زرت اليوم مدينة الخليل برفقة زملائي من الحزب وبالاشتراك مع منظمة سلام ألان لكي نتواصل ونواسي أهالي ضحايا المجزرة التي ارتكبها الإرهابي " باروخ جولدشتين" قبل 20 عام وراح ضحيتها 29 فلسطيني, بشاعة المجزرة التي حصلت داخل الحرم الإبراهيمي, والإرهاب الذي ضرب حرمة المسجد والإنسانية بعرض الحائط مازالت تقبع في الخليل ببشاعة وتدني أخلاقي غير مسبوق.

خلال الجولة ما قبل زيارة عائلة احد الضحايا, نمر داخل وسط المدينة القديمة في الخليل, ونشهد الحجارة القديمة, البيوت التي يزيد عمرها عن ألف سنة, نرى الفن المعماري والحضارة الأصلية لمدينة الخليل.

 نراقب كم الحوانيت في شارع الشهداء, هذه المنطقة التي يسكنها العرب ويستوطنها مستوطنون يهود بالقوة والعربدة تحت حماية الجيش والشرطة, هذه المنطقة شلت وقتلت الحياة فيها, المنظر مؤلم جدا, ترى دكاكين مغلقة منذ حصول المجزرة .

وقد نبت على أبواب الدكاكين أعشاب غيرت ملامح المنطقة التي كانت تعج بالناس قبل هذا الاحتلال كله, لا يوجد حاجة بان تبحث عن حضور الاحتلال والشرطة والجيش, فهم في كل مكان, في كل ركن مدججون بالأسلحة.

ومن وراء كل هذا تجد الحواجز التي تفرق الناس وتحد من التحرك وتعطي أقلية المستوطنين السيادة. ولكن المنظر الأشد قبح, هو قطعان المستوطنين الذين يتجولون بحرية مطلقة وترافقهم الحماية والحراسة من رجال الأمن طول الوقت, تشهد تطاولهم بالصراخ والتعدي الجسدي دون رادع لهم.

خليل الرحمن, خليل الحضارة والثقافة تعيش ابارتهايد يومي, الروح الإنسانية تقتل يوميا بانتشار الكراهية والعنصرية.

هذا المنظر يلخص معاناة الكثيرين, هذا المنظر يجسد العائق الأكبر أمام السلام وأمام تطور الإنسان. الظلم لا يدوم ولكن حتى ذلك اليوم الذي تنتهي به المعاناة ويعود العدل علينا أن نعمل ونجتهد وان نرفع صوت الألم وصوت الحق.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]