد. وعندما يدور الحديث عن الاولاد فيجب تقديم المركبات الغذائية النباتية لهم (تركيبة غاء للأطفال على أساس الصويا). وجدت دأبحاث من العقد الأخير ان لا أساس لهذه النصيحة ولذلك تم تغيير التعليمات.

عام 1996 نشرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأولاد موقفا حول علاج الاولاد المصابين بالإسهال الشديد، وكانت التوصيات تقضي بالعودة إلى تناول الغذاء بشكل طبيعي ويشمل منتوجات الحليب لدى الأولاد غير المصابين بالجفاف، اما من أصيب بالجفاف والذي يحتم متابعة طبية، فيجب تزويد الجسم بالسوائل ومن ثم إطعامه الطعام الطبيعي الذي يشمل المنتوجات الغذائية. فقط في حالات الاسهال الشديد (تحتم الخضوع للعلاج) او الاسهال المتواصل حيث تكون امكانية الاصابة بضرر في الامعاء وضرر في اللكتاز، بدرجة تحتم التوقف عن تناول الحليب.

تناول الطعام الطبيعي في فترة الإصابة بالإسهال تقصر فترة الإسهال لدى معظم الأولاد القادرين على استهلاك منتوجات الحليب خلال اصابتهم بالإسهال دون مشاكل خاصة. بالإضافة إلى ذلك، وجد أن تناول منتوجات الحليب المحمضة (مثل اليوغورت) خلال فترة الإسهال بامكانه تقصير مدة الإسهال وتقليل خطورة العوارض.

ماذا يقول الأطباء؟

في شهر نوفمبر من العام 2007 اجتمع عدد من أطباء الأطفال الرائدين لاستعراض المعلومات العلمية المتعلقة باستهلاك منتوجات الحليب لدى الرضع، الأطفال، والمراهقين. التوصيات نشرت في وثيقة موقف المؤسسة لطب الأولاد في المجتمع (חיפ"א).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]